اتحفتنا الجزيرة في عددها 12465 الصادر يوم الثلاثاء 23 شوال 1427ه بعددٍ من أخبار (صلاة الاستسقاء) حيث ورد في الصفحة الثامنة (جموع المواطنين يؤدون صلاة الاستسقاء في مناطق المملكة)، وفي الصفحة الأخيرة (الطلاب ومعلموهم يؤدون صلاة الاستسقاء في المدارس)، وفي زاوية مستعجل ص 6 (صلاة الاستسقاء لم يحضر أحد!!) وفي صفحة الرأي قصيدة رائعة بعنوان: (سألتُ الله غيثاً لا حدود له) من روائع شيخنا سعود المانع. وعند قراءتي لتلك الموضوعات رغبت أن اتداخل مع هذه الأخبار والموضوعات القيمة خصوصاً أنها في إحدى شعائر الإسلام الحنيف.. مذكراً أنَّ من أسباب حبس القطر: كثرة الذنوب والمعاصي وتفشي الربا وإشاعة الرشوة وانتشار الكذب والتدليس والرياء والتمرد على حدود الله والغفلة عن ذكر الله وهجر صلة الأرحام وأدعو الجميع من هذا المنبر الرجوع إلى الله سبحانه والتوبة والإنابة والتمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) والعدل والحكم بما أنزل الله سبحانه، وأحذر من بخس المكاييل وظلم الناس والغش في المعاملات وأكل مال الناس بالباطل. وأُطالب نفسي والجميع الإكثار من الأعمال الصالحة والعمل بما أمر الله به والابتعاد عن كل ما نهى عنه وعلى بر الوالدين وصلة الأرحام والتصدق على الأرامل والأيتام والمساكين والفقراء والمحتاجين. وليعلم الجميع أنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة. وأُوصيكم ونفسي بالصلاة مع الجماعة في أوقاتها وعدم التهاون في أمرها فهي العهد والميثاق وعليكم الإكثار من الدعاء والاستغفار والتماس ما يقرب من الله تعالى ويؤدي إلى صلاح العباد والبلاد. وإصلاح النفس ومحاسبتها. أسألُ الله أن يغيث القلوب بالإيمان وأن يغيث البلاد بالأمطار وأن يسقي الزرع ويدر الضرع وأن ينزل رحمته على عباده إنّه سميع مجيب. وإن هذا الحدث العظيم له أثره في النفوس. فبين الفينة والأخرى يأمر خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله ورعاه) بإقامة صلاة الاستسقاء طلباً للسقيا اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فجزاه الله خيراً على هذا العمل وجعله في موازين أعماله. إن هذه السنة درس لتعليم الناشئة بكيفية أدائها من خلال إقامتها في المدارس حسب توجيه معالي وزير التربية والتعليم لإدارات التعليم في المملكة لكن يلاحظ ضعف آلية التطبيق، إما لضعف الرقابة وعدم الجدية في الأمر أو انعدام المصلى المناسب في المدرسة. لذا ينبغي التأكيد على الطلاب بالتقدم، ذلك اليوم من أجل إقامة الصلاة جماعة حيث إن حركة دخول المدارس كالمعتاد وكأنه لا يوجد صلاة استسقاء فإما أن يُطالب بالتبكير أو يوجه ولي الأمر بالتوجه به إلى المصلى ومن ثم المدرسة ويمكن تأخير بدء الحصة الأولى كما نرجو أن يكون الحال للطالبات والمعلمات على حدٍ سواء حيث أُلاحظ أنه لم تؤدِ أغلب مدارس البنين وجميع مدارس البنات هذه الصلاة. كما أن وقوع دخول المدارس أثر سلباً في أولياء الأمور في الحضور للصلاة فنجد وللأسف قلة جاءوا للصلاة والبعض مشغول بأبنائه والآخر يغط في نوم عميق. ولقد صور السماري واقع الحال من خلال زاويته (مستعجل) الذي يقول فيه: (ما بال الناس صاروا هكذا؟! هل بالفعل شغلتهم الدنيا؟ أم أنهم لا يرون أهمية لهذه الصلاة؟ هل نحتاج إلى حملة إعلامية لنشرح أهمية هذه الصلاة؟ إن الصلاة لم تستغرق في غالبها ربع الساعة فأين الناس؟ وما سبب الغياب؟ انتهى كلامه). نعم هذا هو الواقع أين الناس وما سبب الغياب؟؟!! أن الأمر فعلاً يحتاج إلى حملة إعلامية ليعي الناس أهمية صلاة الاستسقاء وكذلك الكسوف والخسوف فأين مكاتب الدعوة وأين دور وزارة الشؤون الإسلامية؟ وأين إعلامنا من ذلك؟ لماذا لا تكون الليلة التي تسبق صلاة الاستسقاء الإذاعة والتلفزيون يؤديان دوراً من ندوات وبرامج وأحاديث تسلط الضوء على هذا الأمر؟ ولماذا الصحف قبل يوم لا تسلط الأضواء على أهمية الصلاة وأثرها والأجر العظيم في أدائها؟ لماذا لا ييسر على الموظفين والعاملين في بداية ذلك اليوم ليتمكنوا من أداء الصلاة مع الجماعة؟ لماذا لا تُقام المحاضرات وتكثف في المساجد بعد صلوات اليوم الذي قبل صلاة الاستسقاء؟ إننا بحاجة إلى وقفة وجديّة في الأمر ليتحقق ما نصبو إليه ونأمله. واختتم بضرورة إعلان المصليات والجوامع التي تُقام الصلاة فيها وأسماء الأحياء والمواقع والزمان لتتضح الرؤية للجميع.