أفاد شهود أن شخصين اثنين قتلا أمس الاثنين في كيسمايو بأيدي عناصر ميليشيا إسلامية فتحوا النار على متظاهرين بعد أن سيطروا مساء الأحد على مدينة كيسمايو الرئيسة جنوبالصومال. وجاء حادث إطلاق الرصاص بعد أن خرج عدة آلاف من الصوماليين إلى شوارع كيسمايو التي تضم الميناء الرئيس في الصومال يوم أمس مرددين هتافات مناهضة للإسلاميين وأحرقوا إطارات سيارات وقذفوا الحجارة في احتجاجات ضد سيطرة الإسلاميين على المدينة أثناء الليل. وقال سكان ثالث أكبر مدينة في الصومال والواقعة قرب الحدود الكينية إن بعض المقاتلين الإسلاميين الذين وصلوا إلى المدينة زادوا من توتر الأجواء حيث أحرقوا علم الصومال ورفعوا علماً إسلامياً كتب عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله). وأضاف السكان أن هذا أثار المحتجين بعد أن كانت البلدة تنعم بالهدوء بعد أن دخل الإسلاميون على سيارات عسكرية للسيطرة على كيسمايو دون إطلاق رصاصة واحدة. وقال مهاد عبد الله وهو أحد سكان كيسمايو: رأيت العلم الصومالي يُمزق ويُحرق، هذا غير مقبول وسيُسبب مشكلة كبيرة. ورأت شاهدة من رويترز آلاف الرجال والنساء يتدفقون على الشوارع صائحين (لا نريد المحاكم الإسلامية) ويرشقون شاحنات المقاتلين الإسلاميين بالحجارة، وأضافت أن الطرق كانت مسدودة بسبب الحجارة وإطارات السيارات المشتعلة. وكانت قوات الإسلاميين المسلحة بالمدافع الآلية دخلت بشاحنات صغيرة مدينة كيسمايو الساحلية الليلة قبل الماضية وسيطرت عليها دون إطلاق طلقة رصاص واحدة موسعة نطاق سيطرتها في الجنوب. وتجمعت الحشود في الصباح الباكر لمشاهدة المقاتلين الإسلاميين الذين دخلوا المدينة، ولم تبد سلطات تحالف وادي جوبا مقاومة للإسلاميين بل إن البعض سارع بالتعهد بالعمل معهم. وقال عبدي محمد نائب قائد الشرطة في كيسمايو لرويترز: (أنا سعيد بهذا التغيير الجديد وأرحب به، قائد الشرطة وأنا سنعمل مع اتحاد المحاكم الإسلامية). وشكَّل تقدُّم الإسلاميين منذ يونيو - حزيران تحدياً لطموحات الحكومة المؤقتة بقيادة الرئيس عبد الله يوسف المدعومة من الغرب، التي تهدف إلى إقرار الحكم المركزي في البلاد لأول مرة منذ عام 1991م. وأصبحت الحكومة الضعيفة عسكرياً محاصرة الآن بالإسلاميين من ثلاث جهات في مقرها في بيدوة، ويقول شهود إن القوات الإثيوبية تحميها. وقال شيخ شريف أحمد أحد القادة الإسلاميين البارزين إن سكان كيسمايو كانوا ينتظرون في الشوارع أن يأتي الإسلاميون ويسيطروا على المدينة، وأضاف إنها ليست مسألة سيطرة بل اتحاد. وأدت شائعات بشأن قرب اندلاع الصراع في كيسمايو إلى هروب ألوف اللاجئين إلى كينيا في الأيام الأخيرة وتقول الأممالمتحدة إن ما يتراوح بين 300 و600 شخص يصلون يومياً إلى مخيمات داداب على الحدود مباشرة.