على هامش المؤتمر الدولي لصعوبات التعلم والذي افتتحه صاحب السمو الملكي نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز مؤخراً في فندق الانتركونتيننتال قامت (الجزيرة) باستطلاع مع بعض الحاضرين حول مدى نجاح مثل هذه المؤتمرات واللقاءات في النهوض بالعملية التعليمية في قطاع التربية الخاصة؟ وإلى أي مدى نجحت عملية دمج ذوي الاحتياجات في مدارس التعليم العادية، حيث تحدثت لنا في البداية وفاء عمر معلمة صعوبات تعلم في أحد المراكز الأهلية والخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة حيث قالت: أتوقع أنه أصبح هناك نقلة نوعية لماهية المحاضرات والندوات التي تقدم في مثل هذه المؤتمرات، كما ان هناك إعلاما ينشر الوعي مما أدى إلى تثقيف المجتمع عامة والأهالي بالفئة خاصة والمهتمين بهم وختمت وفاء حديثها قائلة: لوحظ أن الناس أخذت تتبادل التجارب وتستفيد من تجارب الآخرين وان كنا نعتبره علوما إنسانية قابلة للخطأ والصواب والتغيير، وتلتقط فاتن السويلم مديرة أحد المراكز التأهيلية الخاصة آخر الحديث وتضيف قائلة: الاستفادة ستكون محدودة فيما بعد ما لم تفعل سريعاً، قراراتها، ففي الماضي كانت هناك مؤتمرات يشارك فيها أشخاص بأوراق عمل لا تمت لموضوع المؤتمر أو الندوة بصلة ولكن الآن أصبح هناك وعي لمثل هذه اللقاءات وأشدد على أهمية ما يأتي أو يذكر فيها لكي لا تكون استفادتنا محدودة أو مؤقتة. من جانبها أكدت مديرة إدارة المتابعة بمنطقة الرياض موضي الجنوبي، على موضوع الدمج بأن قالت: الفكرة أراها من وجهة نظري صائبة وان كان يوجد فيها صعوبات فهي تحتاج إلى تهيئة واستعدادات عديدة واعتبرها بداية وكما هو معروف كل بداية تحتاج إلى وقت وتجهيزات سواء من الناحية البشرية أو المكانية. وتضيف الجنوبي قائلة: التعليم بشكل عام لا يواجه صعوبة إلا مع المعدل العالي أو المعدل المنخفض فكلاهما يحتاج إلى عناية واهتمام خاص نفسية وصحية وغيرها. من جانبها أكدت ملك الحملاوي رئيسة القسم الأكاديمي بمدارس المملكة الابتدائية الأولى أنها لا تستطيع أن تحكم على عملية الدمج بالفشل أو النجاح وان كانت قد نجحت في مدارس المملكة وبالتحديد في قسم الصعوبات وذلك بوضع خطة تطبق على مراحل وتحت إشراف رئيس قسم صعوبات التعلم في المدارس، وأشادت في سياق حديثها بأهالي الأطفال وخاصة الأمهات حيث إنهن متعاونات إلى أقصى درجة ويحضرن الاجتماعات الخاصة بأبنائهن بانتظام. وأكدت الحملاوي في نهاية حديثها أهمية منح الطفل الذي لديه صعوبات التعلم الحق ان يعيش حياته بشكل عادي كأي طفل طبيعي ولا نشعره بأنه مختلف أبداً عن الآخرين. وأشارت مديرة الإدارة العامة للتربية الخاصة أسماء صبيحة الخزامي إلى أن المشكلة ليس في الدمج بل في التطبيق وإذا توفرت كل مقومات الدمج الصحيحة في البرنامج. وأضافت قائلة: إلى جانب ذلك إذا كانت إدارة المدرسة متحمسة ومتعاطية للعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة فمن المؤكد بأنه سيكون لذلك أثر ايجابي كبير وكل الأفكار سوف تفعل وسنلمس النجاح المطلوب. وأكدت الدكتورة صبيحة الشافعي أستاذ طرق التدريس في كلية التربية بالرياض ان أهم ما نحتاجه في المملكة لإنجاح عملية الدمج هو التدريب الكثيف لأعضاء هيئة التدريس على طرق واستراتيجيات تدريسية لمواجهة صعوبات التعامل مع تلك الفئة. من جانبها تطرقت مديرة مركز الإشراف التربوي بالبديعة صفية بن ظافر إلى سبب تواجد صعوبات في مجال التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة قائلة ينقص مجتمعنا الوعي بطريقة التعامل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف أنواعها فنرى انه وإلى وقت قريب ان البعض يمكن ان يهمل وجودهم في المجتمع وقد يصل بهم الحال إلى النفور أو الاستهزاء بهم. وتضيف: قد يكون الوضع تغير الآن إلى الأحسن قليلاً بعد الدمج في بعض المدارس والتعرف لتلك الفئة عن قرب. وتختم حديثها بكلمة توجهها للجميع قائلة تلك الفئة تحتاج إلى معاملة خاصة وإلى الحب والحنان والرعاية لأنهم اخوان واخوات لنا ومن المؤكد ان من بينهم عدد من الموهوبين والموهوبات. فيما اعتبرت عفراء بنت نايف السديري إحدى منسوبات معهد التربية الفكرية عملية الدمج فاشلة لعدم وجود وعي في داخل المجتمع إلى جانب عدم تقبل مديرات ومعلمات المدارس لهذه الفئة لديهم، وتتساءل عفراء باستغراب كيف يبدأ الدمج بشديدي الاعاقة والذين يحتاجون إلى عناية خاصة بينما المفروض ان نبدأ بالمكفوفين مثلاً لأنهم أسهل تعاملا، وتأتي بقية الفئات بعدها وتستغرب من وجود التصنيف الدراسي لهم بأننا نجد من وصل إلى المرحلة المتوسطة وهناك توجه لفتح ثانوية بينما العقل والمنطق يقولان إن أقصى مرحلة يصنف فيها المتخلفون عقلياً وفي الحالات النادرة هو الرابع الابتدائي. وتضيف عفراء: كثيراً ما نجد ان هناك أهالي ومعلمات لا يعرفون التعامل الصحيح معهم بعكس الدفعة التي تخرجت فيها والتي تعتبر أول دفعة تخصصت في ذلك المجال قبل سنوات طويلة حيث تعلمنا الطريقة الصحيحة للتعامل معهم. وطالبت في نهاية حديثها المسؤولين بإعادة النظر في عملية الدمج.