حاول الأستاذ حمد القاضي في جداوله الأمنية (الجزيرة عدد 12399) أن يقدم قراءة تربوية جادة ومنصفة لهموم رجال الميدان التربوي ويرصد معاناتهم أثناء الدوام المدرسي الرمضاني ممارساً تصويراً (صادقا) و(أميناً) لمفردات الأعباء التي يواجهها منسوبو ومنسوبات الميدان مؤكداً أن التدريس عمل شاق يستنزف جهداً نفسياً وبدنياً مبرزاً ومعاناة المعلمات اللاتي يجدن صعوبة في الجمع بين مسؤوليات المنزل وظروف العمل في هذا الشهر الكريم معتبراً أن ذلك نوع من الأعمال الشاقة.. كما يؤكد الأستاذ الفاضل بأنه طالب أكثر من مرة بأن يقتصر الدوام المدرسي في رمضان على أسبوعين فقط أو أقل لا سيما مع طول العام الدراسي الذي يزيد عن حاجة المناهج. وحقيقة ليس لنا أهل اليدان إلا أن نحتفي بكل (نزف كتابي أصيل) يشخّص هموم الميدان ويقرأ ظروفه بصدق وأمانة ويبرز شجونه بعيداً عن العطاءات الكتابية المسلوقة والمعبأة بالمثاليات الزائفة والفلسفات الزاحفة والتي ترى أن الدراسة في رمضان كغيرها من الشهور.. وهي آراء لا تنسجم مع واقع الميدان التربوي بأعبائه الطويلة وضغوطه الثقيلة.. ولا تعبر عن ظروفه وقناعاته.. الأستاذ حمد القاضي مارس (قراءة تربوية نزيهة) لهموم الأجواء المدرسية في هذا الشهر الكريم وتناول أبعادها النفسية والبدنية دون تمييع لملامح الواقع أو تذويب لمفردات الحقيقة محاولاً أن يشدّ من أزر الأصوات التربوية التي تطالب بإعادة النظر في قضية (الدراسة في رمضان) واختزال معاناتها واحتواء همومها وتقليص أسابيعها.. والتجارب الدراسية الرمضانية أثبتت ذلك.. إن الرؤية التربوية الواقعية والمتزنة تكتشف المشاق الكبيرة والمتاعب الكثيرة بل والأعباء المتنوعة التي ينوء بها منسوبو ومنسوبات المدارس في شهر رمضان وبخاصة وأن الدراسة قد زادت وامتدت في شهر رمضان لهذا العام.. بصورة جعلت الحمل ثقيلاً.. نعم إن الدراسة في رمضان لن تحمل بعداً تربوياً مؤثراً أو تقدم ملمحاً معرفياً مقنعاً ولن تقدم منجزاً تحصيلياً يلائم ما يذرفه المعلمون والمعلمات من جهود وهم القائمون بالتربية الحاملون لخرائط المعرفة والذين يحتسون فناجين المعاناة ويمتطون صهوة الأعباء في هذا الشهرالكريم في مجتمعات مدرسية صاخبة.. أجل هم فوق أرض الميدان وليسوا أمام المكاتب الوثيرة تحت نسمات المكيفات الباردة.. شكراً للأستاذ حمد القاضي وهو يلامس أوتار الواقع التربوي ويقدم (ورقة إنصاف) فلم تكن (جداوله الرحبة) سوى دائرة دافئة ترصد هموم المجتمع وتسلط الضوء على نبض الشارع.. وها هو يرفع في مقاله (هموم الميدان.. في شهر رمضان).. دون تزييف أو تحريف. محمد بن عبدالعزيز الموسى