الحق أن نتيجة المباراة العالمية بين جو فرايزر وجورج فورمان كانت نتيجة فجائية لم يكن أحد يتوقعها من حيث السرعة التي انصرع فيها فرايزر بطل العالم السابق. فمن كان يتوقع أن ينهزم في أقل من خمس دقائق، ذلك الرجل الذي انتصر على كاسيوس كلاي في سنة 1971؟ إلا أن تلك النتيجة كانت خير توضيح لسبب تردد فرايزر وتلكئه الطويل عندما عرضت عليه مبارزة فورمان، فكأني به كان يعرف النتيجة سلفا! ولكنه لما أوشك أن يفقد لقب بطل العالم إذا لم يخضع لأمر المجلس الدولي للملاكمة كان لزاما عليه أن يخاطر وأن يخوض المعركة. يذكر أن فرايزر كان يظهر الكثير من (الغطرسة) والتبجح قبيل موعد المباراة إذ كان يتهكم على خصمه قائلاً: (سأهزمه في الجولة الثامنة! وأظن أنه سيعتزل الملاكمة طول عمره!...). كما أن فورمان كان قد تنبأ بهزيمة خصمه بسرعة مدهشة. وهذا ما حصل إذ أثبتت الوقائع حدس فورمان. قال فرايزر في تفسير أسباب هزيمته السريعة: (ارتكبت خطأ فادحاً لأني تسرعت في ملاكمة فورمان منذ الجولة الأولى. وكان عليَّ التريث و(التربص) في مبارزة ملاكم خطير مثل فورمان. ولن أرتكب هذا الخطأ في المستقبل.. يوم مبارزة الانتقام. ويستدل من هذا القول أنه استصغر شأن خصمه، ومعروف أن استصغار شأن الخصم في أي ميدان إنما ينطوي على مفاجآت أليمة! أما بشأن مباراة الانتقام فإنها غير محتملة، لأن أوساط الملاكمة التجارية لن تفتح لها المجال إذ كانت هزيمة فرايزر هزيمة قليلة النظير في تاريخ الملاكمة. ولكن الإشاعات تروج الآن في الولاياتالمتحدة حول مبارزة القرن الثانية بين فورمان وكاسيوس كلاي. فحتى قبل انتصاره على فرايزر كان يقول: متى انتصرت عليه فإني سأستعد لمنازلة كاسيوس كلاي. وفي هذه الأثناء ينصرف البطل الجديد إلى الاستمتاع بنصره. فقد احتفل بعيد ميلاده الخامس والعشرين في ذات اليوم الذي انتصر فيه على خصمه فرايزر. ويعتقد الأكثرون أن فورمان سيظل مدة طويلة منفرداً ببطولة العالم للملاكمة في الوزن الثقيل.