الخطاب الثقافي والأدبي يدخل منعطفاً خطيراً هذه الأيام,, إذ سجل في الثلث الأول من هذا العام تراجعاً ملحوظاً أمام تيارات العولمة الجديدة المرئي منها والمسموع بهذه العبارة ندخل في المملكة العربية السعودية هذا المنعرج الذي نتوج به الرياض عاصمة ثقافية للعرب,, فالى جانب هذا الفخر والاعتزاز هناك على الطرف الآخر القلق الذي يساورنا على مصير ثقافتنا وأدبنا في ظل هذا الخطاب المفجع لانحسار الثقافة عن مدها المعهود,, وتواصلها الانساني الضروري مع فكر الأمة ومعطيات تراثها. وللطائف هذا العام حضور في ذاكرة الخطاب الثقافي والأدبي اذ أعدت اللجنة العليا للتنشيط السياحي وبالتعاون مع المكتبة العامة بالطائف ملتقى القصة القصيرة والذي سيقام في الفترة من 6 الى 13 ربيع الثاني هذا العام 1421ه وسيشارك في هذا المتلقى نخبة من كتاب القصة ونقادها في المملكة. لجنة التنشيط,, ورعاية السرد للجنة التنشيط السياحي بمحافظة الطائف جهود سابقة في مجال رعاية الحركة الثقافية والأدبية كما ان لها من الطموحات والمشاريع القادمة ما يجعلنا نتفاءل كقراء ومتلقين بمثل هذه الجهود التي تؤكد الهوية الثقافية لنا. وحول هذه الاستعدادات تحدث أمين عام لجنة التنشيط السياحي بالطائف ورئيس اللجنة المنظمة لملتقى القصة الأستاذ محمد قاري السيد والذي تحدث قائلا: ان اقامة ملتقى القصة القصيرة في محافظة الطائف في صيف هذا العام يأتي امتدادا للأنشطة الثقافية التي اقيمت في الأعوام الماضية والتي تأتي بناء على توجيه معالي محافظ الطائف ورئيس اللجنة العليا للتنشيط السياحي الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر، الا ان ملتقى هذا العام الذي يرتكز على استضافة مجموعة من المبرزين في مجال القصة القصيرة بالمملكة وهي باكورة لسلسلة من اللقاءات مع عدد من القاصين الذين نشكر لهم مشاركتهم معنا في اثراء الساحة الثقافية بالمزيد من اللقاءات التي تعكس مدى ما وصلت اليه القصة القصيرة في المملكة,, وسيكون بإذن الله ملتقى متميزا. ونحن في لجنة التنشيط السياحي بالطائف حرصنا هذا العام على تكثيف الأنشطة الثقافية بالتعاون مع عدد من المهتمين في هذا المجال ومنهم الأستاذ القاص محمد المنصور الشقحاء، والناقد المعروف الدكتور عالي سرحان القرشي وذلك في اطار نشاط اللجنة الثقافية التي يرأسها سعادة مدير التعليم بمحافظة الطائف الدكتور عبدالله حيسون المسعودي. وتسعى اللجنة من خلال أنشطتها الثقافية الى ابراز الدور الثقافي لمحافظة الطائف التي أولت هذا الجانب اهتماما كبيرا منذ بدء انطلاقتها في عام 1408ه وما تزال تسهم في اثراء الثقافة من خلال برامج أدبية وثقافية بالتعاون مع نادي الطائف الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بالطائف، وكذلك عن طريق اصدار العديد من المطبوعات السياحية والثقافية والتاريخية. ومما لا شك فيه ان استجابة نخبة من كتاب القصة والمهتمين بالحركة النقدية بوجه عام يعتبر بادرة مشكورة تعطي اللجنة حافزا لتنظيم العديد من الأمسيات والمحاضرات واللقاءات في مختلف الألوان الأدبية، كما ان مشاركة جريدة الجزيرة في تغطية هذا النشاط وتسليط الضوء على الحركة الثقافية بالمملكة بوجه عام وبالطائف على وجه الخصوص يعتبر من أهم ما يميز هذه الجريدة الغراء. ويمكن القول ان الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة لكافة فعاليات اللجنة ومنها النشاط الثقافي سيكون له دور كبير في انجاح هذه الفعاليات التي يحرص معالي المحافظ على أن تكون متميزة وجديرة بالمتابعة والاهتمام. وتحدث أمين المكتبة العامة بالطائف القاص محمد المنصور الشقحاء عن هذا الملتقى قائلا: هذه الجهود التي بذلناها هي من قبيل الواجب الذي تحتمه علينا المرحلة التي يجب علينا التفاعل معها وتقديم طروحات ورؤى تسهم في نجاح المشروع القصصي بالمملكة. ونحاول في هذا السياق تقديم الأفكار الابداعية المتميزة لنعرف القارىء الكريم بما يبدعه الكاتب من قصص وروايات تعد هي الحصيلة النافعة للثقافة والأدب,, كما لا يفوتني في هذا السياق ذكر أهمية المكتبة بالنسبة للثقافة اذ تعد هي المحرك الرئيسي لمثل هذه الفعاليات الثقافية والأدبية. أتمنى من كل قلبي ان ينجح هذا المشروع الصيفي ونكون بذلك قد اسهمنا ولو بجزء يسير من رد الجميل لهذه الكوكبة من كتاب القصة القصيرة ونقادها الذين سيتحملون مسؤولياتهم المشرفة لنرى نتائج الملتقى وقد اينعت بثمار المعرفة والفائدة. كما علق القاص جبير المليحان على هذه المناسبة موضحا أهميتها، ودورها التنويري الذي يخدم الثقافة أولا ويؤصل للمشروع القصصي بالمملكة,, وتمنى القاص المليحان ان يكون هذا الملتقى حافلا بالوجوه الابداعية المتميزة من الأجيال السردية السابقة والحاضرة,, وألمح الى ضرورة ان يكون هناك تكريم للرواد المبدعين. كما أشار الى ضرورة ان يشمل هذا الملتقى جميع هذه التجارب والتيارات التي تشكلت في السبعينيات والثمانينيات، والتسعينيات من خلال تسليط الضوء على أبرز جهودها وأعمالها,, مؤكدا على ان النقد هو الحري بهذه المهمة. ويعول القاص المليحان على النقاد الأكاديميين في مهمة نقد القصة ويضع على رأس هذه القائمة من النقاد الدكتور عبدالعزيز السبيل بوصفه متخصصا في القصة القصيرة في المملكة والجزيرة العربية. ويرى القاص خالد خضري هذا الملتقى بأنه من الملتقيات القليلة التي تهتم بالسرد لذلك يؤكد على ضرورة أن تتضافر الجهود لانجاحه,, بوصفه نقلة نوعية مرحلية تسهم في تقديم العمل القصصي. ويصف الخضري هذه الخطوة بأنها تستحق العناية اذا ما حاولنا تقديمها بالشكل المطلوب وبشيء من الاهتمام والاعداد الجيد. ويشير أيضا الى انها من المكاسب الكبيرة للعمل السردي والذي سيستفيد منه القاص والروائي في المملكة من خلال اللقاء والممارسة. ويؤكد القاص الخضري على ان المكتبة العامة بالطائف وبجهود القاص الشقحاء عملت ما عجزت عن عمله الأندية الأدبية اذ قدم للسرد الأدبي والابداعي هذه الفرصة المثالية التي ستسلط الضوء على أدب وابداعات كتاب المرحلة الجديدة والسابقة. ويؤكد أيضا أهمية النقد في هذا الملتقى لعله ينصف هذه التجارب ويحقق في تعامله معها ما يبحث عنه المبدع والقارىء على حد سواء. ويختتم القاص الخضري حديثه مشددا على ان هذا اللقاء هو الخطوة المتميزة والمثالية التي يتمنى لها التقدم والتطور والنجاح لعل ان يتبعها ملتقيات ومنتديات أخرى. ويرى القاص خالد أحمد اليوسف مناسبة الملتقى على انها فرصة مناسبة جدا للرد على بعض المقولات التي تصف العمل السردي بشيء من التواضع والتراجع. ويؤكد في هذا السياق على قدرة القائمين على أمر هذا الملتقى والمنفذين له وعلى رأسهم الأستاذان محمد قاري السيد ومحمد المنصور الشقحاء ولا ينسى في هذا السياق كوكبة من الشباب العاملين في مشروع التنشيط السياحي الذي يرى انه جزء من ثقافتنا، وحضارتنا التي نود لها التقدم والنجاح. ويخلص القاص اليوسف الى القول إن الملتقى وفعالياته وجهود القائمين عليه سيقابل من كتاب القصة والرواية بالاهتمام والاستعداد الجيد والمناسب ليقدموا ما لديهم من ابداعات ودراسات واسهامات أخرى تحقق الفائدة، وتصل الى الأهداف المرجوة من وراء هذا الملتقى وغيره من المنتديات التي تقام من أجل الكلمة الابداعية المعبرة,, تلك التي ترفع من شأن ابداعنا المحلي وتتوج قدرات مبدعينا بالاشادة والاهتمام ليصل الى المتلقى في كل مكان. ويختتم اليوسف حديثه موضحا أهمية هذا الحدث الذي يتزامن مع مناسبة اختيار الرياض عاصمة ثقافية للعرب,, ومعربا عن أمله أن تكون جميع هذه المناسبات ذات طابع ثقافي أدبي تحقق الأهداف والفوائد المرجوة. كما تحدث القاص عبدالعزيز الصقعبي عن هذا الملتقى موضحا حاجة الساحة الثقافية لدينا الى مثل هذه المناسبات التي ترعى الابداع الأدبي بمختلف أنواعه وتكويناته. ويرى القاص والروائي الصقعبي ان محافظة الطائف رعت الكثير من المناسبات فكان لها السبق في احتضان العديد من الأمسيات القصصية والشعرية وكذلك المحاضرات، والندوات والمتلقيات التي تثري الحركة الأدبية والمعرفية في بلادنا,, وتسهم في ايصال صوت المبدع السعودي الى الآخرين من خلال هذه الأسابيع، ومن فوق هذه المنابر التي تقام من أجل هذه الأهداف الجميلة والسامية. ويؤكد القاص الصقعبي في نهاية حديثه لالجزيرة على ضرورة قيام هذه اللقاءات، والمنتديات التي تعد خطوة نحو بناء تجربة أدبية ومعرفية تحقق في ذات المتلقى حساً انسانيا واعيا يستطيع ان يقيم ويفرز مثل هذه النتائج بذائقة متميزة وواعية. كما تحدث الأديب خالد المحاميد عن هذا الملتقى قائلا: لا أدري ان كان أعد لهذا الملتقى اعداد جيد أم لا,, ولكن على أي حال تبقى هذه المناسبة فرصة جميلة لترسيخ مفهوم السرد في الأوساط الثقافية، وكذلك تشجيع هذا الاتجاه لعلنا نحصل على نصوص سردية متميزة. واعني هنا بالنصوص السردية السير الذاتية، والروايات والتراجم، والملاحم، والقصص القصيرة والطويلة التي يبدعها الأدباء والكتاب بالمملكة, كما انني اعتقد ان هناك شيئاً مهماً وهو ان تكون المتابعة النقدية جادة وليست مجاملة، وان تقبل هذه الجدية بروح من الايجابية حتى نستطيع ان نكون أكثر شفافية وأريحية في تقبل الرأي الآخر,, وعلى أي حال يجب أن أقدم شكري للجنة التنشيط السياحي بالطائف وللأستاذ محمد الشقحاء والذي سعى خلف هذا النشاط الثقافي المتميز. كما تحدث الأديب الأستاذ محمد اليحيى عن هذه المناسبة قائلا: لا شك ان هذه المناسبة فرصة ذهبية يجب على الأديب والمثقف استثمارها,, لتكون فرصة لبروز العديد من الأقلام الابداعية التي لم تأخذ دورها كما ينبغي, كما انها فرصة اتاحها لجنة التنشيط السياحي في محافظة الطائف لهؤلاء المبدعين ليؤكدوا ما لديهم من ابداعات قصصية قد يكون معظمها اطلع عليه من يهوون أو يتابعون القصة في المملكة,, كما انها في نفس الوقت فرصة للقاصين الهواة في محافظة الطائف لكي يكتسبوا الخبرة سواء في الكتابة أو طريقة قراءة القصة وكيفية التعود على مواجهة الجمهور,, والذي آمله أن تولي هذه النقطة جل العناية وان يفكر بها بشكل جدي, كما نتمنى من وسائل الاعلام في محافظة الطائف التفاعل مع هذا الملتقى الذي يعد فريدا في تنظيمه وأن يكون معدا اعدادا جيدا يتناسب مع اسمه ومكانته. الجدير بالذكر ان النشاط المنبري لهذا الملتقى سيضم العديد من الأسماء الابداعية والنقدية والذي جاء على هذا النحو مع التذكير بأن هذا الجدول ربما يطاله شيء من التعديل.