قبل ثلاثة أعوام وتحديدا في مساء الرابع عشر من رمضان للعام 1424ه هزت انفجارات مجمع المحيا السكني الواقع بحي الهجرة بوادي لبن غرب العاصمة الرياض وراح ضحيتها 17 شخصا وأصيب 122 شخصا غالبيتهم من الأطفال بعد أن نفذ مجموعة من الإرهابيين العملية البشعة. حيث كان المسلمون يعيشون أياماً روحانية في شهر من أفضل شهور العام حيث نصوم نهاره ونقوم ليله وتلهج ألسنة المسلمين بذكر الله وتلاوة القرآن الكريم. وكانت البلاد تنعم وما زال ولله الحمد بالأمن والاستقرار والرخاء في ظل قيادة ولاة الأمر حفظهم الله. إلا أن أعداء الإسلام والمسلمين اتخذوا من بعض أبناء هذا الوطن الغالي أدوات يتلاعب بهم أعداء هذا الوطن وغرر بهم حيث خطط المجرمون من فلول الفئة الضالة على قتل وترويع المسلمين وضيوف هذا البلد المعطاء الذي عرف عن مواطنيه الكرم والشجاعة حيث قام المجرمون باستهداف مجمع سكني يقطنه عدد من المواطنين العرب وأربع أسر فقط من الأجانب بريطانية وفرنسية وألمانية تقيم بأربع فلل من مجموع (200) فلة يتكون منها المجمع. وكانت الانفجارات البشعة قد كان كثرت الإصابات في صفوف الأطفال لوجود ذويهم خارج المجمع وقت الانفجارات التي سبقها إطلاق نار كثيف بين قوات الأمن وعدد من الإرهابيين استمر حتى وقت متأخر من الانفجار حيث اقتحمت سيارة في مساء 14 رمضان 1424ه مجمع المحيا وكانت السيارة نوع جيب مغطاة ووضع عليها شعار أحد سيارات الأجهزة الأمنية بعد أن مهد لها من قبل مجموعة من الفئة الضالة بعد تبادل إطلاق نار كثيف على حراس البوابة. وقد نتج عن هذا الانفجار المروع قتل 17 شخصا من عدة جنسيات وإصابة (122) شخصا إصابات متفرقة ومن بين القتلى (5) أطفال و(7) لبنانيين و(4) مصريين وسعودي وسوداني وأمريكي من أصول عربية وكندي من أصول عربية وإندونيسي وبنجلاديشي وإثيوبي وسوري وفلسطيني وباكستاني وتركي وسريلانكي وروماني. وقد هرعت الأجهزة الأمنية لتطوق موقع الانفجار وتبدأ في نقل المصابين والتحقيق في ملابسات الحادث المروع. وقد استهجن عدد كبير من رؤساء الدول الغربية والعربية والإسلامية هذا العمل ووصفوه بأنه عمل إرهابي لا مبرر له. وقد بذلت الأجهزة الأمنية طوال الأربعة أعوام الماضية جهودا كبيرا لملاحقة فلول الإرهابيين والمتعاطفين معهم حيث ضبط أعداد كبيرة وقتل منهم أيضا أعداد كبيرة وضبط كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة والذخيرة. وقد حول رجال الأمن العمليات من الدفاع إلى الهجوم حيث رصد رجال الأمن وخاصة خلال العامين الماضيين عدداً من المطلوبين وتم إجهاض عدد من العمليات التي كان فلول الإرهابيين يخططون لتنفيذها قبل وقوعها كما قدم (54) رجل أمن أرواحهم فداء للوطن حيث استشهد رجال الأمن في ميدان العز والشرف من مختلف القطاعات الأمنية والرتب العسكرية. كما استطاع رجال الأمن القبض على من كان على القوائم التي أعلنتها وزارة الداخلية وكذلك إلقاء القبض على من يدعون أنهم من العلماء وهم في الحقيقة من فئة الخفافيش يعيشون في سراديب الظلام يفتون الناس بغير علم ويرسلون فتاواهم عبر الإنترنت للإفساد وليس للإصلاح وقد وقع فريسة لهم وللأسف الشديد عدد من أبناء الوطن وراحوا ضحية لهؤلاء الحاقدين على الوطن والقاطنين على أرضه الطاهرة. كما أن أبناء الوطن لن ينسوا أبدا ما ارتكب بحقه من هذه الشرذمة من جرائم بشعة وتصرفات مشينة لا يقرها دين ولا عقل. أصاب الحادث المواطنين بالذهول غير مصدقين أن يقوم بعض من أبناء الوطن بعمل إرهابي في شهر رمضان وضد مجمع سكني أغلب قاطنيه عرب وأكثر المتوفين والمصابين أطفال لا ذنب لهم سوى أن الإرهابيين زعزعوا أمنهم وساهموا في تفريقهم وترويعهم. ويؤكد هذا العمل الذي قام به الإرهابيون في شهر رمضان على أنهم مخططون لهذه الجرائم البشعة ومنفذوها مجرمون ومفسدون في الأرض ولا يخافون من الله حيث إنهم لم يراعوا حرمة شهر الخير ولا حرمة الآمنين في البلد الحرام وهو أمر يحرمه الإسلام أشد التحريم.