* كانوا يكتظون في تلك الغرفة الموحشة؟! نافذتها تطل على بساط آخر مبلول!! الساعة تقترب بعقاربها من لحظة الحسم.. أحذية هنا.. وفوط هناك.. وبقايا فرسان وضعوا قلوبهم بين أيديهم!! * قال لهم وعيناه تفيضان بالحب إننا اليوم أمام عقلياتكم التي تعي تماماً ماذا يعني أن نكون أمام أول انجاز سعودي قاري سيعني وضع الكرة السعودية على أول المدرج المؤدي للعالمية.. ارفعوا شأن بلدكم بأخلاقكم أولاً وأدائكم ثانياً فأنتم أهل لتحمل المسؤولية. * ومضوا ومضينا إلى حيث المقصلة.. وكلماته لا تفارقهم ما لعبوا.. كانت تلك توجيهات فقيد الرياضة فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان نجومنا يؤدون ما تمليه عليهم «عقولهم» قبل مواهبهم في نهائي كأس آسيا 84م أمام التنين الصيني الهائل.. هناك عندما يكون الوطن أغلى وأعز وأكرم، فخرج الدم القاني من رأس القائد المغوار.. وحملت النقالة أشلاء الفارس إياه؟! وعاد الرجال محملين بالذهب.. رافعين راية بلدهم أعنان السماء ضاربين خير الأمثلة في «العقلانية الكروية» تلك العقلية التي تعني أن الموهبة تحترم العقل وليس العكس. * عودوا معي بالذاكرة إلى تلك النجوم التي أفلت قبل موعدها.. عودوا إلى تلك التصرفات الرعناء التي حولت مواهبنا إلى «ركام غابر في منتصف الطريق المؤدي إلى المستقبل»؟! * ما هو دور الموهبة دون تلك العقلية الكروية الناضجة؟ * أيتها الفئة الغابرة.. اسألوا أنفسكم ماذا فعل النجم الهلالي خالد الغانم عندما لم يحترموا موهبته؟ * اسألوا أنفكسم ما هي نهاية فهد الغشيان عندما جلس يندب حظ موهبته؟ * لماذا أفل نجم فهد المهلل وقبله محمد التمياط وبعده خالد الشمراني؟ * إن الموهبة ترغم النجوم على الحبو أرضاً متى ما غابت العقلية الواعية التي تجعلها دائماً في مكانتها الطبيعية. * لا أدري من الذي سول لأولئك ما يقومون به؟.. وما أعرفه جيداً أنه سيأتي الدور على أولئك الضعفاء الذين يعتقدون أن الموهبة سترمي لهم طوق النجاة حين يطبق بحر الاستهتار بهم ويفقدوا فيه كل شيء!! * أصرعليّ أحد المقربين أن أجلس في ديوانيته العامرة، كان يرافقنا ثلة لا أعرفهم من تلك الفئة، كنا نرقب احدى المباريات المهمة لذلك الفريق الذي يعتصر قلوبهم، فإذا بأحدهم يقول بابتسامة ساخرة انني أنا الذي أقنع ذلك اللاعب بترك فريقه الذي يلعب اليوم دونه؟ ثم غادرت معه إلى حيث الاستجمام وقد نجحت في اقناعه والنيل من فريقه.. اندهشت أنا!! وابتسم هو!! ثم أردف قائلاً: إن موهبته لا ترضى أن تركل الكرة دون أن يهيئ له النادي سبل النجاح المادي فنحن في عصر الاحتراف والمادة حتى لو كان ذلك اللاعب هاوياً!! نظرت إليه وكنت سألقنه درساً لن ينساه.. ثم تذكرت مقولة الدكتور الأديب غازي القصيبي «أنه من العبث أن تشرح أوزان الشعر لأصم ومعنى العشق لحاقد محترف» ففضلت الاعتذار والمغادرة. * أقول وعفا الله عما سلف.. إن الموهبة ليست هي الفاصل نحو غد كروي مشرق، إن الموهبة هي خطر قابل للانفجار في أي لحظة متى ما غابت العقلية الصحيحة.. المدركة.. الواعية.. القادرة على تحمل المسؤولية. * إن العقلية الكروية الناضجة تمسك بتلابيب الموهبة حتى تقودها إلى بر الشهرة والمال والعطاء والتكريم. * إذاً فلندع لعقولنا نفحة أخرى لحياة مواهبنا. أوثقوا رباط نواف * يتوهم الهلاليون حين يظنون أنهم يتشبثون في حاضر نجومهم الذين هم في الواقع صناع المستقبل الأزرق البعيد جداً لا الحاضر القريب.. ذلك الحاضر البائس!! * ويبالغ أولئك في مد أطواق الياسمين لهم، وتشنيف آذانهم بسيمفونيات العقود التي ملوا سماعها.. وقصص المواعيد التي اعتادوا عليها حتى أصبح الآخرون يلوكون الألسن عما حدث وسيحدث لزعيم آسيا الأوحد!! * أعود لما بدأت لأقول إن لاعب الهلال الخلوق نواف التمياط موهبة امتزجت بالكثير من التعقل.. موهبة ابتليت بالاصابة التي لم يبرأ منها بعد، يحتاج إلى الإعداد الجيد مثله مثل أي لاعب عائد من اصابته التي قد تكون الفاصل لدخوله مقبرة الكرة التي يجلس لها النجوم القرفصاء!! ولا أظن إن الإدارة الهلالية تجهل أن لاعبهم الكبير بحاجة إلى إعداد نفسي يسبق الإعداد البدني ناهيك عن أن فترة عقده أوشكت على الانتهاء وبالتالي أن يقارن أفضل لاعب آسيوي بمن سواه من النجوم وهذا يعني أن تكون الخزينة الزرقاء خاوية على عروشها!! لاسيما حين تكون المبالغ المتوافرة في الخزينة الزرقاء لعقود الاحتراف الحالية لا تساوي ما يدفع من بعض الأندية في لاعب واحد فقط؟! * إذاً لا بد من النظرة المستقبلية المستفيضة التي تعني الإبقاء على أفضل لاعبي آسيا في ناديه دون تأثر الخزينة الزرقاء أو حتى حرمانه من مبدأ اتاحة الفرصة. * فلو يتم إعارة نواف لأحد الفرق الخليجية أو العربية بعد البطولة الآسيوية التي أشك أن يقدم الهلال فيها مستواه الحقيقي وتكون الاعارة لفترة معينة بحيث يكون ما سيدفع اجمالاً ملكاً للاعب نفسه حتى لو اضطرت الإدارة الزرقاء إلى زيادة ذلك المبلغ ليكون مقنعاً للاعبهم الكبير شريطة أن يوقع للهلال خمس سنوات قادمة تكون هي الفاصل في اتمام تلك الصفة التي ستعني ادخال بعض الدفء على الجسد الأزرق المتجمد! * وعندها سيتم اصطياد عصفورين بحجر واحد، الأول: ضمان الهلال إعداد لاعبه الإعداد الجيد كونه حديث العودة من الاصابة والثاني: تجديد عقده لمدة أطول دون استنزاف الخزينة الزرقاء. * ولعل في عرض الفريق الهولندي للهلال أكبر الدلائل على استقطاب الملايين التي تعني أن سعر لاعبهم منه وإليه. * أقول ذلك والزعيم يمتزج بقناعات غريبة لعل أولها..الضعف النفسي والفني لمحترفيه وآخرها.. الإعداد السيئ لخوض غمار تصفيات بطولة أكبر قارات الأرض على الاطلاق وسندعهم كذلك شريطة أن يتحقق ما وعدوا به ولو آثاراً صغيرة على سحنة الهلال الهرمة.. وحتى ذلك الحين سنردد مع عامتهم «شمس تطلع خبر يبان». للذاكرة مخلص عندما انطلق «شمعة الهلال» بندر بن محمد بن سعود الكبير ذات مساء مشرعاً باب النجدة.. متقدماً إلى أقرب الناس إليه لحل ما عصى واستعصى من أجل الهلال ولاعبي الهلال لم يخرج علينا البتة ليعلن أن الحدود الزرقاء والإمكانيات المتاحة هي حجر عثرة في طريقه.. قد توقفه.. أو تنال منه.. كان دأبه أن يعود ويستدرك ما فاته ثم يمضي ويحاول الوصول والتشريف ليتوج ذلك كله برفع أغلى كأس على وجه الجزيرة العربية إنها كأس المؤسس الغالية التي سيرتشف طعمها الهلاليين لمدة تفوق التسعين عاماً. * أظن أن تكون لذلك الفارس المجهول بندر بن محمد كلمة أخرى في التصفيات الآسيوية فالإخلاص سمة رجال الهلال. بالإشارة * قلت له وأنا أهم بتوديعه «إنني أتمنى أن أكون عند حسن ظنك وظن زملائك الأشاوس في كل ما سأتطرق إليه صباح كل يوم أحد» ثم غادرت وأنا أردد بيني وبين نفسي بيت البحتري: عجبت له لم يزهُ عجباً بنفسه ونحن به نختال زهواً ونُعجَبُ * الوعد الذي قطعه رئيس اتحاد المبارزة حيال بذل المستحيل في سبيل انتشار لعبة المبارزة بين الشباب السعودي كان واضحاً وملياً في ترجمة قانون لعبة المبارزة كاملاً من اللغة الفرنسية إلى العربية في كتاب يحتوي على 350 صفحة كأول خطوة عربية من نوعها.. أظن أولئك الآن سيعرفون معنى البذل والعطاء في مواقع أخرى مختلفة تماماً.. إنها «فن مخاطبة العقول قبل الأبدان». * لجنة للتحقيق في أحداث الشغب بين جماهير الاتحاد والأهلي خطوة أظن أن تساعد على وضع حد لذلك الاستهتار الكروي. * مدرب الهلال الجديد أد أديموس لن يستطيع بتاريخه الكروي المشرق تغيير قناعات لاعبيه متى ما كبر الداء وترعرعت جذوره بينهم؟! * إدارة لعلاقات ورفع معنويات اللاعبين هي ما تحتاجه الإدارة الهلالية الآن. * الحكم إياه يحاول دائماً أن يكون عند حسن ظن رابطة المشجعين التي كان ينتمي لها في يوم ما!! * لا أظن أن تمر حادثة نفوق الجواد «صملان» ابن الفحل العريق «شقران» على رجل الانسانية «سلطان بن محمد» دون محاسبة من انتزعت من قلوبهم الرحمة! * لو عاد الهلال إلى سابق عهده وروحه القتالية الجماعية فلن تفلت التصفيات من يده حتى لو لعب جميع مبارياته في الدوري قبل المغادرة. * وليد الرواف عقلية استثمارية هلالية تستحق الاحترام. [email protected]