أعلن النادي الأدبي بالرياض عن فكرة تنفيذ ملتقى ثقافي يدرس آفاق التنوع لدى الراحل الكبير الباحث عبدالكريم الجهيمان. وقال رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي إن فكرة الملتقى جاءت تكريماً للراحل ولتقديم دراسات نقدية عنه وعن منهجه وآثاره. جاء ذلك في ختام «ليلة وفاء» أقامها النادي أخيراً، وشارك فيها عدد من محبي الراحل إلى جانب أسرته بكلمات وقصائد، وقصّوا جانباً من حياته وسيرته وحكاياته ومواقفه الصحافية والبحثية والإنسانية. افتتحت «ليلة الوفاء» ابنة الراحل الدكتورة ليلى الجهيمان، وتحدثت عن روح أبيها «الطموحة العالية، إذ تعلمت منه الكثير، ويعود له الفضل في كل إنجازاتي». وقالت: «كان منظماً لأبعد الحدود، كيف لا وهو يقضي قرابة ربع قرن في إنجاز موسوعته للأساطير والأمثال؟». وأضافت: كان يحترم الرأي والرأي الآخر، وكان شمولياً، فقد كان شاعراً وباحثاً في التراث، وقاصاً للأطفال وكاتباً وصحافياً ومعلماً»، لافتة إلى أنه «لم يكن يوماً ما إقليمياً، واستعصى على كل التيارات، فلم يكن ليبرالياً بل كان وسطياً». وتحدث رفيق دربه الشاعر سعد البواردي، ووصفه في كلمة سجعية محكمة، بأنه «كان شامخاً كالطود، وراسخاً كالجبل، أعاد للذاكرة بعضاً من موروثنا، وكان يصارع الحياة من دون أن تنال منه شيخوخته، وعلى رغم تذوقه مرارة الحرمان واليتم، فقد اختط لنفسه درباً متجاوزاً حدود أقرانه، وكان صوتاً يوم صمت المترددين، لأنه كان يملك جرأة الموقف، ولأنه طفل فقد خاطب الأطفال في وقت لم يوجد فيه من يقارب خيالهم». وقال الدكتور عبدالله المعيقل: «إن أقل ما يجب بحق الجهيمان هو إنشاء مركز يحمل اسمه للدراسات الشعبية»، مضيفاً: «إنه نادر ما ينجز مثل ما قام به من توثيق للأساطير والأمثال، فأعماله ستبقى سنوات طويلة للبحث والدراسة، ولأنها مادة خام، ينبغي أن تكون هدفاً للدارسين والباحثين والمتخصصين بالأدب والتراث». وتابع: «الجهيمان اتخذ من الصحافة والكتابة أداة للإصلاح، مثله رواد الجيل الأول السباعي وعواد وغيرهم، وكان لديه نظرة مبكرة ومتجاوزة حول أهمية دور الأمثال لأنها تمثل التاريخ الصحيح، وهي المرآة الحقيقية للمجتمع التي أغفلها التاريخ الرسمي». وقرأ ناصر الحميدي شيئاً مما حكاه له الجهيمان عن نشأته وحياته الصعبة ومغامراته وتعليمه، مؤكداً أنه عاش حياته حراً. ولفتت الدكتورة وفاء السبيّل في كلمتها إلى جانب قلما يتحدث عنه المتحدثون عن الجهيمان، وهو «أدب الأطفال»، موضحة أنه طبع سلسلتين للأطفال، يحتوي كل منهما على 10 كتب، «كان قد ربط فيها الأطفال بتراثهم الشعبي». وأضافت: «إنها طبعات نفدت منذ عقدين من الزمان، حتى أعادت وكالة الثقافة عام 1429ه طباعة بعض منها مع مختارات في أدب الأطفال لآخرين». فيما قصّ الباحث محمد القشعمي بعضاً من المواقف الخاصة للجهيمان، إذ رافقه في أكثر من 20 سفرة داخلية وخارجية. وقدّم خالد الخنين قصيدة فصحى في رثائه. وفي ختام «ليلة الوفاء» التي حضرها عدد من أسرة الراحل وحضور كبير قدّم النادي لأسرة الراحل لوحة تذكارية كبيرة للجهيمان حملت توقيعات كثير من محبيه، والتقطت عدد من الصور مع أبنائه سهيل وناصر.