لأول مرة فى غياب نجيب محفوظ فازت الروائية الفلسطينية سحر خليفة بجائزته التي ينظمها قسم النشر بالجامعة الأمريكية، وذلك عن رواية (صورة وأيقونة وعهد قديم) وقد استقبلت خليفة الجائزة بفرح شديد لأنها تحمل اسم الأديب العالمي الراحل مشيرة إلى انه أمير الرواية العربية بلا منازع وقد تعلمت منه الكثير وقالت الأديبة الفلسطينية سحر خليفة بعد تسلمها الجائزة فى حفل أقامته الجامعة الأمريكية لهذه المناسبة: إن الأدب ليس نزهة لكنه جهد وأجنحة ومرايا وعتاب الذات وسماء ماطرة وقذائف، مشيرة إلى تجربتها ذات مرة في التنكر، لكي تصل إلى تل أبيب في حافلة مع العاملات القرويات الفلسطينيات لتلمس ظروفهن على الطبيعة، وتابعت: اكتشفت أشياء لا أعرفها، لا نعرفها، لا نحس بها، لا نعرف كيف نعاينها، ونعاملها، ليس كنساء، وأيضاً كرجال في فلسطين وخارجها، واكتشفت أيضاً أن فلسطين هي المختبر الصغير لوضع أكبر لوطن أكبر لواقع أكبر منا وقالت عضوة لجنة تحكيم الجائزة أستاذة الأدب العربي في الجامعة الأمريكية سامية محرز: إن (صورة وأيقونة وعهد قديم) التي تدور أحداثها في مدينة القدس هي (رواية الضياع بامتياز) حيث تبدو بطلتها مريم المسيحية صورة جميلة في خيال البطل المسلم إبراهيم الذي يحملها معه في غربة الشتات يستعيد خلالها ذكرياته في القدس، فمريم هي القدس مدينة الأنبياء التي شوهتها الحرب وأهوال الاحتلال. وأضافت: إن قصة الحب التي تدور قبل (هزيمة 67) ذات طابع إشكالي، لكن الحدث على المستوى الشخصي يتوارى في تاريخ المدينة المقدسة التي استرسلت لصناعة السياحة وهجرت شعارات التحرير، الرواية ليست ملحمة وإنما مرثية لمدينة الراوي الحبيبة يشار إلى أن جائزة نجيب محفوظ التي تبلغ قيمتها ألف دولار مرت للعام الثاني على التوالي دون أزمة كانت ملازمة لها باستمرار فى السنوات السابقة والأزمة كانت عبارة عن جدل طويل وعقيم حول الجهة التى تمنحها وهى الجامعة الأمريكية فكان يرى البعض ضرورة رفضها كنوع من الرفض للسياسات الأمريكية فى المنطقة العربية ويرى آخرون قبولها وضرورة الفصل بين السياسة والأدب وكان قد حصل عليها العام الماضي الأديب يوسف أبو رية عن روايته (العرس) ومرت ايضا دون ضجتها المعهودة وقد سبق أن فاز بالجائزة عدد من الروائيين العرب المعروفين من ضمنهم: إدوار الخراط، أحلام مستغانمي، إبراهيم عبدالمجيد، هدى بركات، والأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، وتعد سحر خليفة من ابرز الأديبات الفلسطينيات اللاتي أبرزن صورة المرأة الفلسطينية فى كفاحها ونضالها ضد الاحتلال وضد شظف العيش أيضا.