منذ إطلالة هذا الشهر الكريم وموائد الرحمن لوجبات إفطار الصائمين تأخذ مكانها في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام والمقدمة من أهل الخير والساعين إليه الذين يبتغون وجه الله تعالى وتقدم هذه الوجبات يوميا عن طريق المشروع الخيري بمكةالمكرمة وتحت إشراف ومتابعة إمارة منطقة مكةالمكرمة ممثلة في لجنة السقاية والرفادة التي يترأسها ويشرف عليها ميدانياً وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة عبدالله الفايز وتضم في عضويتها عدد من المسؤولين من الجهات ذات العلاقة. وتجد هذه الوجبات إقبالاً كبيراً من قبل الصائمين من الزوار والمعتمرين الذين تزدان بهم أم القرى في هذه الأيام المباركة أتى إليها من كل أقطار العالم. ففي عصر كل يوم من أيام هذا الشهر الكريم يتوافد العديد من شباب العاصمة المقدسة إلى ساحات الحرم المكي الشريف لترتيب هذه الموائد وتجهيزها للصائمين تعلو وجوههم الابتسامة الدائمة والترحيب بكل قاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين. ويشرف على هؤلاء الشباب عدة جهات بالإضافة إلى مسؤولي ومشرفي متعهدي وجبات إفطار الصائمين. وفور الانتهاء من الإفطار وقبيل إقامة صلاة المغرب يقوم هؤلاء الشباب برفع جميع سفر الوجبات وتنظيف الأماكن وتهيأتها لصلاة المغرب. هؤلاء الشباب السعوديون يقومون بجهود كبيرة ومضيئة ويعتبرونها شرف لهم واحتسابا للأجر والثواب من الله عز وجل في هذا الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه الصدقات والحسنات. (الجزيرة) كان لها جولة ميدانية على موائد إفطار الصائمين بساحات الحرم المكي الشريف ونقلت من خلالها بالكلمة والصورة هذه المناظر الإنسانية الرائعة وتجمع المسلمين على مائدة واحدة. وعلى الجهود الكبيرة المبذولة والتقت بعدد من الشباب. في البداية كان حديثنا مع الشاب منصور طلال الدعوجي الذي قال: هذا العام الخامس الذي أشارك فيه في تقديم ومد موائد إفطار الصائمين في الساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف وإنني عندما أتقدم للعمل في هذا المكان لا أسأل عن المكافأة فقط أريد المساهمة في الأجر والثواب مع من هم قدموا هذه الوجبات لوفود الرحمن وهو منظر روحاني جميل وأنت ترى المسلمين مجتمعين في مكان واحد ينتظرون ساعة انطلاق أذان المغرب ليتناولوا حبات من التمر وماء زمزم وبعض العصائر وأسأل الله أن تكون بلادنا دائماً هي بلاد خير وعطاء وإحسان. والشاب فرحان محمد العبدلي التقيناه وقال: أحمد الله على انضمامي إلى هؤلاء الكوكبة من الشباب السعودي الذين يعكسون مدى حب ورحابة أبناء المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن الذين هم أولاً ضيوف بيت الله العتيق وثانياً هم ضيف على كل أبناء الشعب السعودي والعمل في هذا الوقت جميل بجمال هذه الأيام وجميل وأنت تقدم وجبة إفطار لصائم يدعو لكل دعاء جميل. أسأل الله العلي القدير أن يتقبل دعاء الصائمين لنا ولكل من قدم هذه الوجبات الذين سيحصلون على الأجر العظيم من عند الله تعالى. عصام باحميد هو شاب سعودي استوقفناه في الساحة الشرقية للحرم المكي الشريف وسألناه عن طبيعة عمله فقال: عملي كله خير في خير وتقديم الخير من أهل الإحسان والخير أنا أقوم بمد السفر بين الصفوف وأجهزها وقبيل أذان المغرب تقريباَ بعشر دقائق يتم توزيع الوجبات للصائمين وهم من مختلف الجنسيات أتوا إلى هذه البقعة المباركة للزيارة وأداء العمرة وقضاء بعض الوقت بجوار بيت الله الحرام ومن يدركه أذان المغرب يجلس في أي مكان من ساحات الحرم وكلها مليئة بوجبات إفطار صائم قدمها أهل الخير والإحسان. وعن الأجر الذي يتقاضاه للقيام بهذا العمل يقول: لم أسأل المسؤول عندما تقدمت لهذا العمل الذي يأتي منهم فيه الخير والبركة وصدقني أنني أعتبر هذا العمل تطوعياً والشباب هنا الذين تراهم في كل الساحات المحيطة بالحرم المكي يعتبرون أنفسهم متطوعين لخدمة الزوار والمعتمرين والمساهمة بهذه الخدمة الشريفة وهي خدمة وفود الرحمن. أسأل الله تعالى أن يجزي كل المحسنين الذين قدموا هذه الوجبات للصائمين خير الجزاء وهذه البلاد المباركة كلها خير وبها خير كبير.