بالتزامن مع المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة التي بلغت حصيلتها منذ فجر يوم الأربعاء وحتى مساء يوم أمس الجمعة 32 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 150 من بينهم 23 أصيبوا بجراح خطرة للغاية ويخضعون للعناية المركزة، تزامنا مع هذه المجازر في قطاع غزة قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس 15 فلسطينياً خمسة من نشطاء حماس وثلاث نساء وطفل وشاب فلسطيني في مدينتي بيت لحم ونابلس بالضفة الغربية ودخل طفل آخر في حالة موت سريري، وأصيب خمسة مواطنين بينهم سيدة مسنة في ال 70 من عمرها.وأكد د. معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية نبأ استشهاد 27 فلسطينيا وجرح 150 منذ بدء العملية العسكرية في مدينة بيت حانون التي بدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء الماضي التي ما زالت مستمرة حتى ساعة كتابة هذه السطور. ووصلت أسماء الشهداء إلى (مكتب الجزيرة) وهم: (فايز محمد زويدي- 24 عاما - أحمد يوسف سعدات - 18 عاما - حسام محمد حسين ابوهربيد - 24 عاما -طارق مصطفي ناصر- 22 عاما- خليل حمد- 18 عاما -محمد صالح المصري- 22 عاما- احمد جهاد عدوان- 24 عاما -محمد محمود فياض- 55 عاما- دياب احمد البسيوني- 65 عاما- يوسف روحي عقل- 23 عاما- عصام أبوعودة- 29 عاما - باسم الجمل- 21 عاما - حسن صلاح -23 عاما- محمد سمير محمود- 18 عاما - سامي أبو سلعة- 25 عاما- براء رياض فياض- 3 سنوات- تامر علي حلس- 30 عاما- عماد رياض مشتهي- 31 عاما -محمد طلال فرحات- 25 عاما -رجاء أبوعودة- 40 عاما- أنعام سالم- 40 عاما- أحمد سحويل - 21 عاما -حمزة كرسوع- 17 عاما -حمدي رمضان عبد الدايم- 16 عاما - محمود صباح - 23 عاما - بالإضافة إلى شهيد وشهيدة مجهولي الهوية). وفي ساعات صباح يوم أمس الجمعة ضحت امرأتان فلسطينيتان بنفسيهما فيما أصيبت 17 امرأة أخرى بجراح، وترقد امرأة في حالة موت سريري لإنقاذ أكثر من 70 مقاوما فلسطينيا كانوا يتحصنون داخل مسجد في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وخلال تظاهرة جريئة تمكنت تلك النسوة من إدخال ملابس نسائية للمقاومين المحاصرين في مسجد النصر وسط بلدة بيت حانون، حيث تمكن المقاومون من الخروج، دون أن يتمكن الجنود الصهاينة من معرفة انسحابهم إلى بعد انتهاء العملية.. وقالت مصادر (الجزيرة) في وزارة الصحة الفلسطينية: أن قوات الاحتلال المتوغلة في بلدة بيت حانون لا تسمح لسيارات الإسعاف بإخلاء الشهداء والجرحى، وأن مدة إعاقة الجيش الصهيوني لإخلاء الجرحى تصل من 4 ساعات إلى 6 ساعات، الأمر الذي زاد من عدد الشهداء الذين تُركوا ينزفون حتى ارتقوا. وفي مدينة بيت لحم استشهد مساء أمس الجمعة الطفل الفلسطيني (عبد خليل صبح- 13 عاما)، متأثرا بجراح أصيب بها ظهر يوم أمس، ودخل طفل آخر في حالة موت سريري، وأصيب أربعة فلسطينيين آخرين بينهم سيدة مسنة في ال 70 من عمرها، وتم اعتقال مواطنين، في عملية عسكرية إسرائيلية منذ الفجر، استهدفت خلالها 3 نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي في أحد المنازل بالمدينة. وكان مكتب (الجزيرة) في فلسطين قد أُبلغ بنبأ استشهاد الفتى (إبراهيم سناكرة -14عاما) وإصابة شقيقه الناشط في كتائب الأقصى (أحمد سناكرة -28 عاما) الذي أصيب بجراح خطيرة برصاص قوات الاحتلال في مخيم بلاطة بمدينة نابلس، شمال الضفة الغربية. واستشهد الفتى (إبراهيم) برصاص قناصة إسرائيلية عندما حاول انقاذ حياة شقيقه (أحمد) الذي كان يحاول زرع عبوة ناسفة في طريق عربات الاحتلال بالقرب من مقبرة الشهداء بالمخيم.. وتلفت (الجزيرة) هنا أنظار قرائها الكرام إلى أن هذه المجازر الصهيونية تأتي متزامنة مع الذكرى السنوية التاسعة والثمانين لوعد بلفور المشؤوم في الثاني من شهر تشرين الثاني- نوفمبر الجاري الذي مهد لإقامة كيان الاحتلال الصهيوني في فلسطين، ويؤكد الفلسطينيون المرابطون فوق ثرى الأرض المباركة أن الزمن مهما طال والظلم مهما كانت القوى الداعمة لن يغير الحقائق أو ينكر الحقوق على أصحابها، وأنهم اليوم وبرغم مجازر الاحتلال بعد تسعة عقود على هذا الوعد المشؤوم وأكثر من قرن من محاولات الاستيطان والاقتلاع والتهجير يرون الفشل يتلوه الفشل في تحقيق الحلم الصهيوني ولم يعد أحد ينكر على الشعب الفلسطيني حقه في دولته الحرة المستقلة.. وتعقيبا على هذه المذابح البشعة التي ترتكبها دولة الإرهاب الصهيوني في قطاع غزة اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الولاياتالمتحدة بالإرهاب بسبب إعطائها الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي للقيام بقتل وتدمير الفلسطينيين بحجة الدفاع عن النفس. وقال هنية للحشود المتظاهرة من حركة حماس بمدينة غزة للتضامن مع أهالي بيت حانون: إنه في الوقت الذي تفكر فيه الدول الغربية في إسقاط الحكومة نفكر في شيء واحد وهو كيف يسقط الاحتلال، وتسقط المؤامرة ضد الحكومة وأن الشعب الفلسطيني له جولات وجولات وفي كل مرة يسقط الاحتلال وتعلو الرايات. ووصف هنية معركة بيت حانون بأنها معركة الدفاع عن الوطن والكرامة والعقيدة رغم اختلال موازين القوى موجها التحية لرجال ونساء وأطفال بيت حانون الذين يتصدون ويقدمون الشهداء والجرحى والأسرى حتى لا يمر الغزاة إلى أرض قطاع غزة. وخاطب هنية الآلاف من أنصار حركة حماس الذين نظموا تظاهرة حاشدة في غزة ليلة الخميس احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على بيت حانون في كلمته قائلا: إن الاحتلال سيفشل مثلما فشل في حصاره الاقتصادي والسياسي ولجوئه إلى القتل والتدمير والإرهاب تحت ذرائع مختلفة مرة أن هناك أسلحة ومرة مدن تحت الأرض ومرة الأنفاق؛ ولكنهم سيفشلون في الخيار العسكري وأن المقاومة ستبقى صامدة.وأوضح رئيس الوزراء الفلسطيني أن حكومته عقدت اجتماعات طارئة ووجهت العديد من الرسائل وأن جميع الوزارات الفلسطينية تعمل في حالة طوارئ. وفي نبأ وصل (مكتب الجزيرة) بواسطة بيان ناشدت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي وخصوصاً الأممالمتحدة وكافة المؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري لوقف الجرائم والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة. في غضون ذلك أكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهاد 12 مقاوما من عناصرها خلال المعارك الدائرة في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة.