يجري الآن إعداد الخطط لتجميع قوة دولية من المراقبين الذين سيقومون بالإشراف على وقف إطلاق النار في فيتنام عندما يبدأ مفعول وقف إطلاق النار في منتصف ليلة السبت بتوقيت جرينتش، وأصبحت المجر الآن آخر دولة تؤكد بأنها ستشترك في تزويد قوة المراقبين التي يزيد عددها على 1100 ألف ومائة رجل. وجدير بالذكر أن إندونيسيا وكندا سبق أن تقدمتا بتعهدات مماثلة. ومن المتوقع أن تصل طلائع الفرقة الكندية التي سيلغ مجموعة رجالها في نهاية الأمر حوالي 300 ثلاثمائة رجل من المتوقع أن تصل طلائعها إلى فيتنام في بداية الأسبوع القادم. وقال الوزير الكندي للشؤون الكندية أن الكنديين سيتوجهون إلى فيتنام لقضاء فترة مبدئية تدوم ستين يوماً، وإن كنا نريد ضمانات معينة قبل الالتزام بأكثر من ذلك. هذا ويتوقع أيضاً وصول فرقة من بولندا. ومما يذكر أن اتفاقية وقف إطلاق النار تتضمن نصاً متعلقاً بسحب القوات الأجنبية من لاوس وكمبوديا ولكن السكرتير العام لمنظمة معاهدة جنوب شرقي آسيا تنبأ بأن القوات الشيوعية تحاول السيطرة على أراضي كثيرة وأكثر في البلدين. وقال الأيمر سوفانا فوما رئيس وزراء لاوس إنه يمكن التوصل إلى حل سياسي في بلاده عن طريق المفاوضات بين حكومته وبين فئة الباتيث لاو الموالية للشيوعيين. وكان الدكتور كيسنجر مستشار الرئيس نيكسون الذي تفاوض بشأن اتفاقية السلام كان قد أعرب عن اعتقاده بأنه سيتم تحقيق وقف إطلاق النار في لاوس وكمبوديا في وقت أقصر بكثير مما هو متوقع، وقال الدكتور كيسنجر إن نجاح الاتفاقية يتوقف على قدرة شعوب الهند الصينية على نقل خلافها من ميدان الصراع العسكري إلى مجال الطموح الإنساني. هذا وتقول أنباء من سايجون إن النشاط العسكري الشيوعي قد تزايد في فيتنامالجنوبية في الأيام القليلة الماضية. وقال ناطق فيتناميجنوبي أن القوات الشيوعية شنت أكثر من مائة هجوم على مواقع الحكومة منذ إعلان وقف إطلاق النار. وأعلنت كمبوديا أنها ستوقف جميع عملياتها العسكرية ضد الثوار الشيوعيين بعد التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار في فيتنام. وقال رئيس الوزراء الكمبودي في مؤتمر صحفي إن حكومته ستتخذ هذه الخطوة لإثبات حرصها على السلام وإفساح المجال أمام الفيتناميين الشماليين للانسحاب بسلام. وفي باريس صرح وزير خارجية فيتنامالجنوبية أمس بأن خبراء الأطراف الأربعة إلى محادثات السلام الفيتنامية يعقدون الآن اجتماعات في باريس لمناقشة طرق تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في إطار اللجنة الرباعية. وقال إن وفداً من الحكومة الثورية المؤقتة سيتوجه إلى سايجون في أقرب وقت ممكن للبدء في إجراء مناقشات ثنائية مع حكومة فيتنامالجنوبية. وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن من المرجح أن يصل ممثلو الثوار إلى سايجون يوم الأحد القادم بحيث يستطيعون بدء مشاوراتهم مع ممثلي حكومة الرئيس فان ثيو بعد أربع وعشرين ساعة من وقف إطلاق النار. وفي سايجون بدأت الولاياتالمتحدة أمس بإزالة آخر منشآتها العسكرية من فيتنامالجنوبية وإعداد بعض طائراتها وملاحيها للقيام بدور حفظ السلام وذلك في أول إجراء يستهدف إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في فيتنام والذي استمر أكثر من عشر سنوات. وذكرت مصادر عسكرية في سايجون أن وحدات من طائرات الهليكوبتر الأمريكية ستخرج من العمل اعتباراً من سريان وقف إطلاق النار صباح الاثنين القادم لتتولى دعم اللجان العسكرية المشتركة واللجنة الدولية التي ستكلف بالإشراف على وقف القتال. وفي دمشق أكدت سوريا في بيان رسمي أمس أن السلام في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا بالتحرير الكامل للأراضي العربية المحتلة واسترداد الحقوق القومية المسلوبة لشعب فلسطين وبإعطائه حق تقرير المصير. وقال البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية في دمشق ترحيباً باتفاق السلام في فيتنام إن الشعب العربي الذي عانى ويعاني الكثير من تسلط الصهيونية يؤمن بأن الغلبة في النهاية له وأن النصر حليفه إن شاء الله. وأشار البيان إلى احتلال العدو لأرض فلسطين وسياسة إسرائيل العدوانية التوسعية باحتلالها مناطق من ثلاث دول عربية وقال إن إرادة الصمود لدى الشعب العربي لا تتزعزع وتصميمه على تحرير أرضه لن ينال منه تخطيط الصهيونية.