تجري استعدادات في باريس حيث يتقاطر المندوبون لافتتاح المؤتمر الدولي الخاص بفيتنام اليوم، وسيبلغ مجموع الوفود التي تشترك في المؤتمر ثلاثة عشر وفداً، وستمثل هذه الوفود الفرقاء الأربعة المعنيين بالحرب بما في ذلك الولاياتالمتحدة، وكذلك الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولي وهم الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والصين وفرنسا والدول الأربع التي تتألف منها لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وبالإضافة إلى ذلك سيحضر المؤتمر الدكتور فالدهايم السكرتير العام للأمم المتحدة الذي وصل بطريق الجو إلى باريس صباح أمس. ويقول مراسل في باريس إن المراقبين هناك يشددون على ضعف واحد للمؤتمر وهو أن ما من لاوس أو كمبوديا ممثلة حتى الآن. هذا وقد وصل إلى العاصمة الفرنسية المستر تشي بنج في وزير الخارجية الصيني الذي حولت طائرته إلى جنيف بسبب الإضراب الجوي الفرنسي. وقال المستر فان إن الصين مستعدة للتشاور والتعاون مع جميع الفرقاء المعنيين ولأن تبذل جهودا إيجابية من أجل إنجاح المحادثات. ومن جهة أخرى هاجم المتظاهرون في فيتنام الجنوبية مكان إقامة الأعضاء الفيتناميين الشماليين في اللجنة العسكرية المشتركة في مدينتين هما هوى ودانانج. ففي مدينة هوى جرح ستة ضباط فيتناميين شماليين بعد أن اقتحم جمهور مجمعهم السكني وقذفوا المباني بالحجارة، وقد قام رجال الشرطة بتفريقهم بمساعدة المندوبين الأمريكيين. هذا وقد قامت المظاهرة بعد إقامة صلاة تذكارية محلية على أرواح الفيتناميين الجنوبيين الذين قتلوا في القتال الذي دار من أجل الاستيلاء على مدينة هوى خلال الهجوم الشيوعي الذي شن في عام 1968م. أما في مدينة دانانج فقد اقتحم حوالي مائة متظاهر المجمع السكني الخاص بالفيتناميين الشماليين، وقد قام رجال البوليس الحربي والضباط بإخراجهم بالقوة. والجدير بالذكر أنه حدثت خلال الأسبوعين الماضيين عدة تظاهرات في المقاطعات الفيتنامية الجنوبية ضد الشيوعيين الذين يشرفون على وقف إطلاق النار. هذا وقد قال متحدث بلسان لجنة مراقبة اتفاقية وقف إطلاق النار في سايجون أن صاروخا قد أطلق على إحدى طائرات الهليكوبتر التابعة للجنة وهي في طريقها من العاصمة إلى تان تو، غير أن الطائرة لم تصب ولم يصب أحد بأذى. وقال المتحدث إن طائرة الهليكوبتر كانت تحمل علامة الصليب الأبيض وهي العلامة المميزة للجنة المراقبة. هذا ويستمر القتال في المرتفعان الوسطى في فيتنام الجنوبية رغم مرور أكثر من شهر على توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار. وفي لاوس اتهم كل من الجانبين الجانب الآخر بانتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار التي أصبحت سارية المفعول يوم الخميس الماضي. وقد ذكرت مؤخرا مصادر رسمية أمريكية أن مندوبي الولاياتالمتحدةوفيتنام الشمالية والجنوبية والفيت كونج اجتمعوا ولكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من مراحل إطلاق صراح أسرى الحرب. هذا ويحدد الجدول الذي وضعه كيسنجر أن يتم إطلاق سراح أسرى الحرب الأمريكيين على مراحل تبعد كل واحدة عن الأخرى 15 يوما وتبدأ في 29 يناير 1973م، وتشير المصادر الأمريكية إلى أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حول جدول جديد حتى الآن.