اقتحمت قوات الجيش في فيجي مقر وحدة الرد التكتيكي التابعة للشرطة أمس الاثنين لتفقد أسلحتها وسط مخاوف من قرب وقوع انقلاب.. لكن الشرطة رفضت التقارير الصحفية التي قالت إن الجيش سيطر على المبنى. وقال موسيس درايفر مساعد مفوض الشرطة لإذاعة فيجي: (الجيش طلب فحص الأسلحة الموجودة لدى هذه الوحدة.. إنه ليس أمراً يتسم بالعنف.. نأمل عدم حدوث مواجهة من أي نوع.. شرطة فيجي تناشد الناس أن يبقوا هادئين). وقال شاهد من رويترز إن شاحنتين مكدستين بالجنود وصلتا خارج المبنى الواقع خارج العاصمة سوفا مباشرة ودخل عدد من الجنود سعياً إلى التفتيش على أسلحة الشرطة. وأعلن الجيش أمس أنه نزع أسلحة الحراس الشخصيين لرئيس الوزراء لايسينيا كاراسي ولأعضاء حكومته بعد مصادرة ترسانة وحدة من النخبة في الشرطة ما يوحي بأن انقلاباً يجري في الأرخبيل الواقع في المحيط الهادئ. ورفض قائد الجيش فوريغي باينيماراما أثناء مؤتمر صحافي تأكيد حصول انقلاب في البلاد، مبررا نزع سلاح وحدة الشرطة الوحيدة المؤهلة إطلاق النار، بالخشية من وقوع أسلحتها بين أيدي منشقين.. وذكر إقامة حواجز في العاصمة. ويهدد الأميرال باينيماراما منذ أسابيع بالإطاحة برئيس الحكومة الذي هو على نزاع معه منذ أشهر.. وهدد قائد الجيش في فيجي فرانك بينيماراما بإسقاط حكومة رئيس الوزراء لايسينيا كاراسي متهما إياها بالفساد، لكنه قال إنه سيكون انتقالا سلميا للسلطة. وقام أكثر من 100 جندي في زي قتالي باستعراض داخل ثكنة الملكة اليزابيث العسكرية الواقعة على قمة تل يشرف على العاصمة سوفا في ساعة مبكرة من صباح أمس. ووصلت الأزمة السياسية في فيجي إلى نقطة اللا عودة وسط مخاوف واسعة النطاق من أن احتمال قيام رابع انقلاب في الجزيرة خلال 20 عاما أصبح وشيكا.. والصراع على السلطة دائر بين كاراسي وبينيماراما طول العام. وقدَّم بينيماراما للحكومة قائمة بالمطالب (غير القابلة للتفاوض) قبل نحو أسبوعين وهدد بشن (حملة تطهير).. وقال بينيماراما لتلفزيون فيجي إنه يتوقع من حكومة كاراسي التي أعيد انتخابها في مايو لفترة ثانية مدتها خمس سنوات (الإذعان بشكل سلمي) وترك السلطة.. وأضاف (إذا حدثت المقاومة لن يكون الجيش لطيفاً بصورة كبيرة وسيتعقب أولاً من يحرضون على المقاومة). ومضى بينيماراما يقول: (عدم مقاومة العزل سيكون في مصلحة رئيس الوزراء).. وكان كاراسي قال أمس الأحد إنه طلب عقد اجتماع طارئ لحكومته يوم الثلاثاء.. وعندما سئل ما إذا كان يعتقد أن الجيش على وشك عزله من منصبه أجاب كاراسي (لا). وذكر بينيماراما أنه إذا عارض كاراسي الجيش فسيتم إرساله إلى جزيرة نوكولاو حيث يمضي جورج سبايت زعيم الانقلاب عام 2000 الذي دبره القوميون من السكان الأصليين حكماً بالسجن مدى الحياة بتهمة الخيانة. وأضاف بينيماراما أنه يخطط لتشكيل حكومة مؤقتة ولكنه لم يضع بعد تفاصيل التشكيل الحكومي. وعيَّن بينيماراما رئيس الوزراء كاراسي زعيماً مؤقتاً بعد إعلان الأحكام العرفية لإنهاء الانقلاب الذي قام عام 2000، لكنه يتهمه الآن بالتهاون مع من كانوا وراء الانقلاب وتمرد فاشل وإن كان دموياً مرتبطاً بالانقلاب كان على وشك أن يقتل بينيماراما فيه. وأثارت الأزمة السياسية في فيجي قلق الدول المجاورة في جنوب المحيط الهادي وأرسلت استراليا ثلاث سفن حربية إلى المنطقة في حالة إذا كانت هناك حاجة إليها لإجلاء بعض رعاياها الذين يقضون العطلات هناك.. ويقول بينيماراما إن الجيش سيعارض أي تدخل أجنبي.. وحذرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة بينيماراما من محاولة الاستيلاء على الحكم وسط مخاوف من أن قيام انقلاب آخر سيخرب الاقتصاد المحلي الهش الذي يعتمد على السياحة والسكر.