نشرت صحيفة الجزيرة (يوم الأحد 12-11-1427ه) خبراً مفاده أن وزارة العمل قد حددت ما نسبته 30% من الوظائف والأعمال الشاغرة في موسم حج هذا العام للسعوديين، فيما تم تحديد النسبة المتبقية (70%) للعمال الأجانب. كما أشار الخبر إلى أن الوزارة ستعيد تلك الوظائف إلى غير السعوديين إذا لم تجد من يشغلها من المواطنين في الأعوام المقبلة. ولا أخفيكم أعزائي القراء أنه قد انتابني شيء من الحيرة والتساؤل عن السبب الذي يجعلنا نحجب 70% من الوظائف والأعمال الشاغرة في الحج ونحرم شبابنا منها وبخاصة إذا ما علمنا أن تلك الوظائف إنما هي وظائف تقليدية كوظيفة سائق، كاتب، مشرف حركة، أمين صندوق، مراسل.. وغيرها من الوظائف الإدارية التي لا تحتاج إلى تأهيل علمي عال أو إلى خبرة عملية كبيرة، وبخاصة إذا ما علمنا أن مجلس الخدمة المدنية سبق أن أصدر قراراً عام 1421ه يسمح فيه للموظف السعودي ممن يشغل المرتبة الخامسة فما دون أو ما يعادلها في السلالم الوظيفية الأخرى وكذلك المستخدم المعين على بند الأجور بإجازة لا تتجاوز ثلاثين يوماً سنوياً إضافة إلى إجازة عيد الأضحى للعمل في موسم الحج لدى إحدى شركات نقل الحجاج سائقاً أو إدارياً أو فنياً مع صرف مكافأة مالية لهم بواقع (3000) ثلاثة آلاف ريال. الغريب في الأمر أنه وعلى الرغم من كل تلك الامتيازات المالية المتاحة لأبناء الوطن لخدمة ضيوف الرحمن من خلال تلك الوظائف، إلا أن الإقبال عليها خلال السنوات الماضية كان ضعيفاً جداً!! وأتذكر في هذا الخصوص أنني ومن خلال هذه الزاوية سبق أن وجهت عتاباً للجهات المختصة لقيامها بالتعاقد مع ثمانية آلاف من غير السعوديين للعمل كسائقين وفنيين وإداريين في شركات نقل الحجاج السعودية؛ ظناً مني بأن ذلك سيحرم شبابنا من تلك الفرص الوظيفية، إلا أن الطامة تمثلت في عدم تقدم سوى القليل من الشباب السعودي لشغل تلك الوظائف. وفي ظني أن ذلك الإقبال السلبي من شبابنا على تلك الوظائف هو ما جعل وزارة العمل تخصص هذا العام ما نسبته 70% من الوظائف والأعمال المخصصة لحج هذا العام للعمالة الأجنبية على الرغم من الخسائر الاقتصادية التي تلحق بشبابنا واقتصادنا من جراء التضحية بتلك الوظائف. لذا فإنني في الوقت الذي نشيد فيه بكافة الجهود المبذولة من قبل وزارة العمل وعلى رأسها معالي وزيرها الدكتور غازي القصيبي على ما يتم بذله من أجل تهيئة الفرص العملية والوظيفية المناسبة لأبناء الوطن في مختلف القطاعات، إلا أنني أود أن أشير إلى أن عزوف شبابنا السعودي عن التقدم لشغل تلك الوظائف لهو أمر غير مقبول، فتلك الوظائف والأعمال لا تتطلب إلى مهارات عالية، إضافة إلى أن تلك الأعمال الموسمية ستوفر لهم كسباً مالياً إضافياً وبالتالي فطالما أن تلك الفرص الوظيفية ما زالت متاحة للشباب وطالما أنها فرصة للكسب الشريف بعرق الجبين، فلا أظن أن للشباب السعودي أي عذر بعدم الالتحاق بتلك الوظائف.