وصول فريق الربيع الأول لكرة القدم المشارك في دوري أندية الدرجة الثانية لدور الستة عشر من مسابقة كأس ولي العهد يعد الإنجاز الأول لهذا الفريق في تاريخه الكروي بالإضافة إلى منافسته القوية على صدارة دوري الدرجة الثانية لكرة القدم، حيث يحتل الفريق الآن المركز الرابع في قائمة الترتيب بفارق ثلاث نقاط فقط عن المتصدر فريق الرائد. وهذا بلا شك وراءه عمل وجهد كبير سواءً كان ذلك الجهد من قبل إدارة الفريق برئاسة رئيس النادي الأستاذ أحمد البعداني أو من قبل الجهاز الفني للفريق بقيادة المدرب محفوظ حافظ أو لاعبي الفريق الذين يبذلون جهداً في المستطيل الأخضر حقق إنجاز وطموحات أبناء الربيع هذا النادي الذي يقبع في جدة بين كماشتي قطبي الكرة الغربية الأهلي والاتحاد مما جعلت حظوظ هذا الفريق الإعلامية تتلاشى أمام متابعة هذين الناديين العريقين.. وفريق الربيع يحاول جاهداً إيجاد موقع له في خارطة الكرة في المنطقة الغربية ويبذل جهوداً كبيرة لذلك خصوصاً في السنوات الأخيرة بدأت تتضح في الآونة الأخيرة وكانت أولى ثمارها الوصول إلى دور الستة عشر في مسابقة كأس سمو ولي العهد، بالإضافة إلى علو كعب الفريق في دوري الدرجة الثانية وقد ابتكر لذلك منصب جديد على الفرق السعودية وبدأت عدة فرق في استحداثه بغية فهم اللاعب وتهيئته بشكل كبير من أجل خوض المباريات وهو في كامل جاهزيته البدنية والنفسية والذهنية وهذا المنصب هو منصب الاخصائي النفسي، حيث التقينا بالأستاذ مازن السلمي الإداري والاخصائي النفسي بفريق الربيع ويحمل مؤهلاً علمياً جعله يتبوأ هذا المنصب وهو ماجستير تربية ودبلوم عالٍ للموهوبين .. (الجزيرة) ومن خلال ملحقها (رياضة) التقت بالأستاذ مازن السلمي ودار هذا الحوار: الصعود للأولى من أهم أهدافنا في البداية تحدث مازن السلمي عن طموحات الربيع هذا الموسم قائلاً: هدف من أهدافنا الصعود لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم لأن الأمور حتى الآن تعطي مؤشرات لذلك من خلال النتائج وإعدادنا الجيد حيث لدينا في الفريق المدرب محفوظ حافظ ومدرب الحراس علاء رواص ومدير الكرة سالم الزهراني ومحدثك ونحن كمجموعة والحمد لله سائرون بالفريق في الطريق الصحيح فقط نحتاج لمزيد من العمل والجهد والمزيد من الدعم المادي الذي يحتاجه فريق الربيع بشكل كبير وطبعاً نحن في مدينة جدة والأبواب متجهة للناديين الكبيرين الأهلي والاتحاد وللأسف نادي الربيع لم يعط حقه الإعلامي والمعنوي سواء من رجال الأعمال وحتى من رعاية الشباب وإن كانوا الآن أفضل مما مضى ولكن نتمنى المزيد والحمد لله فقد وصل الربيع وكما شاهدت لدور الستة عشر لمسابقة كأس ولي العهد، فمباريات الكؤوس تحتاج إلى عمل معين حيث تحتاج من اللاعبين الحذر وعدم الارتباك والحمد لله تحقق الفوز وترجم اللاعبون داخل الملعب العمل الجماعي إلى واقع ملموس رغم صعوبة الخصم وهو فريق العيون ولكن الحمد لله حققنا الأهم. البعداني الداعم الأكبر للربيع الدعم الذي يحظى به الربيع حالياً، فالجل الأكبر منه من قبل رئيس نادي الربيع الأستاذ أحمد البعداني ولكن الربيع يحتاج إلى المزيد من الدعم المادي والمعنوي وعلى الرغم من تواضع إمكانات نادي الربيع، فلمسات البعداني واضحة، حيث صعد به من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية بالإضافة إلى وصوله إلى دور الستة عشر في مسابقة كأس ولي العهد لأول مرة في تاريخه وهذا سيكون حافظاً وعملية دعم في مسيرة الفريق وحقيقة أتمنى أن تضعنا القرعة في مواجهة الهلال. فكرة الاخصائي النفسي وعن فكرة الاخصائي النفسي في الربيع أضاف السلمي قائلاً: أنا لست اخصائياً نفسياً تحديداً ولكنني اخصائي في تنمية المهارات الذهنية للاعبين بمعنى التطوير الذهني للاعبين مما ينعكس إيجاباً على مستواه داخل الملعب، حيث نعالج المزاجية والانفعال والتوتر سواءً كان قبل المباراة بشكل مباشر أو أثناء التدريبات، إضافة إلى أننا نستخدم بعض المهارات المعينة لرفع المهارات الذهنية للاعب، فكل منطقة تحتاج إلى مهارات معينة، حيث تتفاوت بين حراسة المرمى والدفاع والوسط والهجوم ومن ثم تعطيك مؤشراً إلى مستوى تطور اللاعب وأيضاً اللاعبين الذين يحتاجون إلى مرحلة علاجية فأحياناً التدريب يكون علاجياً وأحياناً تطويرياً فحسب الموقف نضع المهارات المطلوبة ومن ثم النتائج التي تحصل عليها الربيع وقبل مواجهة العيون الأخيرة أنه وخلال تسعة لقاءات لعبها الفريق لم يحصل فيها أي لاعب على البطاقة الحمراء وهذا يعد مؤشراً للعمل الذي يبذل فمستوى الانفعال والارتباك قد قل كثيراً وهذا جانب إيجابي كبير إضافة إلى أن اللاعبين بدؤوا الآن يلعبون بتركيز وذهن حاضر فأعطى مزيداً من النتائج الإيجابية ومؤشراً على ما نقوم به من عمل إضافة إلى كل ذلك فإننا لا نهمل التعاون من قبل مدرب الفريق فالكابتن محفوظ حافظ مدرب متمكن ولديه قراءة جيدة للمباريات وحسن التصرف بالإضافة إلى الكابتن علاء رواص حيث أعد حراساً على مستوى جيد بالإضافة إلى تميز الإداري سالم الزهراني حيث يبذل جهداً كبيراً وعملنا كمجموعة واحدة في تهيئة اللاعبين وتحفيزهم ورفع روحهم المعنوية وأود أن أخبرك أن لدينا قاعة تدريبية في النادي نعمل من خلالها ورش عمل أسبوعية للاعبين بالتنسيق مع جدول التدريبات للمدرب. الأندية الكبيرة تحتاج إلى عمل مماثل وفي سؤال آخر عن الحاجة الملحة لمثل هذا العمل بإيجاد اخصائي نفسي في الأندية الكبيرة أضاف مازن السلمي قائلاً: الأندية الكبيرة يجب أن تحذو حذو الربيع بإيجاد اخصائي نفسي وكذا في المنتخبات فمثل هذا العمل أصبح ضرورة ملحة الآن فلو أخذنا المنتخب مثلاً حيث إنه يصل إلى مستوى جيد ولكن عندما يقابل فرقاً قوية يكون العامل النفسي ورهبة الإعلام وضغط المسؤولية يؤدي إلى الاخفاق فأين يكمن الحل حيث إننا غيرنا مدربين وغيرنا إداريين ولكن يجب أن نركز في عملنا على تطوير اللاعب بشكل كامل ولا نركز فقط على المهارة الحركية للاعب، بل يجب التركيز على مهارات أخرى تنعكس إيجابا على صقل موهبته الكروية وهذا طبعاً مبدأ بسيط في رعاية الموهبة لو نظرنا لها من جانب رعاية الموهوبين في مجال كرة القدم فعند بناء اللاعب يجب أن يكون ذلك بشكل متكامل وهي قريبة جداً من فكر الأكاديميات ولكن الأكاديميات تتطور بشكل أكبر حيث تبدأ معهم من سن صغيرة إضافة إلى أن الجانب الثقافي والبعد الاجتماعي للاعبين لدينا ضعيف فمعظم اللاعبين لدينا متعثرون دراسياً ومن هذا المنطلق فأنت تحتاج إلى بناء فكري لهم فاللاعب لدينا تلاحظ أن عمره الكروي ضعيف فنحن نعمل من هذا الجانب فالنادي تأهيلي تعليمي فكري مصبوغ بصبغة كروية وليس بصبغة أكاديمية بحتة وطبعاً هذا جهد نبذله نسأل الله أن يوفقنا، فالنتائج التي أراها الآن راض عنها تماماً بوجودي مع اللاعبين الآن فهذا يعطي نوعاً من الاسترخاء والثقة وأنا ألمسه الآن بشكل كبير، فلاعبو الربيع الآن يدخلون إلى الملعب بثقة الفوز وعموماً فإن تعميم فكرة الاخصائي النفسي سوف تعود على الكرة السعودية بالشيء الكثير فيما لو طبقته جميع الأندية. ورشة عمل توضح ما يقدمه الخليجيون أمامنا وأود أن أضيف أن لاعبي فريق الخليج عندما تلعب مع الفرق السعودية فإنها تلعب بجهد مضاعف وأحياناً المدرب الفني ليس لديه خلفية عن ذلك ويفاجأ بالمستوى داخل الملعب وطبعاً أنا في إحدى ورش العمل أعطيت دروساً للاعبي درجة الناشئين بالمنتخب، كيف نهيئ اللاعب وكيف يقابل هذا الضغط وهذا الاندفاع تجاهه داخل الملعب ونعمل في شكل ورشة ويدخل المباراة وقد كشف قبل بدايتها كيفية الفريق المقابل وكيف سيواجهه ويعمل على ذلك، فكثير من المدربين الأجانب أتوا وليس لديهم هذه المعلومة ولكن نحن كجمهور وإعلام ومتابعين نعرف كل ذلك ولكن كيف نوصل هذا المفهوم للاعب وكيف نجعلهم يفعّلونه داخل الملعب فقبل كأس آسيا للناشئين ذهبت لهم في الرياض وكنت أتمنى أن أكون مصاحباً لهم في النهائيات ولكن ظروف المنتخب لم تساعد في هذا الشيء. هذا ما أتعامل به مع اللاعبين وعن الكيفية التي يتعامل بها مع اللاعبين ومن أي باب يدخل لهم في مجال عمله النفسي أضاف السلمي بالقول: أنا أتعامل مع اللاعبين على أنهم موهوبون بشكل منهجي ضمن مفهوم رعاية الموهبة وأنمي هذه الموهبة من عدة اتجاهات والأستاذ أحمد البعداني رئيس نادي الربيع وبكل صراحة وشفافية الداعم الأول لي، فدوري مع الجهاز الفني تكاملي، فأحياناً أشارك حتى في التشكيلة التي يضعها المدرب للمباراة بالرأي، فعند رؤيتي للاعب متوتر قبل المباراة فإنني أعطي الملاحظة للمدرب وأحياناً يحدث ذلك بين شوطي المباراة وحتى اللاعب ومن خلال ارتياحه لطريقة عملنا يعترف بأن لديه مشكلة ما، فمثلاً كمهاجم لديه مشكلة في الارتقاء وبأنه لا يعرف ضرب الكرة بالرأس بشكل صحيح ولكن كيف أصل إلى حلها مع اللاعب فيكون ذلك بتنمية هذا الجانب من خلال التدريب، فاللاعب إذا ما اعترف لك فيكون ذلك بداية حل المشكلة، فما دمنا وصلنا بالعمل إلى هذه المرحلة فنحن سائرون في الطريق الصحيح بمشيئة الله.