الأولى: قال منصور عثمان: (آن لنا أن نضع أيدينا على رؤوسنا احتراماً للتجربة الإماراتية التي أكدت حضور (كلّنا) الغائب عن فعل التغيير هنا.. والمعروف أن اليد توضع على الرأس بسبب الألم أو الندم.. وهذا الفعل هو الشائع عند عامة الناس!! ما عدا العسكريين في تحيتهم العسكرية). وأجزم أن الأخ الكاتب قد صَدَقَ التعبير في وضع اليد على الرأس للندم أو الألم، فما يتحدث عنه يجلب الألم أو الندم، فإن مشاركة المرأة في الانتخابات ليس نجاحاً للمرأة ولا عزّاً لها ولا كسباً للأمة.. إلا في نظر قلة قليلة من الناس!!. ثانياً: ورد في مقاله متناقضات أبرزها: (امرأة أخذت من أسلافها نعومة السيف وحزمه.. ومن الورد طيب هذا الشجر..) وقال: (وبدعة اختلاط الأم بالولد) فإن العرب والعجم لا يعرفون من السيف إلا نفاذه ولمعانه وقطعه، ولم نقرأ أو نسمع من أحب في السيف نعومته أو نسب تلك النعومة إلى المرأة، وذكر السيف مع المرأة ذكر لشيئين لا جامع بينهما، والشاعر العربي قد ذكر ذلك واضحاً في قوله في حق الرجال: (كتب القتل والقتال علينا). أما اختلاط الأم بالولد فهو واجب أو مستحب وليس بدعة.. إلا إن كان مفهوم البدعة قد تغيَّر في عصر (الإنترنت)، ولكن اختلاط المرأة بالرجل الأجنبي: زميلاً في العمل أو صديقاً في مقاعد الدراسة عَيْبٌ للمرأة قبل الرجل وتقييد لحريتها وهتك لسترها وحربٌ على حيائها وعفَّتها. ** أما عبدالحفيظ الشمري فيرى أن مجرد إيجاد وظيفة واحدة بمسمى (وزيرة) يعد تكريماً للنساء جميعاً.. وفي الحقيقة لم أفهم هذه المعادلة.. فإذا كان الأخ منصور عثمان يقول عن النساء (كلُّنا)، يعني أكثر من نصف المجتمع، فما الذي نستفيده من إيجاد وظيفة واحدة لذلك الجمع من النساء؟!.. ثم إذا كان التكريم لا يتم إلا بوظيفة بمسمى (وزيرة) فهل يعني ذلك أن تاريخنا الذي تجاوز في المملكة العربية السعودية أكثر من مائة عام لم تكن فيه المرأة مكرمة؟ ولم تشعر بالتكريم والاعتراف بفضلها؟. ثم إذا كان فينا من ينادون بمساواة المرأة بالرجل فهو يقبل أن نطالب بمساواة الرجل بالمرأة؟!.. فمنصور عثمان وغيره يعلمون أن للمرأة خصائص وميزات وظيفية لا يقبل أن يساوى بها الرجل، والإسلام جعل للأم ثلاثة حقوق في (حسن الصَحَابة) وللأب حقاً واحداً، وورد ذلك في حديث شريف، فَلِمَ لمْ يطلب أحد من الرسول صلى الله عليه وسلم المساواة بين الأب والأم؟!. وإذا انتقلنا إلى استقراء الواقع والعقل وجدنا أن تعيين امرأة بمنصب (وزير) لا يُفيد بنات جنسها أي شيء، فمن لم يجدن فرصاً وظيفية فسوف يزيدهن ذلك الخبر ألماً وحزناً وحسرة، إذْ فلانة بمنصب (وزير) ونحن لا نجد أي وظيفة؟!! وهل ستملك (الوزيرة) عصا سحرية تستطيع بها علاج قضايا المرأة عامة وحل مشكلاتهن؟.. أم أن الأمر لن يزيد على كونه (حاجة في نفس يعقوب)؟!. والأمم التي عيَّنت امرأة أو أكثر بمنصب (وزير) لم يستفد النساء عندهم أي شيء، ولم تحل مشكلات النساء بل زادت.. وقالت النساء هناك: لنا وظائف ورسالة في الحياة لا ترتبط بعمل مع الرجال أو مخالطة لهم.. فاتركونا وشأننا!! وإذا كان الحديث عن حقوق المرأة والحديث باسمهن فإن ذلك ممكن ومُتيسِّر ولو لم يكن منهن من تشغل منصب (وزير) أو تشارك في انتخابات مع الرجال.. والنساء في بلادنا المملكة العربية السعودية حصلن على درجات عالية من التكريم والبرّ والعطاء ولم يمنع من ذلك إن لم يكن منهن من تعمل مع الرجال أو تشغل منصباً عالياً في الدولة.. ونساؤنا جميعاً يؤدين رسالتهن في الحياة بأفضل حال ممكنة.. وقد وجدتُ أن الأميرة الجوهرة آل إبراهيم قد قامت بدور كبير في وجوه البرّ ودعم العلم والبحث ونالت مع أخواتها من نسائنا شرف خدمة دينهن وبلادهن، وقد حملت لنا جريدة الجزيرة أخبار ذلك في العدد نفسه 12499 ص 48.. وممن تفخر بهنَّ بلادنا حيث نلن جوائز دولية: الدكتورة ريم الطويرقي، نالت جائزة دولية في الفيزياء، والدكتورة نوال العيد نالت جائزة الأمير نايف الدولية للسنة النبوية. ومما لا يُسلَّم به ما رآه عبدالحفيظ الشمري أن المناصب تكريم للشخصيات الفاعلة والمؤثرة، وإلا احتجنا للآلاف من المناصب بقدر عدد المتميزين من الرجال!!. عبدالعزيز بن صالح العسكر - الدلم