منذ وفاة الأمير سعد بن خالد والصحف ووسائل الإعلام المقروءة تكتب عن ذلك الأمير، الذي كنّا نشاهد صورته في الشاشة الصغيرة وعلى الصحف ولا نعرف عنه سوى أنه الشخصية المميزة التي يحرص ولاة الأمر على وجودها في الحفلات والزيارات الرسمية، حيث فجّر الأمير بعد وفاته معاني من الاستفهامات حول تلك الشخصية.. لماذا هذه الشخصية فقط؟ فهناك الكثير ممن أخذ الله أمانته من أصحاب الجاه والمناصب والظهور الإعلامي ولم يحظ بما حظي به أبو خالد -رحمه الله- من ترحم الناس عليه، وقد بدأ يُكتب عنه في وسائل الإعلام الداني والقاصي والمثقف والأكاديمي والمشايخ والمواطن العادي بعبارات تنبئ عن شخصية متواضعة وكريمة ودمثة ولطيفة، قريبة من الخير، بعيدة عن التعالي، حيث لم اطلع على كتابة أو أسمع عن شخصيته إلا وأخرج بصفة جديدة وزيادة إعجاب تجعلني أترحم عليه.. نعم إن الله إذا أحب شخصاً أنزل محبته في قلوب خلقه..لقد علمتنا شخصية هذا الأمير -رحمه الله- أن الرجال مخابر وليس مظاهر وأن حب الناس والتواضع والسباق على الباقيات الصالحات هي الإرث الذي يرثه الشخص لأبنائه ولنفسه ومن محبة الله لهذا الأمير أن ابتلاه الله قبل وفاته بمرض عضال ليمحو ما عليه من خطايا بإذن الله وقد اختاره سبحانه وتعالى لجواره في شهر كريم، شهر القرآن والغفران، ومما تعلمنا من وفاة هذا الأمير أن الناس شهود الله في أرضه، فلا أظن أن الأمير كان صاحب منصب وجاه وكرم فقط، بل كان شخصية غير عادية ينبعث منها سحر الشخصية الإنسانية التي يتجلى فيها حب الناس والوطن.. فعناوين الكتابات في الصحف تنبئ عن سر في شخصيته، وكيف كان ذا حضور اجتماعي وكان جاراً يفتقد جيرانه ومصلياً يشهد له مكانه في المسجد وجماعته.. رحمك الله يا أمير التواضع، فالأحرف والكلمات والجمل تشهد بحب الناس لك، وهذا لم يأت لولا أنك عرف عنك فتح مجلسك من بعد صلاة الفجر لاستقبال الكبير والصغير والغني والفقير والسعودي وغير السعودي واحترام الناس على أساس إنسانيتهم وليس على أي اعتبارات أخرى.. فكلنا يخرج وهو يشعر أنه أخذ أكثر من حقه من الاحترام والتقدير، فابتسامتك في وجوههم -بإذن الله- صدقة تشفع لك عند ربك، قال صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وسؤالك عن جيرانك وعن الضعفاء وشفاعتك للناس التي ترجي الله بهم هي درجة في عليين بإذن الله.. وأخيراً نقول: تقبلك الله أيها الأمير القبول الحسن ورحمك الله رحمة واسعة.