من كثر ما جربت واقبلت واقفيت قولت هلا من لا يودك مهونه من الطبيعي عندما تتوفر التجربة والمعاناة في حياة الشاعر، تبعث لنا المشاعر أبياتاً تحمل روعة الجمال وقوة الحكمة تسجلها الحواس ويدركها العقل ويرسخها الخيال. ولقد أبدع كثيرٌ من الشعراء في تصوير تجربته وما يحيط به من بيئة وما يعيشه من المعاناة والألم عبر عواطف ومشاعر داخلية اكتسبها من تجربة حقيقية. ** يقول الشاعر الكبير رشيد الزلامي: أنا مجرب والتجارب براهين اراهن الأيام واكسب رهنها ومنها عرفت الفرق بين الفريقين سبحان من صاغ العقول ووزنها يا كثر ما شفنا من الشين والزين في شرقها في شامها في يمنها ** المعاناة والألم تصنع الإبداع وتنجب القصائد وها هو الشاعر خلف بن خليفة الأسعدي صاحب الكلمة السهلة وبأسلوب رائع في توجيه الكلمة وتسخيرها في خدمة المعنى يقول منها: التجربة يا خوك هي خير برهان والنار ما تحرق عدا من وطاها خذ من كلام اللي تربى بالأوطان وعاش وتغرب عن ديار بغاها خذا زمان وراحت أزمان وأزمان وخذا دروس من الحياة وشقاها وشاف العرب يا خوك أشكال وألوان سبحان من سوى النفوس ونشاها ** وللشاعر سعد بن جدلان رؤيته الخاصة في تناول تجربته قمة ثقافية وإبداع لا ينتهي ودنا بالطيب بس الدهر جحاد طيب كل ما تخلص مع الناس كنك تغشها يدك لامدت وفاء لا تحرى وش تجيب كان جاتك سالمه حب يدك وخشها وكل ما واجهت لك فالزمن وجه غريب مثل ما قال المثل دام تمشي مشها * وها هو الشاعر منصور الرمالي في أبيات يلتمس فيها القارئ أوجاع وهموم الشاعر وماذا كان يخفي عن الجميع كم كنت أعاني وكم أنا كنت أخفي وكم اشتكى قلبي وأنا أقول خفه أدري لو أني قلت ماحد بصفي الحظ عاند والزمن صار صفه كم واحدٍ له شف يشبه لشفي وحال الزمن بينه وما بين شفه من ضيم وقتي جاني اللي يكفي يأخذ ولا مدة لي الخير كفه وقت كتب لا للفرح في ملقي واحدٍ كتب خذ ماتبي في ملفه ** ويقول الشاعر أحمد الجريفاني ما يكتبون الشعر لكن يعانون لو يكتبون الشعر ذابوا قصايد الليل يمضي باكمله ما ينامون ما أحد يلوم مسهرين الوسايد نعم أخي القارئ لو تخيلت أن جميع من يعاني في هذا الزمن يستطيع كتابة الشعر لكما قال الشاعر (ذابوا قصايد). وإلى اللقاء في موضوع آخر. بدر محمد فهد العتيبي / بقعاء