نعمة نعيشها في هذا البلد العظيم نسأله تعالى أن يديمها ويجزي القائمين عليها كل خير فمنذ تأسيس هذه الأرض المباركة المملكة العربية السعودية والاهتمام ببناء المساجد قائم ابتداء من التوسعات الكبيرة التي شهدها الحرمان الشريفان ومروراً بجميع المساجد التي بنيت على حساب الدولة والتسهيلات التي تمنحها من أراض وتصاريح لبناء مساجد لأهل الخير لمن اراد البناء في أي مكان وعلى تلك الأراضي التي تفرض على اي مخطط سكني يتم تخطيطه سواء كان حكوميا أو أهليا، وها هي تمر السنون وهذا البلد بألف خير وفي جولة صغيرة على أحياء هذه المدن الغالية في كافة أرجاء مملكة الإنسانية حفظها الله من كل شر تجد الانتشار الكبير للمساجد وقربها من بعضها البعض وإن كانت جولتك من مكان مرتفع عن الأرض قليلاً تلاحظ كثرة المآذن المرتفعة وقربها من بعضها نسأل الله لكل من بناها وقام على خدمتها الأجر والمثوبة فهذه والله نعمة كبيرة نتميز بها عن غيرنا من بلدان العالم. ومن هذا المنطلق أبدأ أسطري التي من أجلها كتبت هذا الموضوع وأوجهها لفاعلي الخير وخاصة رجال الأعمال الذين يركزون في تبرعاتهم على بناء المساجد في كل مكان واقول: شكر الله لكم ما تقدمون ولكن لي سؤال لعلني أجد له إجابة! ألا ترون أن أحياء مدننا ليست بحاجة الى بناء مسجد جديد خاصة أن المساجد لا تبعد عن بعضها البعض سوى أمتار قليلة وبنيت جميعها بأجمل حلة وأثثت بأغلى الفرش عمرها الله بالمسلمين آمين. ألا ترى أن بناء مسجد يوزع ويشتت الكثير من أهل الحي حتى إنك لا تدري هل جارك يصلي أم لا خاصة أن الحي فيه مسجدان متجاوران، ألا ترى أن هذا الحي فيه من الأرامل والأيتام من بحاجة الى من يرعاهم وخاصة ممن تهدم بيتهم وأصبح البعض منهم يعيش في بيت آيل للسقوط؟ دعني أسألك: ماذا لو كانت قيمة بناء هذا المسجد أو الجامع عبارة عن عمارة سكنية تحتوي على عدد من الشقق وتم إيواء عدد من الأرامل والأيتام فيها ممن هم بحاجة لمثل هذا المشروع؟ كم من الأجر العظيم أيها الكريم سيمنحنا إياه رب العالمين؟ قد يكون اجرا أعظم من بناء مسجد والله أعلم. أيها السادة إن حديثي ينصب على المدن والأماكن التي تحتوي على جوامع ومساجد كثيرة وبتفكير بسيط كنت أتساءل: ألسنا بحاجة الى الذي ذكرت من مسكن أو أجهزة طبية أو خلاف ذلك من تلك المكملات لحياة الإنسان في هذا العصر؟ ولله الحمد نعيش في مجتمع مبدأه الترابط والتكافل الاجتماعي وأهل الخير كثيرون ومنبع فخر لنا جميعاً نسأل الله أن يجمعنا بهم في جنات النعيم وأن يجزي كل فاعل خير الجنة إنه سميع مجيب. تلك مجرد خاطرة لعلني أجد من يصحح لي أو يؤيدني فيها فما أنا إلا فقير إلى الله وخاصة فيما أملك من علم.