يا أمتي كيف السرى والمهجع وعلى ثراك المعتدي والمدفع عجبا تُمزّق في الحمى أجسادنا ظلماً، ويرشقنا الذليل الأخنع وجرت قذائف ناره تترى بنا صهداً ويصبغنا الشواظ الأبشع ماذا جرى موج الفجيعة سابح في ساح أمتنا يصول ويفزع وجثث قلوب المسلمين بهولها كلمى، وبات الغيظ فيها يجمع وانحاز سيف المجد منحزق الرؤى وهو الصليل لشدة والأسمع تجري على مرّ السهام نفوسنا ذرعا ويحرقنا الجبان الهيّع وسرى النداء على مهب نوائب شعب يئن وآخر يسترجع طافت على زفر الجريح مدامع لكنّها في طوفها لا تدمع تسري الفجائع في الشغاف ووقعها نار على جسد البريء تروع أضحى على رهن السراب ركابنا يزجيه عزم البائسين البلقع وغدا الذليل يمد قنطرة العدا يسبي ويقتل لا يكف ويمنع سفك الدماء وهّد أبنية العلا قهراً. فكيف يلذ فينا المضجع؟ جر النكال على حنان أمومة باتت تولول والوليد مقطع ورمى على أحضان شيخ عاجز حمم المصائب ظل منها يصرع آه لأمة عُربنا في غمرة لم تنتبه والخطب فيها يقرع تلك المدائن يا أحبة تشتكي ألقت بشعب شمله يتقطع وعلى المآذن كم تجلت صيحة يا عُرْب أين عهودكم والمودع؟ بالأمس كم لانت بكم من أمة مهما نأت، واشتد ذاك الموقع أرسلتم حبل التآزر فالتقى إيمانكم ووفاؤكم والمشرع حطين رمز النصر كوكبة الدنى نقشت على التاريخ مجدا يرفع واليوم في لجج الهوان نذيركم زحف العدو إليكم والمدفع يا عُرب دمع العين منهمر على حرق الصدور، وبالغرور نجرع فلتطرحي داء التنازع أمتي فلأنت بالتوحيد صف أمنع هذا البيان هداية وضاءة في الكون جاء بها الرسول الأشجع أف لأحزاب تتيه ضلالة وأمامها الشرع المضيء الأوسع ما حلت الأحزاب في بلد رقى إلا هوى وهو السليب الأوضع فعليك بالدين القويم تمسكي بعراه فهو لك السياج الأمنع