انطلقت اليوم في العاصمة الروسية موسكو فعاليات المؤتمر العلمي التطبيقي الدولي "سبل التعايش السلمي بين الأديان: دور العلماء والدبلوماسيين والمهتمين في تحقيقه" الذي يشارك فيه أكثر من 200 شخصية دينية وسياسية وإعلامية وفكرية إسلامية ومسيحية من أكثر من 40 دولة. واتفق عدد من علماء الدين الإسلامي والمسيحي في جلسات المؤتمر على الأهمية القصوى لدورهم في تحقيق التعايش السلمي بين الأديان، وكذلك أهمية تنسيق الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يضمن تحقيق الاستقرار للبشرية. وحذر الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية ومقره الإمارات العربية المتحدة الدكتور محمد البشاري، من محاولات المنظمات الإرهابية لنسف كونية قيم السلام والتعايش ومنظوماتها السلمية، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في مواجهة الإرهاب وفرض عقوبات على الدول الراعية أو المحرضة عليه إعلاميًا. ولفت البشاري إلى دعم كثير من قيادات العالم للتعايش السلمي ومنها قيادة دولة الإمارات التي تؤمن بضرورة العيش الكريم، مشيراً إلى أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أنشئ لتنسيق جهود المنظمات غير الحكومية في مجال تعزيز ثقافة السلم والحوار بين أتباع الأديان. وأكد البشاري أنه لا حل في الحد من وتيرة الحروب الدينية والطائفية إلا من خلال إطلاق مبادرات الحوار والتنمية المستدامة والعناية بقضايا الشباب والفقر والجهل، مشيراً إلى أن مجزرة نيوزيلندا تفرض على القيادات الدينية العمل أكثر على إشاعة المحبة والتعاون فيما بينها لتحقيق السلم المجتمعي. وأوضح أن روسيا استطاعت أن تقدم نموذجًا يحتذى به في مجال إدارة التعددية الدينية والثقافية، لافتاً النظر إلى أن "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقع عليها البابا فرانسوا وفضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي تبعث الأمل في التعايش لأتباع الأديان والثقافات وإمكانية تحقيقه. واختتم البشاري مداخلته بالتحذير من تدخل بعض الدول ذات المشاريع التي تسعى لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية من خلال دعم جماعات التوظيف المصلحي والسياسي للإسلام والترويج للأفكار المتطرفة والأنشطة التخريبية. بدوره، قال متروبوليتان جوفينالي كروتيتسكي وكولومنا إن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لطالما لعبت دورا في تحقيق التقارب بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة إيمانًا منها بأن هذا التقارب هو الوسيلة المثلى لإنهاء الصراعات والنزاعات المسلحة القائمة على أساس ديني، مشيراً إلى أن الكنيسة عقدت عام 1927 مؤتمرًا للسلام بين الأديان دعا لإرساء السلام كقاعدة ونزع الأسلحة من الفئات الدينية المتناحرة في ذلك الوقت كوسيلة لإنهاء النزاعات الدينية، كما أرسى هذا المؤتمر مبدأ ألا يكون اختلاف الأديان حاجزًا بين البشر أو مدعاة للحرب. وأوضح أن الكنيسة الروسية عملت منذ ذلك الحين على تطوير الحوار بين الأديان، والعمل من أجل تحقيق السلام على أساس العدل والمساواة بين جميع البشر. وتتمثل أهداف المؤتمر في ان السلام بين الأديان أكبر قيمة اجتماعية ودينية، ودراسة تقاليد وأساليب وخبرات تعزيز السلام بين الأقاليم، وتنسيق العلاقات بين الأعراق والديانات في مختلف مناطق العالم.