وسط هتاف وتصفيق الحاضرين نجحت الأمسية الشعرية التي نظمها نادي جدة الأدبي وأحياها الشاعران عبدالله الصيخان ومحمد الثبيتي. الأمسية كانت بداية موفَّقة للجنة الشعر بالنادي التي يشرف عليها أحمد قران الزهراني الذي قدّم للأمسية وأشاد بتجربة الشاعرين. تكوّنت الأمسية من عشر جولات قدَّم كلُّ شاعر نصيَّن من إبداعه، حيث طغت القصيدة الحديثة على العمودية ولم تتعدّ خمس قصائد.بداية الأمسية كانت مع عبد الله الصيخان حيث قدَّم نصيَّن: قصيدة (فاطمة) وقصيدة فضة تتعلم الوصف. ووسط ترقُّب من الجمهور كان محمد الثبيتي يقلب أوراقه استعداداً للبدء بعد غياب طويل ليبدأ عبر (بوابة الريح) وهي قصيدة عمودية تفاعل وصفَّق معها الجمهور، أعقبها بقصيدة (اختر هواك). ويتفاعل الصيخان مع القصيدة العمودية التي كانت شبه غائبة عن الأمسية، حيث يقدم قصيدة (زمان الصمت) في رثاء الفنان طلال مداح ويعقبها بقصيدة (زيارة). زيارة من هاهنا .. نهر الطفولة مر هذي سدرة الجيران تسدل ظل خضرتها على الجدران وضممت لي من سدرها ما يملأ الكفين .. ثم شممته ... فرجعت طفلا الله يا نهر الندى كم كنت أحلى؟ من هاهنا نهر الطفولة سال فانسابي وئيدا يا خطاي بين ما يدع المكان على التراب وبين ما يدع الفتى تحت الأظافر من تراب. وتماثلي يا شهقتي الأولى وتعال يا نهر الندى والمس حبابي وتذكري يا روح جيراني .. فهم ملح الحيا أ أما وقد طار الحمام على رؤوس النخل فأقول سلم يا حمام على صحابي ويعود محمد الثبيتي بقصيدة مطلعها (ضمني ثم أوقفني في الرمال) ليعود بعدها الصيخان إلى العمودي مرة أخرى عبر قصيدة (طيبة) وهي تحمل مسحة دينية يشيد فيها الشاعر بمسلك الطريق السوي وينبذ الإرهاب والتطرُّف .. يقدِّم بعدها مقطعاً عن الشاعر ومنه: يتباهى ... له ثلاثون شهراً من حرير وغابة من زبرجد وله البيد حين تلتفُّ عجلى خلف ريح وعوسج يتهجد وله الماء مذ مرت - خفافا - غيمة وهلل أجرد .. وله الشعر قد تدلَّت قواف فوق نول من الصوف أسود يتباهى ... له ثلاثون مرآة مكسورة وألف بيت ممدد الشاعر محمد الثبيتي الذي بدأ عفوياً في إلقاء قصائده كان الجمهور ومدير الأمسية يلحون عليه باستمرار لقراءة العديد من القصائد حيث قدَّم في هذه الجولة نصَّي (ما بال هذا الطير) و (تعارف) وقبل الختام قدّم الصيخان مقاطع من ترويحة لمليحة و (نجمة). ختام الثبيتي كان بتغريبة القوافي والمطر ونص (لي ولك) والعمودي كان مسك الختام حيث ختم الصيخان بقصيدة قد جئت معتذراً. وفي ختام الأمسية قدَّم النادي درعين للشاعرين، وقد خلت الأمسية من المداخلات، أيضاً لم يكن هناك تقديم للقصائد وإنما كانت مباشرة. حضر الأمسية رئيس النادي د. عبد المحسن القحطاني وأمين السر د. حسن النعمي وعدد من الأدباء.
