إن عمل المرأة في المملكة العربية السعودية ليس وليد اليوم بل نجده في صور متعددة، فحياة البادية تشهد تعاضداً من أفراد الأسرة والزوجة، فالمرأة تقوم بأدوار متعددة في الرعي وحلب الإبل والأغنام وصناعة السمن والإقط وبيوت الشعر، وفي بعض الأحيان تجلس في البر لوحدها هي وأطفالها تقوم بجميع الأدوار التي يقوم بها الزوج، وما ينطبق على المرأة في البادية ينطبق على المرأة في الريف فنجد أن المرأة تقوم بأعمال شاقة وخصوصاً في البساتين والتي تشمل الزراعة والسقيا والحصاد وتربية الأغنام والطيور والقيام ببعض الصناعات مثل تشكيل ألوان متعددة من سعف النخيل وهي تعتبر الساعد الأيمن لرب الأسرة كل هذه الأمور التي كانت تقوم بها المرأة في البادية والريف لم تكن محل انتقاد أو أنها خرجت عن المألوف بل تعتبر من مكونات موروثنا الاجتماعي الذي لا يخرج عن أعراف وعادات وتقاليد البيئة التي ممكن من خلال هذه الأجواء التي أشرنا إليها نجعلها نقطة بداية في بناء عقلية المرأة السعودية للمساهمة الاقتصادية في ظل متطلبات وخصوصية بيئتها حتى لا تصتدم مع أبناء مجتمعها فمثلاً عندما يتم تشجيع الأسرة داخل المزارع وعمل بعض التحفيزات لهن لعمل بعض الصناعات المرتبطة بالبيئة الزراعية وشراؤها منها تكون نواة للمعارض الزراعية التي تقام داخل المملكة وخارجها، بهذه الطريقة حافظنا على موروثنا الاجتماعي وجعلناه يستمر في نفس النسق الذي تم التعود عليه كذلك النشاط الذي تقوم به المرأة في البادية ممكن تشجيعه وتقديم بعض الحوافز لها ليستمر مثل صناعة الخيام والألبان والإقط والسمن وما يرتبط بحياة البادية كذلك من المساهمات الاقتصادية التي تؤديها المرأة: صناعة الغزل والنسيج التي سوف تجد المئات من النساء اللاتي لديهن قابلية في تعلم هذه الصناعة أيضاً العمل في البريد من خلال فرز ملايين الرسائل التي قد تجيدها المرأة أكثر من الرجل أيضاً الأمور التي تستحق التشجيع السماح للنساء في مزاولة مهنة الطبخ من خلال العنصر النسائي وفق تنظيم معين على غرار مشاغل الخياطة، حيث سمعت من بعض الأخوات اللاتي لهن الرغبة في مزاولتها أن هذه المهنة غير مرخص لها من قبل البلدية، وقبل أن أختتم هذه المقالة نأمل أن توجه البلديات رجال الأعمال في الأكثار من الأسواق النسائية التي يديرها العنصر النسائي الذي أثبت نجاحاته.. بهذه الطريقة استطعنا استثمار طاقة المرأة المهدرة بما يتفق مع خصوصيتها ويتلاءم مع فطرتها. هذا ما نرجوه وبالله التوفيق.