* إقليم لا حدود له..! * ولا مقاييس به..؟ * ولا مفر منه..!؟ * إقليم الهلال.. * إقليم لا يتوقف عطاؤه! * ولا ينضب معينه؟ * ولا تبخل سماؤه!!؟ * إقليم الهلال... * لا ترتعد فرائصه من رهبة المكان فالأمكنة كلها له! * ولا تنتفض جوانحه من خشية الزمان فالأزمنة كلها له؟ * ولا يفكر في مواجهة من أرْداه قدره أمامه. * فالمواجهة بالنسبة له.. لا بالنسبة عليه!؟ * ولو لم يعط هذا الهلال جل الفرص وسوادها... ومناقب الذهب وبنودها... * لساد وإن كان غريباً... متوحداً.. * ولكثرت الحاجة إليه ولو كان فقيراً... معدماً * فالإقليم عرقاً دساساً ينتصر لصاحبه حيث كان وأين حل... (2) * ونواة صُنع إقليم الهلال ذاك البالغ مشارف الخمسين صنعاً... السبعين عمراً... * هيف البدن. * ممشوق القوام. * مزجج الحاجبين. * ناصيته أعنان السماء. * وأقدامه أوتاد الأرض. * تحسبه للوهلة الأولى أصغر بسنين * فتزعم أنك ستراه كرّة أخرى * رؤية تورث ولعاً... وتحركه * وتقضي شوقاً... وتوقده * فهو حالم متنقل في ظلال هذا الحلم وواقع متجسد في حقيقة ذاك العلم الذي تتراوحه المسافة بين الطول والقصر؟ إنه مؤسس هذا الكيان وشيخه عبدالرحمن بن سعيد ذاك الذي شكله إقليم الزعيم حسب ظروفه وأحداثه واتجاهاته!! (3) * الآن وبعد كل هذه السنين... * ها هو الهلال في الأوج... * قد قلع أسنانه التي وقع منها السوس!! * وحل معطفه الذي نال منه الدود؟ * وقطع ذكراه التي أصابت منه كبد النون!؟ * ثم خرج على عشاقه كمحّارة تخرج لؤلؤة من قلبها... * خرج منتظراً لحظة (يوبيله) الذهبي * تلك التي يغسل فيها ماضيه بحاضره وقديمه بجديده وعتيده بضليعه * ليعيش في كيان قلوب عشاقه... * في وجدانهم... * في جوهرهم... * لا يموت أبداً... * بل إن أجمل ما في أمرهم * أنه سلوتهم إذا ضاقوا؟ * وأنيسهم إذا ضجروا؟ * وفرحتهم إذا تعسوا!؟ * وإذا ساروا يداً بيد... * ودرباً بدرب... * وقلباً خدنا لقلب... * في عالم لا ضهى له ولا مماثل به... * يتهامس الإتقان والإبداع بالظافر به... * فتمتد يدهم الحرة الطليقة نحوه متلقفين وقابضين به عنان الذهب * وهل يوجد أبهى من زينة الذهب لمعانقة تلك الصورة الوضاحة؟ (4) * أما من جار عليهم الزمن وعفى * فالشجى الآن يخنقهم * والجوى يرمضهم * ورمد الملقة تغمضهم * فهم دعاة السلطة المطلقة * استبداد الذت * ونهم الأنا * حياة في أتون البؤس! * وتململ في لجة الأمس؟ * واتهام في جلسة أنس!؟ * تحريض وتأليب... * بيد أن (الإقليمي) لا يبالي (بالمحلي). * فقد نظر في جميع الاعتبارات. * وشاء في كل الاتجاهات * ثم ناءت عينه... وانكشف قناعه * فرسمْه وحديثه لا يلغز... ولا يُهمز * قلبه كبير يأخذ ويعطي... * مشاعره تتدفق وتسقي * ذهنه يبقي ويحصي * فلسفته صافية لأنها موجودة * وكثيرون من الناس يفلسفون... فهل هم فلاسفة؟ * وكثيرون من المهمشين يتزعمون... فهل هم زعماء؟ * وكثير منهم يتأقلمون... فهل هم إقليميون؟ * إنها نظرة الهلال حين تكون رقراقة... متلألئة كعشق محبيه المكتظين في إقليمه الهائل... (5) * والهلال فريق الإقليم الشاسع لا يتورع في معانقة أحبابه أينما حل ليأتوه بدورهم... مسرجين أرواحهم... ومتجهين إلى حيث نصرته في فضاءاته الرحبة. ومشبعين ذائقتهم الشرهة.. ممتعين أعينهم بكراته (السهلة الممتنعة)؟ ومشنفين آذانهم بصوت مده الهائل... هناك... هناك صمت يغنينا عن بهرج القول ولغة النفاق... هناك... هناك مواهب تكفينا النظر إلى الأشياء... وتشدنا إلى الصدق دون زيف أو خداع أو مراوغة... هناك إلى حيث امتزاج مواهب الزعيم بإقليمه البشري الهائل... هناك حيث الراحة والأنس والانسجام... هناك حيث الحياة بمقوماتها البكر الأصلية... عاشق ومعشوق... استجابة مواهب لنغم الجماهير... هناك... صدقا تسمع... عبقا تشم... حقا ترى... توافقا تعيش... هكذا نريد أن نبقى... هكذا نريد أن نكون..!!! [email protected]