الشاعر السماوي وغربة الشريد العراقي..! ** أتذكر الشاعر المغترب عن وطنه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ( يحيى السماوي) أتذكره وهو يلقي ذات أمسية شعرية هذه الأبيات الشجية في مهرجان الجنادرية، لقد كان نشيجه يطغى على نشيده. ودموعه تكاد تطفئ بريق حروفه..! اقرؤوا معي هذه الأبيات التي يحس فيها قارئها بحرقة الغربة، وحريق النأي عن الوطن (الأم) ولك الله أيها الشاعر: (ظمأى لمائك - يا فراتُ - جذوري وبسعف نخلك يستغيث حصيري خُيِّرتُ بين زلال غيرك في الهوى ووُحُول جدول حقِلك المهجور فاخترتُ وحلك - يا فراتُ - ولي به شغفُ الضرِّير إلى ذبالة نور أأنا شريدُ هواك أم أنت الذي كان الشريَد؟ أم الشريدُ عشيري؟ يا مبعداً عني قريبَ نَميره ومقرِّباً مني بَعيد سعيره ركضت بي الأعوام عنك مشرَّداً فالحزن خبزي والأسى تنوري) رد الله غربتك أيها الصديق إلى عراق آمن، كم كنا نتوق أن ينجو من رمضاء صدام، ولكنه الآن يعيش نار الحرب الداخلية..! رد الله إليه أمانه، ورد غربة أبنائه..! -2- أيها المدخنون استفيدوا من تجربة حمود البدر ** أما د. حمود البدر فهو الشخصية الوقور، والمعروفة في أعمالها الرسمية بدءاً من وكالة أعرق جامعة لدينا إلى أمانة مجلس الشورى إلى عضويته فيه فضلاً عن أعماله التطوعية وآخرها توليه الأمانة العامة لجمعية الأيتام بمنطقة الرياض!. أما تجربته فهي جد مفيدة فقد ظل يمارس التدخين خمسة عشر عاماً بالتمام والكمال، وفي لحظة إرادة وعزيمة وبعد تأمل لما رآه من أضرار على نفسه وعلى غيره، قرر قبل ثلاثين عاماً أن يدع (الدخان) إلى غير رجعة.. والعجيب أنه عزم على ذلك وترك أدواته (البكتات والطفايات) في منزله وفي سيارته.. ولم يتخلص منها ليشعر نفسه أنه ليس مجبراً على ترك الدخان. بتلك الإرادة القوية ودّع الدخان إلى غير رجعة.. بل وأصبح من أشد الكارهين له، ومن أكثر المتحمسين للدعوة إلى تركه بشخصه ومجالسه وقلمه. إنه يدعو إلى منعه في كل موقع.. وأحسب أن دعوة د. حمود سيكون لها أثرها لدى المدخنين ربما أكثر من دعوات غيره من غير المدخنين. -3- للذكرى ** لا أريد في هذا الصباح أن أشوه صباحكم الجميل، ونهاركم الأكثر إشراقاً، ولكن من أجل الخير أحياناً لا بد من الإشارة إلى ما يقابله.! اسمحوا لي أن أذكِّركم - أيها الأحبة - كم يرقد من جريح على أسرة المستشفيات بفعل حوادث السيارات.. تذكروا كم من أم ثكلى فقدت ابنها الوحيد بفعل طيش قائد سيارة، تذكروا كم من معوق كان تعويقه مخاض لا مبالاة في القيادة.! نماذج مؤلمة.. ومحزنة.! ولكن - لا بد أن نتذكرها - للاعتبار، ومن أجل أن نكون أكثر هدوءاً وأكثر تعقلاً ونحن نقود سياراتنا، وما بين الحياة والموت، وما بين الخطر والسلامة ربما لا يتجاوز دقيقة واحدة.! ولكن هل نتعظ لنعيش (الأمان) في نفوسنا وشوارعنا. أرجو ذلك. فاكس 014766464 [email protected]