تابع علماء الدول الاسلامية المشاركون في المؤتمر الاسلامي الدولي الثاني عشر الذي اختتم أعماله بالقاهرة مؤخرا توقيع المعاهدة النهائية لترسيم الحدود بين المملكة العربية السعودية واليمن حيث طغى حديث حديث المعاهدة على كلماتهم حين التقتهم الجزيرة على هامش المؤتمر واعتبروا المعاهدة التاريخية التي تمت بين المملكة واليمن بداية الطريق الصحيح نحو اقامة علاقات طيبة بين البلدين الشقيقين ونموذج يحتذى به. وأشاد الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في اذكاء روح التفاهم وازالة أسباب الخلاف وتوقيع المعاهدة في حضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وأصحاب السمو والمعالي من المملكة يعكس بوضوح حرص المملكة على التسامح والرغبة الصادقة في مد جسور الود والتفاهم والتعاون بين الأشقاء العرب، مؤكدا ان المعاهدة التاريخية التي تمت من شأنها ان تزيل كل التوترات والخلافات التي شهدتها السنوات الماضية. وأعرب الشيخ عكرمة صبري عن تهنئته الحارة لكلا البلدين وقيادتهما الرشيدة. وأبدى الشيخ أحمد سماكولا رئيس الاتحاد الثقافي بالسنغال سعادته الكبيرة بالتوصل الى معاهدة ترسيم الحدود التاريخية بين المملكة واليمن مؤكدا ان الجهود التي بذلتها المملكة من أجل التوصل الى هذه الاتفاقية هي جهود مشكورة ومساعٍ حميدة تضاف الى سجل المملكة الحافل بكل ما هو خير للأمة الاسلامية والعربية. وأضاف الشيخ أحمد سماكولا بأن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الى اليمن ومشاركته في احتفالات اليمن بذكرى الوحدة كان لها الأثر الطيب والفعال على الاخوة في اليمن الذين قدروا للمملكة جهودها المخلصة وحرصها على وحدة اليمن وتماسكه مما عكس هذه الجهود وتوجهها لازالة الخلافات وبهذا قدموا المثل والقدوة الى كل الدول الاسلامية التي تقع بينها خلافات حدودية ودعوة لنبذ الفتن والصراعات حتى يمكن تحقيق الوحدة الاسلامية القائمة على العدل والحق. وأكد الدكتور محمد البشاري رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا أن هذه المعاهدة تعكس المصالحة العربية السليمة بين الأشقاء والاخوة في البلدين وتمثل مبادرة حقيقية يجب ان تكون مثالا ونموذجا يحتذى به لكل الدول الاسلامية التي توجد بينها نزاعات حول مسألة الحدود. وأضاف د, البشاري ان هذه المعاهدة تدعم بكل قوة التوصية الصادرة عن المؤتمر الاسلامي الدولي الثاني عشر والمؤتمرات السابقة والتي تقضي بضرورة انشاء محكمة عدل اسلامية يكون هدفها حل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية ووفق حدود الشريعة الاسلامية.