في يوم ربيعي جميل من عام 1407ه في مدينة جدة أخبرني أخي الأكبر راشد بن محمد -رحمه الله- بأن لديه ضيفاً عزيزاً، وقد كان مضيافاً للغاية، ولكن هذه المرة أظهر اهتماماً كبيراً بالضيف القادم ونبهني بأن أكون على استعداد تام، سألته -رحمه الله- عن ضيفه، فقال: هو أحد أبناء الأسرة الكريمة، إنه (سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل)، وهو أحد زملاء الدراسة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقد اشترط عدم التكلف وأن يكون الطعام من إنتاج أهل البيت، وأود أن ألبي شرط صاحبي. وبالفعل كان الاحتفاء مبسطاً، وعندما قدم سموه للدار استقبله مضيفه بكل حفاوة ومحبة، ودارت بينهما الأحاديث الودية حيث كان سمو الأمير سيد المجلس يستقبل أبناء مضيفه ويمازحهم بكل مودة وأريحية ويدير دفة الحديث بكل تألق ولباقة. كنت حينها طالباً في المرحلة الثانوية، وبعد مرور عام ونصف العام انتقل أخي راشد إلى بارئه. وعندما صدر قرار تعيين سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل محافظاً لمحافظة المجمعة انتابتني مشاعر من الفرح الغامر، وتذكرت ذلك اليوم البهيج، ورغبت بأن أهنئ أهالي هذه المدينة المحبوبة بهذا الأمير المحبوب، وطلبت المولى بأن يعين سموه ويسدد خطاه. [email protected]