نهج سليم وعادة أصيلة تلك التي يسير عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - منذ توليه المسؤولية في بلادنا الغالية، وهي قيامه بزيارات مناطق أو مقاطعات المملكة، وتفقُّد أحوالها وأحوال المواطنين فيها. فقد زار - نصره الله - منذ توليه مهام الحكم في 26-6-1426ه أغلب مناطق المملكة ولم يتبق إلا المناطق الشمالية وهي: الجوف، والحدود الشمالية، وتبوك وهي مناطق لا تقل أهمية عن بقية مناطق المملكة الأخرى، لكونها منفذ المملكة للدول العربية الشقيقة الواقعة في شمال المملكة ثم إلى تركيا وأوروبا. ولأن هذه المناطق تتميَّز بجو جميل خلال فترة الصيف، ويمكن أن تكون من ضمن مصايف سكان المملكة إذا تمَّ إنشاء مواقع سياحية فيها إضافة إلى الطيبة التي يتحلى بها المواطنون في تلك المناطق. ولأن الزيارات الملكية السابقة لأغلب مناطق المملكة لم تكن ذات أهداف احتفالية فقط يعبِّر فيها المواطنون عن حبهم وولائهم لقائدهم ولسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وهو أمر طيب ومقبول ويتمشى مع عاداتنا وتقاليدنا الكريمة، بل إن تلك الزيارات الميمونة كان لها أهداف تفوق ذلك بكثير، وتتمثَّل هذه الأهداف في تفقُّد المشروعات ومرافق الخدمات القائمة والتوجيه بإنشاء مشاريع ومرافق جديدة، فمثلاً قبل زيارة الملك عبدالله - أيده الله - لمنطقة نجران كان عدد الجامعات في المملكة العربية السعودية (17) جامعة، وبعد الزيارة أصبح عدد الجامعات في بلادنا (18) جامعة، لأن الملك المفدى قد وجَّه خلال زيارته لنجران بإنشاء جامعة نجران، ومثل آخر هو أن عدد المدن الاقتصادية في المملكة العربية السعودية قبل زيارة قائد المسيرة لمنطقة جازان كان ثلاث مدن اقتصادية، وبعد الزيارة الكريمة لجازان أصبح عدد المدن الاقتصادية أربع مدن اقتصادية، لأن الملك عبدالله - نصره الله - قد وجَّه أثناء هذه الزيارة بإنشاء مدينة اقتصادية في منطقة جازان سوف يكون من إيجابياتها توفير (500) ألف وظيفة لمواطني المنطقة، ولم يكن إنشاء جامعة نجران وإنشاء المدينة الاقتصادية بجازان هما الأثران الإيجابيان الوحيدان للزيارة الملكية، بل إن هناك آثاراً إيجابية أخرى تتعلَّق بمشاريع سكنية وتنموية. من أجل ذلك استبشر إخواننا المواطنون في المناطق الشمالية الجوف والحدود الشمالية وتبوك بما بشَّرهم به ولي العهد الأمين من أن الزيارة الملكية لمناطقهم سوف تتم بعد انتهاء موسم الحج لهذه السنة - بإذن الله تعالى -، خصوصاً أن خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - كان قد أشار في أحد أحاديثه عند زيارته للمناطق الجنوبية إلى أن مناطق الجوف والحدود الشمالية وتبوك من المناطق المشمولة بأولوية الاهتمام والرعاية حالياً لحاجتها إلى بعض جوانب التنمية. إذاً فإن الإخوة المواطنين في المناطق الشمالية ينتظرون زيارة الملك عبدالله وسمو ولي عهده - حفظهما الله - لسببين مهمين هما: - إبداء ما يكنونه للقيادة الرشيدة من حب وإخلاص وولاء. - الإيجابيات التي سوف تعود عليهم وعلى مناطقهم من الزيارة الميمونة، كما هو دأب حكومة بلادنا الغالية في سائر المناطق.