ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني المجيد السادس والسبعين للمملكة العربية السعودية، هذه الذكرى التي تعتبر مرحلة مهمة وفاصلة في تطور المجتمع السعودي، فذكرى اليوم الوطني هي رمز للإنسان السعودي الذي يشكل أنموذجاً يحتذى به، في مجتمعات تعج بالمتغيرات المختلفة. إن البعد الحقيقي لليوم الوطني يكمن في فهم معنى توحيد هذه البلاد وتكوين هذه المملكة، فلقد قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- ملحمة البطولة وتوحيد هذا الكيان الشامخ، بعد أن كان ممزقاً بسبب صراعات متناحرة بين إمارات متناثرة، واستطاع أن يؤسس نظام الحكم مستنداً على مبادئ الشريعة الإسلامية القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كمنهج متكامل للحياة بجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يُعتبر إنجازاً مرتبطاً بتوحيد كيان وتأسيس دولة وبناء مجد، لذا لابد لنا من وقفات تأمل مع ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وقفة لرصد الإنجازات الكبيرة المتحققة للشعب السعودي الكريم، من الماضي المجيد إلى حاضرنا السعيد، ولكن الوقفة لرصد الإنجازات المتحققة قد تكون مهمة في غاية الصعوبة في دولة شمل الإنجاز فيها كل جوانب المجتمع. كما أن لنا وقفة أخرى في اليوم الوطني، ومع بناء هذا الكيان الذي أرسى قواعد الأمن والاستقرار، فالأمن والاستقرار الذي تعيشه البلاد حتى وقتنا الحاضر منذ توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- هو أحد وأهم منجزات حكومتنا الرشيدة بفضل الله، فالأمن يُعد منجزاً حضارياً هاماً يعكس الشخصية السعودية التواقة للعمل والإبداع والسلام والتسامح، في حين يمر العالم بصراعات فكرية وعقدية متعددة ومظاهر من عدم الاستقرار، فالأمن عماد الاستقرار وقاعدة التقدم والازدهار للفرد وللمجتمع. إن الأمن والأمان هما الأداتان الرئيسيتان لإيجاد بنية أساسية في ظل مناخ ملائم أساسه السلم الاجتماعي، حيث يتمحور ذلك في التفاف المواطنين حول قيادتهم وإحساس المجتمع بكامله بأن الوطن موطن الجميع، ولابد من بذل المزيد من الجهد والبذل والعطاء، والعمل الجاد والمخلص للارتقاء به عالياً وفي كل المجالات. كما أن لنا وقفة أخرى في اليوم الوطني، فقد استطاعت المملكة العربية السعودية، وبتوفيق الله من تنمية واستثمار مواردها الاقتصادية المتاحة بحكمة، وبناء اقتصاد كيان كبير قوي شامخ منافس عالمياً وفي فترة قصيرة نسبياً، انعكست نتائجه الإيجابية على رفاهية الشعب السعودي الكريم، ولا غرابة في ذلك فالإنجازات المتحققة تتحدث عن نفسها. لذا يجب علينا كمواطنين في ذكرى اليوم الوطني المجيد أن نقف مع أنفسنا وقفة تأمُّل، نسترجع فيها مسيرة سنوات من البذل والعطاء، امتطى فيها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وتبعه أبناؤه الكرام البرره من بعده، صهوة المجد وساروا بها في دروب الحضارة شامخة، في خضم بحور السياسة العاتية ليصلوا للمجد متخذين من أصالة الماضي وعبقه وعراقته أساساً راسخاً لبناء حاضره ومستقبله، ومواصلة رحلة البناء والنماء في بلد العطاء. * المشروع السعودي لتبادل المعلومات إلكترونياً