يهل علينا شهر رمضان بروحانيته وبركاته فتجتهد الأمة الإسلامية بالتقرب إلى الله ويتغير روتين الناس بشكل كبير وتظهر بعض العادات الحسنة التي يمارسونها كذلك بعض العادات السيئة ومنها الازدحام الهائل في الأسواق سواء قبل دخول الشهر بأيام أو عند انقضائه بشكل لا مبرر له، كما أن من العادات السيئة - التي نحس بالخجل لرؤيتها وتبعث فينا الاشمئزاز والحزن لمجرد الوقوف عليها ولو لدقيقة واحدة - سلوك الناس قبل موعد الافطار بوقت قليل حيث تجد العجب العجاب وتشاهد ما لم تشاهده من قبل من الفوضى واللاانضباط من قبل سائقي السيارات حيث تجد أن هذه السلوكيات تتشكل على كل لون من قطع للإشارات والتهور في القيادة وقفز الأرصفة وتعريض حياة مستقليها من المشاة للخطر. هؤلاء الناس حريصون على تناول الإفطار في بيوتهم ومع أبنائهم وإنهم في ذلك لفي سباق مع الزمن للوصول في الوقت المحدد، ونتيجة لهذه القضية وأبعادها وما لها من أهمية فقد حرصت (الجزيرة) على طرح هذه الظاهرة واستنتاج الحلول المناسبة والسليمة للقضاء عليها. حيث التقينا في البداية أحمد غازي الحربي الذي تحدث عن هذه الظاهرة وقال: لابد من تواجد دوريات أمنية قرب الإشارات الرئيسية التي تشهد ازدحاماً كبيراً وذلك تنظيماً للسير وعدم مخاطرة البعض لأنه يعرف عواقب ذلك. كما التقينا متعب الوافي الذي أبدى استياء شديداً جراء ما يشاهده قبل الإفطار من السائقين المتهورين والذي يصل في بعض الأحيان إلى اصطدام مركبات بعضهم ببعض فلا يكلفون أنفسهم بالنزول لمشاهدة ما تم حدوثه كما هو معتاد في الأيام العادية ولكن يذهب كل منهم في طريقه وكأن شيئاً لم يحصل كما نلاحظ المخالفات المرورية المتمثلة في قفز بعض المتهورين للأرصفة المحاذية لإشارات المرور مما يعرض المارة للخطر الكبير وأنواع اخرى من الفوضى بشكل عام والتي تصدر بعد فتح كل إشارة خضراء، وعن الحلول المناسبة أكد أنه لابد من التوعية الجادة لمثل هؤلاء المتهورين، وإيضاح أن ما يرتبكونه هو انتحار في حق أنفسهم وفي حق الغير. من جهته أكد صالح بن محمد الدخيل أن هذه الفوضى تخل وتؤثر تأثيراً كبيراً في المظهر الحضاري لهذا البلد وأهله من خلال عدم استيعاب الناس لقوانين ونظم المرور بالشكل الصحيح، كما أن ما نلاحظه ونسمع به من فوضى وخروج عن القانون وأنظمته لهو شيء محزن، وذلك لما تتبوأ هذه البلاد من مكانة كبيرة، فمثل هذه السلوكيات المفروضة من بعض السائقين تخالف ديننا وذلك لقوله تعالى {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، كما أنها تسيء لقيمنا الأخلاقية. وعن الحلول التي يراها في سبيل درء الظاهرة أكد على ضرورة التوعية الإعلامية الجادة كما حصل مع حزام الأمان وأخطار المخدرات وغيرها وأن تتركز تلك التوعية على إيضاح عاقبة تلك الظاهرة ثم رأي الدين في مرتكبيها ونشر إحصائيات عن نسب الحوادث أولاً بأول بالإضافة لفرض عقوبات صارمة على مرتكبيها. أما خالد أبا الخيل فقد أكد على أن فوضى ما قبل الإفطار في هذه السنة بالذات قد اختلفت عن الأعوام السابقة وذلك نتيجة ظهور الإفطار السيار عند الإشارات المرورية بجهود ذاتية تقريباً من أهل الخير جزاهم الله خيراً، حيث إن الملاحظ أن هذا الإفطار يوزع عند إقامة الأذان ويشمل كل مرتاد لتلك الإشارة وفي جميع اتجاهاتها تقريباً مما كان له أبلغ الأثر في تهدئة تلك الفوضى بشكل كبير. أما المقيم صابر علي فرحات فقد أبدى انزعاجه من جراء هذه الظاهرة وذلك من خلال تعالي أصوات الأبواق عند الإشارات الرئيسية التي يقطن حولها مما يحد من سماعه وأسرته لصوت الأذان وكثرة الحوادث بالإضافة لسلك بعضهم الطرق الترابية الوعرة في منظر يدعو للدهشة من هول ما يحصل وهذا الشيء كما يقول فرحات: حتّم علينا متابعة الأذان من خلال وسائل الإعلام رغم قربنا من المسجد.