نظّم قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود في صباح يوم الثلاثاء 28-11-1427 الموافق 19-12-2006، ندوة تكريمية عن الأستاذ عبد الكريم الجهيمان، شارك فيها كلٌّ من الأستاذ محمد القشعمي والدكتور عبد الله المعيقل والأستاذ ناصر الحميدي والأستاذ حمود الربيعة، وأدارها الأستاذ عمر السيف. ويأتي هذا التكريم ضمن النشاطات الثقافية التي يقيمها القسم وذلك بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس الجامعة .. وقدّم المشاركون في هذه الندوة شهادتهم عن مسيرة عبد الكريم الجهيمان الحياتية والعلمية والعملية حيث يُعَد رمزاً تنويرياً في مسيرة هذا الوطن واستطاع أن يجمع ما بين الأصالة والمعاصرة، والإسهام في جمع التراث الشفوي من القصص والأساطير والأمثال الشعبية، كما ترك بصمات ريادية في مجال التعليم والصحافة، وقد أدلى المحتفى به بتجربته في هذه الندوة. تحدث في البداية الأستاذ محمد القشعمي عن تجربة الجهيمان في مجال الصحافة وعدّه رائداً للصحافة في المنطقة الشرقية على غرار صديقه ورفيق دربه الشيخ حمد الجاسر الذي احتفظ بريادته للصحافة في المنطقة الوسطى، كما عمل بدون أجر أو مقابل مع الشيخ عبد الله بن خميس في جريدة الجزيرة إبان صدورها، وفي ذلك يقول في مذكراته (وكل تلك المقالات، ونيابة التحرير لا نأخذ عنها أي مقابل مادي، وإنّما نقوم بها على أنّها واجب وطني، وكان جميع الكتّاب من أمثالي في تلك الفترة لا يأخذون أي مكافأة على ما يكتبون, فليس هناك كتّاب محترفون وإنّما هم كتّاب وطنيون متطوعون, هدفهم الصالح العام، لوطنهم ولمواطنيهم, وخدمة لحكومتهم الفتية). كما ذكر القشعمي في ورقته أنّ (أبا سهيل - كنية الجهيمان) له فلسفة تجاه النقد وهي: إذا أردت لكتابتك أن تكون مؤثرة وتؤدي إلى المطلوب، فيجب أن تكون حارة جداً أو باردة جداً، أمّا أن تكون فاترة، فهذا هو الشيء الذي لا قيمة له، وهو يمر غالباً دون أن يحس به أحد ولن يكون له أدنى تأثير. بعد ذلك تحدث الأستاذ ناصر الحميدي عن مقتطفات من السيرة الذاتية للشيخ عبد الكريم الجهيمان، وركّز الدكتور عبدالله المعيقل في ورقته على أدب الطفل في النتاج الإبداعي لشخصية المحتفى به، ورأى أنّ النقاد والأدباء ركّزوا على إسهامات الجهيمان في مجال القصص الشعبية والأمثال والأساطير، بينما لم ينل كتاباته وقصصه للأطفال أي اهتمام من قِبل الدارسين، وعلّل ذلك بالنظرة الدونية من قِبل الكتّاب على مستوى العالم العربي لأدب الطفل التي ترى أنّ تلك الكتابات نوع من العبث لا طائل له .. واستعرض المعيقل في ورقته الكتابات المبكرة ما قبل الجهيمان في أدب الطفل، متمثلة في مجلة (الروضة) التي أصدرها الشاعر طه زمخشري، ورأى الدكتور المعيقل أنّ قصص الجهيمان للطفل في سلسلتها الأولى المعنونة (مكتبة أشبال العرب) كانت تعتمد على كتاب (كليلة ودمنة ) في رسم شخوصاتها وموضوعاتها، تنحى نحو الرمزية وتهدف إلى تقديم نصائح تربوية للأطفال فيما يصادفهم من مواقفهم في الحياة. وأشاد المعيقل بالحس التنويري التي صاحبت الجهيمان في كلِّ ما كتب كما تحدث الأستاذ حمود الربيعة عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية والوطنية في شخصية المحتفى به. بعد ذلك أدلى الأستاذ عبد الكريم جهيمان، وتحدث عن تجربته في جمع الأساطير والأمثال الشعبية، ورأى أنّ بعض الأمثال الشعبية لا تقل أصالة عن الأمثال العربية الفصيحة، وربما في بعض الأحايين تفوقها وفيها من العمق والتسلية الشيء الكثير للصوقها بالمجتمعات والحياة اليومية للأفراد .. وأشار إلى أنّه جمع أكثر من 10000 عشرة آلاف مثل موزعة على عشر مجلدات وكان يشرح ما استشكل من كلمات غامضة في تلك الأمثال ومتى تستخدم, وتحدث الجهيمان أيضاً عن الأساطير الذي عدّها ثروة ولو لم يسجلها لضاعت مثلما ضاعت أشياء كثيرة خصوصاً وأنّ تلك الأساطير تحتوى على مخزون هائل من الحكم والتجارب، ويأنس لقراءتها الصغير والكبير والذكر والأنثى، وأسعد الجهيمان الحضور وأضحكهم عندما قص لهم ما جرى له في سالف الأيام مع (جعيثن) الذي يعرف تفاصيل أحداثها من قبل محبي الجهيمان. الجدير بالذكر أنّ الندوة حضرها رئيس القسم الدكتور فالح العجمي وأساتذة القسم والوفد العماني المشارك في الأيام الثقافية العمانية المقامة في مركز الملك فهد الثقافي. المداخلات - الأستاذ ناصر الحجيلان أشار في مداخلته إلى أنّ كتابات الجهيمان تُعَد المصدر الأول في مجال اللهجات والتراث الشعبي. وأعلن عن بدء نشاطات جمعية اللهجات بالجامعة مساء يوم السبت 2-12-1427 الموافق 23-12-2006م، وسوف تحتفي في نشاطاتها الأولية بكتابات الجهيمان - أشاد الدكتور عبدالله نصيف أستاذ في قسم السياحة والآثار وكلية الآداب بكتابي (أين الطريق) و(نيران لهب) للأستاذ عبد الكريم الجهيمان. - أشار الدكتور صالح بن معيض الغامدي إلى مدى القدرة في كتابات الجهيمان بين المحافظة على التراث الشعبي والفصيح معاً.