أعلن قائد الجيش في فيجي فوريكي باينيماراما أمس الثلاثاء أن الجيش استولى على السلطة في رابع انقلاب تشهده البلاد منذ 20 عاماً. وقال خلال مؤتمر صحافي: (الطريق المسدود أرغمني على التدخُّل، والجيش استولى على الحكم) في جزر فيجي. وأضاف: (في الساعة 18.00 (6.00 تغ) هذا المساء سيطر الجيش على الحكومة وتولى السلطة في البلاد وإداراتها). وقال باينيماراما إنه علَّق بعض مواد الدستور، وتولى صلاحيات رئيس الدولة محلّ الرئيس الحالي راتو جوزيفا أيلوالو. وتابع: (بالتالي أقيل رئيس الوزراء لايسينيا كاراسي)، مضيفاً أنه سيعيِّن حكومة انتقالية في انتظار إجراء انتخابات. ودعا الفيجيين إلى لزوم الهدوء، مؤكداً أنه اضطرّ إلى السيطرة على الحكومة بعدما رفض رئيس الوزراء المشاركة في اجتماع عقد الثلاثاء مع الرئيس. وأعلن رئيس الحكومة صباح الثلاثاء أنه وُضع في الإقامة الجبرية في منزله في العاصمة سوفا. وعيّن باينيماراما طبيباً، هو جونا بارافيلالا سينيلاغاكالي، رئيساً للحكومة الانتقالية، وأعلن أنه يعتزم حلّ البرلمان. وأكّد قائد الجيش الذي هدّدت نيوزيلاندا وأستراليا والأمم المتحدة بفرض عقوبات عليه أن الجيش لن يسيطر على البلاد إلا بصورة مؤقتة. وقال: إن الدستور سيبقى سارياً، وإن القضاء يواصل العمل، وأبدى أمله بأن الحكومة الجديدة (ستقودنا إلى السلام والازدهار، وستعيد العلاقات بين الأعراق التي تزداد تباعداً في بلدنا المتعدِّد الثقافات). ويندرج الصراع بين قائد الجيش ورئيس الوزراء في إطار التوتر الذي تشهده فيجي بصورة متكررة بين الأقلية الهندية الأصل والغالبية من السكان الأصليين. ويطرح باينيماراما نفسه في موقع المدافع عن الأقلية الهندية الأصل في مواجهة تأييد السكان الأصليين لحزب فيجي الموحَّد بزعامة القومي كاراسي. وقال قائد الجيش فرانك بينيماراما في مؤتمر صحفي في سوفا إنه تولَّى مهام الرئيس، وإنه سيعزل رئيس الوزراء لايسينيا كاراسي الذي كان قد أعلن أنه موضوع تحت الإقامة الجبرية في منزله في سوفا محاطاً بقوات مدجَّجة بالسلاح وكان بينيماراما قد هدَّد مراراً بالإطاحة بحكومة رئيس الوزراء لايسينيا كاراسي التي فازت بفترة ثانية مدتها خمسة أعوام في مايو/ أيار قائلاً: إنها فاسدة، وتتعامل بلين مع المسؤولين عن آخر انقلاب في فيجي الذي وقع عام 2000م. وقال بينيماراما في مؤتمر صحفي في سوفا: (اعتباراً من الساعة السادسة هذا المساء تولَّى الجيش سلطة إدارة الحكومة والبلاد). وأضاف أن رئيساً مؤقتاً للوزراء سيحلّ البرلمان ويسلم الصلاحيات الرئاسية في الأسبوع المقبل حينما سيكلف المجلس الأعلى للزعماء بإعادة تعيين الرئيس رانو جوزيفا إلويلو في منصبه. وسيعين إلويلو عندها حكومة مؤقتة تعدّ البلاد لانتخابات جديدة، ولكنه لم يحدد جدولاً زمنياً للانتخابات الجديدة. وقال بينيماراما: (لن يكون تولِّي السلطات دائماً.. سأستدعي كبار المسؤولين التنفيذيين وأكلفهم بتسيير أمور وزاراتهم لحين تعيين الحكومة المؤقتة). وأضاف: (نثق في أن الحكومة الجديدة ستقودنا إلى السلام والرخاء، وتصلح الانقسام العرقي الذي يعصف حالياً بدولتنا متعددة الثقافات). وكانت انقلابات فيجي الثلاثة السابقة مدفوعة بمخاوف من السكان الأصليين لفيجي من أن يفقدوا السيطرة السياسية على البلاد، وأن يسيطر عليها الفيجيون الهنود الذين يسيطرون بالفعل على الاقتصاد. وأدت الأزمة السياسية في فيجي إلى تنبُّه جيرانها في جنوب المحيط الهادي، فأرسلت أستراليا ثلاث سفن حربية تحسباً لظهور حاجة لإجلاء مواطنيها الذين يقضون عطلتهم في فيجي. وحذَّر بينيماراما من أن جنوده سيواجهون أي تدخل أجنبي. وقال رئيس الوزراء الأسترالي جون هاوارد: إن كاراسي اتصل به صباح اليوم طالباً تدخُّل أستراليا. وأضاف: (لا أعتقد أن المصلحة الوطنية لأستراليا تقتضي التدخل، وأعتقد أنه ليس من المرغوب أن تتبادل قوات أسترالية وفيجية إطلاق النار في شوارع سوفا).