تبدأ اليوم الثلاثاء 30 شوال الجاري فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي بالقاهرة، والذي يعقد تحت عنوان : «الشباب وبناء المستقبل» تحت رعاية شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، وبحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. المؤتمر يحضره أكثر من ألف داعية وعالم ومفكر ومختص في قضايا الشباب، إضافة إلى رؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية في العالم الأعضاء في الندوة العالمية، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، يناقش فيه المشاركون 50 بحثاً تتناول المحاور الخمسة للمؤتمر وهي: الأسس النظرية لبناء المستقبل، تشخيص واقع الشباب (دارسة تحليلية)، أسس التخطيط للمستقبل، المؤسسات الخاصة بالشباب (مؤسسات التنفيذ)، مشروعات في البناء القائمة والمستقبلية. وقد أكد الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي أن الهدف من المؤتمر دراسة واقع الشباب المسلم والتحديات المفروضة عليه سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية، ووضعية المؤسسات التي تهتم بالشباب سواء كانت مؤسسات تعليمية أم تطوعية أم ثقافية أم فكرية أم سياسية، إضافة إلى دراسة المشروعات الخاصة بالشباب، سواء كانت قائمة أم مستقبلية، وأضاف الدكتور الوهيبي أن المؤتمر يولي موضوع التخطيط أهمية خاصة فإن التخطيط السليم بكل عناصره ومعطياته أساس النجاح لكل مشروع مستقبلي، فهدف وضع استراتيجية واضحة لبناء مستقبل الشباب، آخذين في الاعتبار العصر ومتغيراته منطلقين من الأسس النظرية لبناء مستقبل الأمة وشبابها، وأضاف الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي: إن هذا المؤتمر هو العاشر في سلسلة مؤتمراتها العالمية، حيث يتم عقد مؤتمر عالمي كل أربع سنوات، وقد اختير موضوعه ليناقش دور الشباب في بناء المستقبل لتسليط الضوء على واقع الشباب وأهمية النهوض بهم وتحديد وجهتهم المستقبلية في النهوض والبناء. وتابع الدكتور الوهيبي يقول: إن المؤتمرات وسيلة فعالة من وسائل التقويم الفكري للشباب المسلم، بما تتيحه من حشد للعديد من العلماء والدعاة والمختصين في قضايا الشباب للحوار والنقاش وتبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجه شباب الأمة. وعن توصيات المؤتمر قال الدكتور الوهيبي: إن هناك لجنة من لجان المؤتمر تقوم بتسجيل ورصد أهم ما يوصي به المؤتمرون من خلال المحاضرات والندوات والفعاليات المختلفة لإخراجها على شكل توصيات في ختام المؤتمر. وأكد الدكتور صالح بن إبراهيم بابعير الأمين العام المساعد للشؤون التنفيذية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر: أن جميع الإجراءات الخاصة بالمؤتمر اكتملت، حيث تم تحديد لجان المؤتمر وأسماء المشاركين، وحفل الافتتاح ومواعيد الجلسات ورؤسائها والمشاركين في مناقشة الأبحاث المقدمة. وأكد الدكتور بابعير أهمية المؤتمر العالمي العاشر للندوة العالمية وقال: إن موضوع شباب الأمة يواجه تحديات خطيرة ومتعددة وفي المجالات كافة، ونحن كمؤسسة إسلامية عالمية شبابية هذا دورنا ومجال اختصاصنا طرح قضايا الشباب ومناقشتها، فنحن في عصر التخصص، ومن يلاحظ المؤتمرات العالمية الثلاثة الأخيرة يجد أنها تناقش قضايا الشباب المتخصصة، فالمؤتمر العالمي الثامن الذي عقد بالعاصمة الأردنية كان عنوانه «الشباب المسلم والتحديات المعاصرة»، والمؤتمر العالمي التاسع الذي عقد بالرياض كان بعنوان «الشباب والانفتاح العالمي»، بل إن أول مؤتمر عقده كان بعنوان «المنظمات الطلابية الإسلامية ودورها ومشكلاتها. وأوضح الدكتور بابعير على أن الندوة العالمية لا تكتفي في مؤتمراتها بإصدار التوصيات، فهناك لجنة تشكل في اختتام فعاليات المؤتمر مختصة بمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات، سواء كانت خاصة بالندوة كمؤسسة شبابية أم مرتبطة بالمؤسسات الأخرى العاملة في مجال الشباب، ولله الحمد فإن معظم توصيات المؤتمرات العالمية للندوة تدخل حيز التنفيذ، بفضل الله عز وجل ثم بالتعاون والتنسيق مع الهيئات والجهات المختصة. وقال الدكتور بابعير: إن الندوة العالمية للشباب الإسلامي كانت أول من طرح موضوع (الإعلام الإسلامي) وضرورة الارتقاء به، وإنشاء مؤسسات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية وكان ذلك قبل ثلاثة عقود، وتحديداً في المؤتمر العالمي الذي عقد بالرياض بعنوان «الإعلام الإسلامي والعلاقات الإنسانية بين النظرية والتطبيق»،وكانت الندوة من أوائل المؤسسات الدعوية التي حذرت من خطورة التطرف والإرهاب والأفكار الشاذة بين الشباب وأكدت على منهج الوسطية والاعتدال والحكمة والموعظة الحسنة في المؤتمر العالمي الرابع «الإسلام والحضارة ودور الشباب المسلم» بالرياض 1399ه، والمؤتمر العالمي الخامس «الدعوة الإسلامية - الوسائل والخطط والمداخل» الذي عقد في العاصمة الكينية نيروبي 1402ه. وطالب الدكتور بابعير بدور أكبر للمؤسسات والمنظمات العاملة في مجال الشباب والارتقاء بدورها وإمكاناتها، وكذلك أكد على أهمية مشاركة الشباب في صنع القرار. من جانبه أكد الأستاذ محمد بن علي القعطبي رئيس اللجنة الإعلامية في المؤتمر أنه تم الاتفاق على نقل مباشر لفعاليات المؤتمر والجلسات بواسطة بعض القنوات الفضائية التي أبدت استعداداتها لنقل الجلسات والنقاشات، كما تم تشكيل فريق عمل للتغطية الصحفية للمؤتمر يتكون من مجموعة من الإعلاميين المهنيين لتغطية وقائع المؤتمر وتسهيل مهمة الإعلاميين في إجراء الحوارات مع العلماء والمفكرين والمشاركين في المؤتمر، كما ستقوم مواقع إسلامية بنقل جلسات المؤتمر مباشرة لإتاحة الفرصة لمتابعتها، وقال القعطبي: إن معرضاً تعريفياً سيقام على هامش المؤتمر يتضمن مجموعات من اللوحات التي تعرف بمناشط الندوة ودورها الدعوي والتربوي والإغاثي، وسيتم إصدار خمسة كتب عن الندوة ومناشطها خلال ال 35 عاماً الماضية، ودورها في العمل الإغاثي والتربوي، وكيف واجهت تحديات ما بعد 11 سبتمبر حيث تم التأسيس لأطر مؤسسة للعمل الإغاثي والدعوي، والشفافية في الأداء، وعدم التمييز في تقديم الإغاثة، ومساهمة الندوة العالمية في التأسيس للمكتب الدولي للمنظمات الخيرية والإنسانية في جنيف، والمشاركة في ورش العمل بمشاركة وزارة الخارجية السويسرية والتي تمخضت عن الإعلان عن «مبادرة مونترو» التي تهدف إلى حماية العمل الخيري والعاملين فيه، ووضع الضوابط اللازمة للعمل، والمقرر أن تقوم الحكومة السويدية بعرض هذ المبادرة على الاتحاد الأوروبي لإقرارها لتوفير الحماية للمنظمات التطوعية والإنسانية، هذا وسيتم توفير الأبحاث الخاصة بالمؤتمر في مجلدين، إضافة إلى مجلد يحتوي على ملخصات البحوث وبرنامج الجلسات، مشيراً إلى أنه ستقام على هامش المؤتمر محاضرتان عامتان عن قضايا الأمة، الأولى يلقيها الشيخ محمد الحسن الددو أبرز علماء موريتانيا، والثانية يلقيها الدكتور عصام البشير وزير الأوقاف السوداني السابق والداعية المعروف. أما عن المشاركة النسائية فقال القعطبي: إنه تم توجيه الدعوة لأكثر من خمسين من الأكاديميات والداعيات والإعلاميات من السعودية وبعض الدول الإسلامية ومن رموز العمل الإسلامي في بلاد الأقليات المسلمة، وسوف تخصص قاعة للنساء ويسمح لهن بالمداخلات، وكذلك تقدمت بعض الأكاديميات بأبحاث إلى المؤتمر، وتوقع القعطبي ألا يقل عدد المشاركات في المؤتمر عن الثلاثين أغلبهن من السعودية، وهناك مشاركات من العراق وباكستان والأردن وسويسرا وفرنسا، إضافة إلى المشاركات من مصر التي يعقد فيها المؤتمر.