وجهت الولاياتالمتحدة تحذيراً مباشراً إلى كوريا الشمالية من إجراء تجربة نووية، في وقت يجهد مجلس الأمن من أجل التوصل إلى اتفاق على رد حاسم، وقال كبير المفاوضين الأمريكيين في الملف النووي الكوري الشمالي كريستوفر هيل الأربعاء إن الولاياتالمتحدة وجهت تحذيراً مباشراً لكوريا الشمالية حول مغبة إجراء تجربة نووية. وقال هيل الذي يشغل أيضاً منصب مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الآسيوية وجهنا رسالة مباشرة إلى كوريا الشمالية عبر البعثة الكورية الشمالية في الأممالمتحدة حول وجهة نظرنا من معاني إجراء مثل هذه التجربة. وجاء ذلك بعد يوم من إعلان بيونغ يانغ أنها ستقوم بتجربة نووية في موعد لم تحدده من أجل تعزيز ترسانتها في مواجهة ما تعتبره تهديداً متزايداً من جانب الولاياتالمتحدة. وقال هيل إن كوريا الشمالية وصلت إلى مفترق مهم: فإما أن يكون لها مستقبل وإما أن تكون لها هذه الأسلحة (النووية)، ولكن لا يمكنها الحصول على الاثنين. وأثار الإعلان الكوري الشمالي ردود فعل في العالم أجمع وبينها رد فعل جارة بيونغ يانغ، كوريا الجنوبية التي أعلنت أن أي تجربة نووية تعني وقف المساعدة الاقتصادية التي تقدّمها سيول لجارتها وتبلغ قيمتها عشرات ملايين الدولارات، إلا أن هيل ترك الباب مفتوحاً أمام إجراء مفاوضات مباشرة. وقال: قلنا باستمرار إننا سنلتقيهم بشكل ثنائي ولكن فقط في إطار المفاوضات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان واليابان وروسيا والصينوالولاياتالمتحدة. وكان السفير الأمريكي في سيول الكسندر فيرشبو أشار إلى أن عقد اجتماع ثنائي تطالب به كوريا الشمالية، أمر ممكن إذا تعهدت هذه الأخيرة بالعودة إلى المفاوضات السداسية. وأعلنت كوريا الشمالية نفسها قوة نووية العام الماضي، وعلّقت مشاركتها في المفاوضات السداسية منذ تشرين الثاني - نوفمبر احتجاجاً على السعي الأمريكي لإقفال حساباتها المصرفية في الخارج. وقال هيل إن كوريا الشمالية أبلغت بأن أي تجربة نووية تقوم بها ستكون عملاً تحريضياً على مستوى عال وأن المجتمع الدولي لا يمكن أن يتجاهل ذلك. وأضاف أن ذلك سيشكِّل دعوة إلى الانتشار النووي.. ولا خيار لنا إلا التحرك بطريقة حازمة لنكون متأكدين من أن كوريا الشمالية ودولاً أخرى تدرك تبعات مثل هذا العمل. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن هناك محادثات جارية بين الحكومة الأمريكية والحلفاء ولست مؤهلاً في هذه المرحلة للقول ما الذي سنقوم به، إلا أنني مؤهل للقول إننا لن ننتظر تحول كوريا الشمالية إلى قوة نووية، لن نقبل بذلك. وسجلت خلافات بين الصينوالولاياتالمتحدة الأربعاء خلال محاولة مجلس الأمن التوصل إلى اتفاق على رد حاسم على التجربة الكورية الشمالية النووية. وكلف مندوبو الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن بعد جلسة مشاورات مغلقة، خبراءهم الاجتماع مجدداً الخميس للبحث في مشروع القرار الياباني الذي يطالب بيونغ يانغ بعدم القيام بمثل هذه التجربة والامتناع عن أي عمل قد يزيد من خطورة الوضع. كما يدعو المشروع بيونغ يانغ إلى العودة فوراً ومن دون شروط إلى المفاوضات السداسية. وذكرت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) أن اليابانوالولاياتالمتحدة توصلا إلى اتفاق على المطالبة بمشروع قرار يفرض عقوبات على كوريا الشمالية إذا قررت هذه الأخيرة المضي قدماً في تجربتها. وكان المندوب الأمريكي في الأممالمتحدة جون بولتون تحدث في وقت سابق عن (انقسام) داخل مجلس الأمن، ملمحاً إلى أن (حماة كوريا الشمالية)، في إشارة ضمنية إلى موسكو وبكين، يعارضون دعوته إلى التشدد تجاه كوريا الشمالية. إلا أن المندوب الصيني إلى الأممالمتحدة وانغ غوانغيا قال: كلنا قلقون إزاء الإعلان الكوري الشمالي، وهناك إجماع على هذا الموضوع... لن يقوم أحد بحمايتهم. وشدد السفير الصيني في المقابل على أهمية التخفيف من (مناخ التحدي) بين بيونغيانغ وواشنطن. ويحيط الغموض بتوقيت الخطوة التالية لكوريا الشمالية، إلا أن وزيرين كوريين جنوبيين يعتبران أن إعلانها عن تجربة نووية على لسان وزارة خارجيتها بلغة معتدلة، يمكن أن يكون مجرد خدعة.