وصف صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية أمس الخميس لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في رام الله أمس بأنه (إيجابي ومعمق). وشدّد عريقات في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين على وجوب انتظار الأمور من خلال التنفيذ على الأرض. كما استهجن إعلان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي (موت القضية الفلسطينية) واعتبره إعلاناً (مستغرباً) لأن (القضية الفلسطينية لن تموت وستبقي قائمة ما بقيت الحياة). وكانت رايس تعهدت خلال الاجتماع مع عباس بمدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الأربعاء بحمل إسرائيل على اتخاذ إجراءات تهدف إلى تحسين وضع الشعب الفلسطيني. وأعربت رايس عن قلق الولاياتالمتحدة إزاء الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية نتيجة الحصار المالي الدولي المفروض على الفلسطينيين منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بانتخابات كانون الثاني - يناير الماضي، علما بأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل هما اللتان تقودان موجة الضغوط الدولية على الحكومة الفلسطينية. وفيما يتصل بالتخفيف على الفلسطينيين أيضاً فقد أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أن رايس قد تعلن، خلال ساعات، في القدسالمحتلة عن تحقيق (تقدّم) حول مسألة حرية التنقل والوصول إلى الأراضي الفلسطينية. وقال هذا المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته مساء سوف ترون ذلك خلال ساعات، أعتقد أننا سنحقق بعض التقدم حول بعض هذه المسائل. وكان يجيب خلال مؤتمر صحافي عن سؤال حول الوسائل التي تنوي واشنطن اعتمادها لمساعدة الشعب الفلسطيني. وأضاف هذا المسؤول الذي شارك يوم الأربعاء في معظم المحادثات التي أجرتها رايس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في القدس مثلاً، نأمل أن نحقق تقدماً حول مسائل الوصول والتحرّك. ومن جانب آخر يبدو أن ضغوطاً أمريكية أوروبية على إسرائيل بشأن فتح المعابر تؤتي أكلها فقد أعلنت متحدثة باسم فريق المراقبين الأوروبيين لوكالة فرانس برس أن معبر رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر، نقطة العبور الرئيسية للفلسطينيين إلى الخارج، تم فتحه أمس الخميس لليوم الثاني على التوالي. وقالت المتحدثة ماريا تيليريا سيفتح السبت والأحد أيضاً على الأرجح، موضحة أن 1770 شخصاً عبروا الحدود في الاتجاهين الأربعاء. وأغلقت إسرائيل التي انسحبت من قطاع غزة قبل عام لكنها تسيطر على حدوده، المعبر في 25 حزيران - يونيو بعد هجوم فلسطيني على أراضيها أسر خلاله جندي وقتل اثنان آخران. وأعيد فتح المعبر وهو المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج جزئياً بضع مرات منذ ذلك الحين لفترات قصيرة كان آخرها في 22 و23 أيلول - سبتمبر الماضي. وكان مسؤولو أمن أمريكيون وأوروبيون إسرائيل قد حذّروا من أن الدول الأوروبية قد تقرّر سحب مراقبيها من معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر إذا لم توافق إسرائيل على إبقائه مفتوحاً. وفي رسالة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس حصلت رويترز على نسخة منها قال المسؤولون إن الاستمرار في إغلاق معبر رفح (من المحتمل جداً) أن يدفع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى (التشكك في جدوى إبقاء) بعثتها للمراقبة هناك. وحذّرت الرسالة التي وقّعها المنسق الأمني الأمريكي كيث دايتون ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي للمراقبة بيترو بيستوليس إسرائيل من أن الإغلاق المتكرر لمعبر رفح (سيجعل من الصعب للغاية إقناع الاتحاد الأوروبي بإرسال مراقبين إلى المنطار) وهو المعبر التجاري الرئيسي لغزة مثلما اقترحت واشنطن.