استعانت الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية بكل ما في جعبتهما من عبارات قاسية لرمي بعضهما البعض مع توعدات من نوع ضربات بلا رحمة و(دفع ثمن باهظ) وذلك في إطار الصراع الناشئ عن التجربة النووية الكورية وما تلاه من عقوبات تم فرضها على بيونجيانج التي احتجت على هذه العقوبات التي قادت إليها الولاياتالمتحدة، وفي ذات الوقت يبدو أن كوريا الشمالية قررت الاستمرار في التحدي إلى آخر الشوط والقيام بتجربة نووية أخرى، وهذا على الأقل ما أفادت به مصادر رسمية يابانية. وأمس قالت كوريا الشمالية إنها سترد (بدون رحمة) على أي دولة تمس سيادتها في إطار العقوبات التي فرضها مجلس الأمن السبت الماضي، حيث نددت بتلك العقوبات التي جاءت رداً على تجربتها النووية الأسبوع الماضي مشيرة إلا أنها بمثابة إعلان حرب. وقال بيان من المتحدث باسم وزارة الخارجية أذيع أولاً في التلفزيون الكوري الشمالي ثم نشر في وسائل الإعلام المطبوعة إن بيونجيانج لن تذعن للضغط الأمريكي. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن المتحدث قوله (ليست هناك حاجة لأن نقول إن قرار مجلس الأمن لا يمكن تفسيره بشكل مختلف عن كونه إعلاناً للحرب ضد كوريا الديمقراطية الشعبية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية) لأنه اعتمد على سيناريو تحرص فيه الولاياتالمتحدة على تدمير النظام الاشتراكي الكوري الذي يتركز على الجماهير الشعبية). وتابع البيان (تندد كوريا الديمقراطية الشعبية بالقرار وهو نتاج لسياسة أمريكية عدوانية تجاه كوريا الشمالية). وقال البيان إن كوريا الشمالية تملك حق امتلاك أسلحة نووية ولكنه لم يذكر ما إذا كانت البلاد ستجري اختباراً آخر. ومن جانبها سارعت الصين إلى الطلب من حليفتها كوريا الشمالية إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن (يزيد من التوتر)، وذلك بعد اعتبار كوريا الشمالية قرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات عليها (إعلان حرب). وفي أجواء التهديدات والتوعدات صرح كبير المفاوضين الأميركيين حول الملف النووي الكوري الشمالي كريستوفر هيل أمس الثلاثاء لدى وصوله عاصمة كوريا الجنوبية سول أن كوريا الشمالية ستدفع (ثمناً باهظاً جداً جداً) بعد التجربة النووية التي أجرتها في التاسع من الشهر الجاري. وتابع (هذا لا يغيّر، بحسب رأيي، ما يجب أن نقوم به، وهو العمل مع شركائنا وحلفائنا على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1718) الذي ينص على فرض عقوبات على كوريا الشمالية. وينص القرار 1718 الصادر عن مجلس الأمن على حظر وصول (الأسلحة والمعدات المتصلة بها) إلى كوريا الشمالية ويدعو الدول إلى (تفتيش كل شحنة متوجهة أو قادمة من كوريا الشمالية). وأثار هذا البند مخاوف لدى الصينوكوريا الجنوبية من اندلاع نزاعات على نطاق واسع. وكان هيل وصل إلى سيول قادماً من طوكيو من اجل التحضير للقاء ثلاثي مقرر يوم غد الخميس في العاصمة الكورية الجنوبية بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيريها الياباني تارو اسو والكوري الجنوبي بان كي مون، الأمين العام المقبل للأمم المتحدة. إلى ذلك قال مسؤول حكومي ياباني أمس الثلاثاء إن كوريا الجنوبية على علم بعلامات على أن كوريا الشمالية ربما تستعد لإجراء تجربة نووية جديدة. وأضاف المسؤول قائلاً لرويترز (الحكومة على علم بعلامات مرتبطة بتجربة نووية ثانية لكوريا الشمالية. لا يمكننا أن نستبعد احتمال تجربة ثانية). لكنه أضاف أنه لا توجد معلومات مؤكّدة بشأن تجربة جديدة محتملة. وفي وقت سابق ذكرت شبكات تلفزيونية أمريكية أن أقماراً اصطناعية أمريكية للتجسس رصدت نشاطاً مشبوهاً لمركبات وأشخاص قرب الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية تجربتها الأولى الأسبوع الماضي وأنه ربما يشير إلى استعدادات لتجربة ثانية.