يتذمر الكثير من سائقي المركبات من تنامي ظاهرة "مواكب الأعراس"، والتي بدأت تغزو الشوارع خلال السنوات الأخيرة، في سلوك تعبيري عن الفرحة الغامرة بزفاف أحد أفراد العائلة ودخوله القفص الذهبي. العقيد الشنبري: المخالفة تنتظر «العريس» ومن معه بعد الزواج ويأتي هذا التذمر نتيجة خروج هذا السلوك عن مساره؛ ليتحول إلى عرقلة واضحة للحركة المرورية، وإزعاج لكبار السن والمرضى وحتى المنومين في المستشفيات، حيث تعبر هذه المواكب الشوارع بعد منتصف الليل، وتتعالى "أبواق" السيارات مشكّلة إزعاجاً يمتد أثره إلى الآخرين، دون مراعاة لمشاعر الأهالي الذين يجدون أنفسهم مشاركين عنوة في حفل "لا ناقة لهم فيه ولا جمل". أمر خطير! وعلى الرغم مما يتداوله المواطنون من سلبيات هذه الظاهرة إلاّ أنه لا يزال البعض يصرّ على تنظيم هذه المسيرات الاحتفالية الخاصة، بل ويعتبرونها من تمام مناسبة الزواج، وكلما زادت أعداد سيارات الموكب زادت من قيمته، حتى وصل الأمر إلى إغلاق مسارات الطريق الذي يسلكونه حتى عبور كامل القافلة، ودون السماح لأي غريب بالدخول معهم لأي ظرف كان، حتى ولو كان شخصاً ينقل مريضاً إلى المستشفى، مما يجعل إغلاق مسارات الطريق أثناء سير المركبات أمراً خطيراً، وغير مقبول في كثير من الأحيان، لأن التمادي في مثل هذه السلوكيات قد ينجم عنها تداعيات سلبية من شأنها أن تتطور إلى أمور لاتحمد عقباها، خاصةً وأنه يلاحظ عدم اكتراث المشاركين في مثل هذه المسيرات والمواكب بالإشارات الضوئية المرورية، حيث يرون أحقية عبور كامل القافلة دون انتظار أو انفصال، وهذه مخالفة من شأنها التسبب في حوادث مرورية ، وسلب حقوق الآخرين دون وجه حق. احترام الآخرين ويؤكد المواطن "نياف العتيبي" أن مسيرات الزواج شيء مفرح للجميع، إذا التزم الكل بالأدب واحترام الغير، أما ما نشاهده في الشوارع من صخب وإغلاق ومضايقة للناس في آخر الليل، فهذا شيء لا يقره أحد ولابد من وضع حد لهذه الظاهرة السيئة، مشيراً إلى أن عواقبها كبيرة جداً، ومن الممكن أن ينجم عنها مشاجرات، بالإضافة إلى إصابات قد تلحق بالمشاركين فيها، وبالتالي يكون نهاية البعض منهم الدخول إلى المستشفيات للعلاج بدلاً من قصور الأفراح. مواكب الأفراح تسبب اختناقات مرورية وفوضى في الشوارع أبواق مزعجة! وأشار المواطن "سلطان العصيمي" إلى عددٍ من سلبيات مسيرات الاحتفال بالزواج، وقال: إنها تتم في وقت متأخر من الليل، ويلاحظ الضغط المستمر على "أبواق" السيارات المزعجة، كما يلاحظ إغلاق الطرق لسير الموكب بكل بطء، مما يشكل ضغطاً نفسياً على الآخرين، وقد تفسر أنها تحدٍ سافر للمشاعر واستخفاف بمن في هو موجود في الطريق، وهذا من شأنه حدوث مشكلات غير مستحبة وغير متوقعة أيضاً، مضيفاً أن هناك من يستخدم الدفوف أو يرفع "المسجلات" والأغاني الصاخبة، مع التركيز على اصطحاب أكبر عدد من السيارات في الموكب للخروج من المألوف والبحث عن التفرد والتميز، لافتاً إلى أن بعض الشباب ليسوا من أهل الفرح ولا المعازيم وتجدهم يتجمعون في الشارع، وعند مرور المسيرة يرافقونها، بل ويشاركون بفاعلية في إضافة المزيد من الضوضاء، وسط تشجيع من الآخرين.فوضى غير مقبولة وأوضح المواطن "علي الشهراني" أن البعض يقوم بهذه الممارسات في مواعيد لا يكون فيها للدوريات المرورية انتشار واسع، مثل الأوقات بعد منتصف الليل، بينما يقوم آخرون بتنظيم مسيرات في ساعات مبكرة من المساء دون مراعاة لحالات الاختناق المروري والتكدس للسيارات في الشوارع، ذاكراً أن بعض المسيرات فيها تجاوز واضح للأنظمة ويستحق من قاموا بها الجزاءات الرادعة، كالمسيرات التي تنظم عند فوز أي ناد، حيث يتم إغلاق الطرق والتعدي على الآخرين والرقص العشوائي، إلى جانب تكسير زجاج المركبات والمحلات، وهذه فوضى لا نرضاها ولا نقرها. سلوكيات مستهجنة وأبدى العديد من الأهالي مخاوفهم من انتشار واستمرار ظاهرة الاستعراضات العشوائية التي تواكب حفلات الأعراس، مسببةً إزعاجاً واضحاً للمواطنين، بالإضافة إلى عدم مراعاة مشاعر المرضى والأطفال منهم خاصة، لاسيما وأن لتلك الاستعراضات سلوكيات مستهجنة مرافقة، مثل التفحيط ورفع أصوات الأبواق والأغاني الصاخبة المبتذلة، إلى جانب قيام بعض الشباب بالرقص أمام السيارات أو في أحواض مركبات النقل، مطالبين الجهات المعنية والمختصة بتكثيف جهودهم في مراقبة ما يحدث وما يصدر في تلك المواكب، التي سرعان ما تتحول إلى تجمهر يغلب عليه طابع الممارسات العشوائية التي لا تخلف إلا الحوادث المأساوية وتعطيل مصالح الآخرين. الوعي أساس العلاج ويقول "محمد الزهراني" -الأستاذ التربوي-:"إن هذه المسيرات لا تعبر عن الشخصية الحضارية للأسر، لاسيما وأن الأفراح لابد أن تكون وفق طرق محددة شرعاً وعُرفاً، ودون ابتذال أو تعد على حقوق الآخرين، مضيفاً أن مسيرات الزواج باختلاف أنواعها وأشكالها تعد في وقتنا الراهن من السلوكيات الاستفزازية لسالكي الطرق، وحتى للسكان الذين يعبرون عن مشاعرهم الغاضبة تجاهها بدعوات بعدم التوفيق والسداد للعروسين، وهذا أمر مؤسف"، مشيراً إلى أن علاج هذه الظاهرة يكون بالوعي وعدم تشجيع مثل هذه الأمور، وأن هناك من يستطيع أن يرفض إقامة تسير هذه المسيرات سواء من أهل الشاب أو الفتاة المقبلين على الزواج، كما أن لوسائل الإعلام دورا مهما في تعزيز التوعية لإظهار سلبيات هذه السلوكيات ومدى تذمر الآخرين منها لما لها من أضرار متنوعة. تعطيل المصالح ويوضح العقيد "محمد الشنبري" مدير مرور الطائف المكلف أن مسيرات الزواج شئ جديد علينا، متعجباً من تصرف مثل هؤلاء وقيامهم بعمل مسيرات وعوائلهم معهم داخل السيارات، متسببين في تعطيل حركة السير، وربما تعطيل مصالح الآخرين والمرضى والمسافرين، ذاكراً أن رجال المرور لا يستطيعون تعكير فرحة العروسين لأمور إنسانية بحتة، ولكنهم يسجلون أرقام السيارات المخالفة، ليتم طلبهم لاحقاً، ليطبق عليهم النظام حتى يرتدعوا عن مثل هذه التجاوزات ويكون ذلك رسالة للآخرين، موجهاً نصيحة لمن يقوم بمثل هذ المسيرات بقوله: "ضعوا أنفسكم مكان شخص معه مريض يريد إيصاله إلى المستشفى، أو شخص يريد الوصول إلى المطار حتى لاتفوته الرحلة، أو مسن تزعجه أصوات الأبواق، أو طفل يفزع في هدوء الليل، فمن لا يرضى أن يكون في مثل هذا المواقف، فالأجدى به أن لا يقوم بمثل هذه التصرفات!".