هذا الشهر الكريم بما يحمله من معانٍ، على الفرد والمجتمع نصبح فيه أكثر تسامحاً وتقارباً إلى الآخر، واللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم تستثمر هذه القدسية في إطلاق نداء إلى أهل الخير لتذكِّرهم بإخوان لهم غيَّبتهم ظروف خاصة بهم، وهم يقضون فترة من الإصلاح والتهذيب، نظل نحمل لهم بأنفسنا الدعاء بأن يغفر الله لهم، وأن يعودوا إلى أسرهم ووطنهم وقد كانوا في أحسن حال.. ويبقى أبناؤهم (لا ذنب لهم) فيما اقترفه عائلهم من عجز عن أداء أدوارهم الأسرية، ونحن مجتمع خير نبقى أكثر من أي وقت في تضامن مع أبنائهم لحفظهم من أي فرد يستغل غياب عائلهم. وإبان بقاء السجناء في فترة قضاء محكوميتهم، تعمل إدارة السجون ممثلة بإدارة الإصلاح دائماً على إعداد البرامج التي تضمن - إن شاء الله - تغيير اتجاهاتهم نحو المجتمع ليعملوا على اكتساب مهارات اجتماعية وسلوكية تضمن بعد توفيق الله عدم الرجوع إلى الجريمة. ويبقى المجتمع الذي كابد التعايش مع هذه الفئة أن يصفح ويسعى إلى احتوائهم وأن يغفر زلاتهم وبصدقاتكم وزكواتكم نستطيع أن نقي المفرج عنهم عن المسألة ونهيئ لهم ظروفاً تجعلهم يتكيفون مع المجتمع، ليشاركوا أبناء الوطن بناءه، فبكم أيها الخيّرون نستطيع أن نحقق أهداف تكافلنا ونحقق التراحم بيننا. ولجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالقصيم يقوم على عاتقها التواصل مع أسر السجناء لتبقى أكثر استقراراً، وتدعم برامج التأهيل والدعوة داخل السجون مع ما تقدمه إدارة السجون من نشاطات تسعى إلى تحقيق التوبة. والمطلع على نشاطاتنا مع هذه الفئة يتضح له الجهد المبذول من خلال تواصلنا المستمر مع فئات المجتمع ومؤسساته لاحتواء المفرج عنهم.. فقد تمَّ توظيف البعض وصرف إعانات لتحمُّل صدمة الإفراج، وتسهيل مهمات آخرين على العودة إلى أعمالهم والمساهمة في تسديد حقوق مالية، ويبقى ما تقدمونه عند الله عظيماً، وبكم نحقق الأهداف. (*)نائب رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم