بانتهاء زيارة قائد مسيرتنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين - حفظهما الله ورعاهما - للمناطق أو المقاطعات الجنوبية من بلادنا الغالية وهي نجرانوعسيروجازان يكون خادم الحرمين الشريفين أيده الله بنصره وتوفيقه قد زار أغلب مناطق المملكة خلال مدة تزيد عن السنة بقليل منذ توليه مهام الحكم ولم يتبق إلا ثلاث مناطق وهي: الجوف والمنطقة الشمالية وتبوك والذي وعد نصره الله بزيارتها في وقت لاحق، وهذه الزيارات المتوالية دليل على إيمان القائد المفدى بأهمية العمل الميداني (فليس من رأى كمن سمع) كما أن ذلك ينضوي في إطار مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحث الحاكم على تفقد أحوال رعيته ومتابعة ما يقدم لهم من خدمات، كما أن هذه الزيارات تتماشى مع مبادئ السياسة والإدارة التي تحث على التفاعل مع القاعدة والاستماع إليها، إضافة إلى أن هذه الزيارات تعزز الوحدة الوطنية وتزيد التقارب بين المواطنين وتقوي التلاحم بين القيادة والشعب، فعن طريق هذه الزيارات تعرف القائد وعن قرب على أحوال المناطق التي زارها من حيث المشروعات القائمة والمشروعات التي تحتاجها، كما التقى أيده الله بمواطني تلك المناطق وفي مناطقهم مما ولَّد لديهم شعوراً بأن لهم حضوراً دائماً لدى قائدهم، كما أن بقية شعب المملكة في المناطق الأخرى تعرفوا من خلال هذه الزيارات على تلك المناطق من حيث جغرافيتها وعدد سكانها وخصوصيتها عبر ما قدمته وسائل الإعلام عنها، وعن طريق مظاهر الاحتفاء التي أقيمت ترحيباً بالملك وولي عهده، فمثلاً لقد فوجئ الكثير بذلك الاحتفال الرائع من حيث التنظيم والأداء الذي أقامه إخواننا في منطقة جازان، مما جعل الملك عبدالله - يحفظه الله - يصفه بالاحتفال المؤثر، إذ إن الفكرة الشائعة لدى الكثير ربما تكون أن إخواننا في تلك المنطقة مشغولون بهموم حياتهم اليومية ولم يتوقع أن يحصل منهم ذلك الإبداع في الاحتفال الذي نظموه، فالكلمة والشعر وأحاسيس الطفل والفلكلور التي عرضت في ذلك الحفل جسَّدت قوة التلاحم بين القائد وشعبه، وعززت الوحدة الوطنية، وأن إخلاص المواطن لوطنه وولاءه لقيادته مستمرين مهما كانت الظروف، فمشاغل أهل منطقة جازان لم تحل بينهم وبين تخصيص جزء من وقتهم للتعبير عن مشاعرهم نحو الوطن وقائده، وهذا أيضاً ينطبق على أهالي منطقة عسيرونجران اللتين شملتهما الجولة الملكية الأخيرة، فالوطنية والولاء لله ثم القيادة والوطن، هي كما قال خادم الحرمين الشريفين شعار شعب المملكة بأكمله؛ فمواطني هاتين المنطقتين احتفلوا بالملك المفدى وولي عهده خير احتفال وعبَّروا عن حسن مشاعرهم ووطنيتهم، كما سبق أن احتفلت مناطق الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، والقصيم، وحائل، والباحة، فالشعب السعودي الوفي كما وصفه قائده يقف اليوم أمام مسؤوليات مهمة تتطلب منه بذل المزيد من العمل والتضحية والوحدة تجاه وطن غال وقيادة راشدة.