ضمن النشاط اللامنهجي نظم قسم النشاط برئاسة الدكتورة عفاف العشيوي والأستاذة فوزية الدباس بكلية الخدمة الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم وكالة كليات البنات بمنطقة الرياض ندوة عن (معوقات الزواج لدى الفتيات) بالكلية يوم الأربعاء 8 - 11 - 1427 ه شاركت فيها عدد من الأكاديميات حيث تحدثت الندوة عن الجوانب النفسية والاجتماعية والدينية في هذا الموضوع المهم.. وأوضحت الدكتورة عفاف العشيوي رئيسة النشاط اللامنهجي أن الكلية تسعى دائماً لإقامة الأنشطة للطالبات في الكلية منها: حلقات تدريسية لتحفيظ القرآن الكريم (وشرح الأربعين النووية) ومحاضرات متنوعة وعروض بروجيكتور لبرامج هادفة من إعداد الطالبات، ومسابقات ثقافية متنوعة، والمشاركة في الاحتفالات الوطنية للبلاد واستضافة الأطفال الأيتام ومحاضرات ثقافية ومهنية للطالبات، ودورات في تنظيف البشرة وكيف تحمين نفسك من التدخين والمخدرات والمهارات لدى الإخصائية الاجتماعية وطريقك نحو التغيير وهشاشة العظام لدى المرأة، وأخطار البلوتوث وسر جمال المرأة وإعداد معرض فني منوع واستضافة الأطفال المعاقين في اليوم العالمي للمعاقين والإعداد للمهرجان الوطني السنوي للجنادرية والمشاركات في المناسبات المحلية والعالمية المختلفة والعديد من البرامج الأخرى. هذا وقد بدأت الندوة بمحاضرة عن (معوقات الزواج من الجانب الاجتماعي) قدمتها الدكتورة سارة صالح عيادة الخمشي الأستاذ المساعد في قسم التخطيط الاجتماعي بالكلية حيث أوضحت أن الزواج من أسمى العلاقات الإنسانية التي أقرتها الأديان السماوية والأعراف الاجتماعية فهو يقوم على عاطفة المودة والرحمة وسكون النفس قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} وأبانت أن الشخص يجد فيه نفسه ويحقق ذاته ويشبع احتياجاته النفسية والاجتماعية والبيولوجية لأنه اتخذ له شريكاً في حياته يقاسمه همومه ويفرح معه ويحزن لحزنه ولتكوين أسرة متكاملة وشرحت حقوق الزوجين وأوصت بالتسامح والتنازل وعدم الكبرياء وعدم وضع قيود للزواج وأبانت أن الرجل ذو الدين والخلق هو أهم من الرجل الجميل ذي المال حيث إن السعادة لا تقاس بالمال أو الحسب والنسب، وأوضحت أن من معوقات الزواج ارتباطه بالخوف من تحمل المسؤولية حيث تعتقد الفتاة أن الزواج مسؤولية كبيرة وضخمة ولا تستطيع تحمل قيودها، وهناك الخوف من الفشل حيث لها زميلات أو قريبات لهن تجارب زواجية فاشلة، ثم المهر المرتفع الذي يطلبه أهل العروس حيث يعيق بعض الشباب عن الزواج. وطالبت الأهالي بعدم الوقوف في وجه زواج بناتهن حيث هناك بعض الأسر تتعلق بزواج الابنة لابن عمها أو زواج الكبيرة قبل الصغيرة، أو ضرورة الزواج من نفس القبيلة وغير ذلك من المعوقات. وأبانت أن تأخر سن الزواج أصبح الآن ظاهرة في المجتمع السعودي والأرقام والإحصائيات تشير في خطة التنمية الثامنة إلى ارتفاع سن الزواج للفتاة السعودية من عمر (21.7) سنة عام 1997م إلى عمر 24.9 سنة عام 2000م. وهذه الدراسة أعددتها الدكتورة الجوهرة الهزاني، وأكدت الدكتورة سارة الخمشي أن معوقات الزواج كثيرة ولا يمكن حصرها فهي تعود إلى عامل واحد أو عدة عوامل أخرى كالعوامل النفسية لشخصية الفتاة نفسها أو عوامل اجتماعية أو عوامل اقتصادية ولكن في المجتمع السعودي ندعو إلى أن نتعامل مع هذا الأمر ببساطة أكثر وأن تقيض له فئة صالحة يعملون بإخلاص على التغلب على هذه المعوقات أو بعضها وتيسير أمور الزواج للفتيات. ثم تحدثت الدكتورة أسماء الحبيشي عن (عقبات في طريق الزواج وكيفية التغلب على مشكلة تأخر الزواج لدى الفتيات) من الجوانب النفسية. حيث أوضحت أن أهمية الزواج تكمن في أن المرأة بلا رجل لا يمكن أن تستمر الحياة التي فطرنا الله عليها والزواج فطرة وهو شريعة ولا رهبانية في الإسلام. ثم أوضحت أن هناك عقباتٍ نفسية وعقباتٍ اجتماعية أما النفسية مثل: الخوف والفشل وعدم الثقة في النفس وطول الأمل والطموح.. والعقبات الاجتماعية تتمثل في الإسراف والتبذير وغلاء المهور.. وهناك العادات والتقاليد أيضاً. وقد أوصت بضرورة التوعية المجتمعية وتغيير المفاهيم الخاطئة حول الزواج ووضع جماعة للتوعية داخل كلية الخدمة الاجتماعية، وبعد ذلك تحدثت الأستاذة فوزية الدباس عن معوقات الزواج من الناحية الدينية حيث أوضحت أن الله تعالى خلق الإنسان بشقيه (الذكر والأنثى) وأوجد بينهما تجاوباً روحياً ليكون ذلك مدعاة إلى بقاء النسل وحصول الألفة والمحبة بينهم فبهذه المودة والرحمة التي خلقها الله في جنس بني آدم يتجاوبون ويتراحمون ويكون منها هذا التجاذب الفطري من ميل المرأة للرجل وميل الرجل للمرأة ويحقق ذلك ويصدقه (عقد الزواج بينهما) ولهذا لما سُئل الإمام مالك بن أنس رحمه الله عن الإنس بامرأة من الجن قال أكره ذلك.. ثم قال إن الله لم يجعل فيها من المودة والرحمة كما في المرأة من الإنس، وكأنه بهذا يحكم على مثل هذا النكاح بالفشل ولهذا فإننا نحمد الله على هذه النعمة التي كرمنا بها. وأوضحت أن الزواج اعتنى به الإسلام عناية كبيرة وجاءت النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة تؤكد ذلك. قال صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج). ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام (تزوجوا الودود الولود.. الحديث) وقال الله عز وجل في كتابه العزيز (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) الآية. وأبانت أن بعض السلف الصالح كان ينظر إلى أن الزواج سبب للغنى وكثرة المال فيقول عباس رضي الله عنه عند تفسير قوله تعالى: (وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) الآية. يقول إني لأطلب الغنى بالنكاح. وإن الشرع المطهر عندما حثَّ ورغب في الزواج لم يكتفِ بهذا فقط بل جعل في الحياة الزوجية نفسها أجراً وثواباً يقول النبي صلى الله عليه وسلم (والرجل يضع اللقمة في فميِّ امرأته له فيها أجر) بل إن الشرع اطلع إلى أبعد من ذلك عندما جعل ممارسة العلاقة الزوجية صدقة من الصدقات، وقربة من القربات حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم (وفي بضع أحدكم صدقة) إذاً نحن أمام دين عظيم حث على الزواج ورغب فيه وجعل من قام به على وجهٍ من صلاح النية وحسن المقصد أنه مأجور ومشكور ومحل عونٍ وإكرام من المولى جل وعلا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حقٌ على الله أن يعينهم..) وذكر منهم.. الرجل يطلب النكاح لإحصان نفسه وأبانت ضرورة (الدين والخلق) بالنسبة للزوج وبالنسبة للمرأة (تنكح لأربع لجمالها ومالها ونسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك). وبعد ذلك بدأت المداخلات والنقاشات التي أثرت هذا الموضوع الذي يشغل بال الكثيرين في هذا الوقت مما توضحت بعض الأمور المتعلقة فيه من خلال هذه الندوة.