الهجوم بأدلة أو براهين. وكان الأجدر بجريدتنا الغراء عدم السماح بنشر تلك العبارات الواردة في مقال الكاتب الذي لم يسلم منه القاضي الذي قدح في نزاهته! ولم يسلم منه كذلك رئيس البلدية ولا غيره من المسؤولين، وللقارئ بعد قراءة ذلك المقال أن يسأل عن سر هذا الهجوم الشرس والهجاء المقذع من الكاتب المخضرم تجاه هؤلاء الإخوة! أيحق للكاتب أن يطلق لنفسه العنان ليقدح في أحد أبناء الوطن لمجرد نزوة كتابية خالجته أو لمجرد وشاية كان المفترض عليه أن يكبتها في جماحها ولا يجعلها مادة تلوكها الألسن لأنه مؤتمن أمام الله تعالى أولا ثم أمام القراء. وأنا لست في مقام الدفاع عن أخينا وكيل محافظة المجمعة أو القاضي أو غيرهما ممن وردت أسماؤهم في المقال! فهم يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم وكيف يجيبون الكاتب! غير أنني هنا في مقام نصرة الكاتب كما أمر بذلك الرسول -عليه الصلاة والسلام- في قوله: (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ومن نصرة أخينا الكاتب أن نردعه عن ظلمه ونذكره بسوء مقالته وننبهه على أن من ناله بقلمه هو أخ له في الدين قبل كل شيء! له حقوق لا يجوز انتهاكها أو التعدي عليها! كذلك لن استشهد على نزاهة وكيل محافظة المجمعة بكلام من جعبتي أو من بنات أفكاري! فقد كفاني مؤونة ذلك كاتبنا المخضرم في مقالات سابقة له يثني فيها أشد الثناء على وكيل محافظة المجمعة والتي زودني بها أحد الإخوة، يقول الكاتب المخضرم في زاويته (مستعجل) في جريدة الجزيرة العدد 9717 بعنوان (وكيل محافظة المجمعة) ما نصه: (بعض الرجال.. وبعض المسؤولين.. يعمل بهدوء وصمت وينجز الكثير من الأشياء بعيداً عن الأضواء.. وهذا شأن كل الذين يعملون بإخلاص وصدق ونزاهة لأنه يعمل وينجز ويخلص من أجل العمل نفسه وليس بهدف قرأت مقالا في جريدة الجزيرة ليوم الأحد بتاريخ 26 رجب 1427ه لأحد الكتّاب المخضرمين يتكلم فيه عن أحد المشروعات المقامة في مدينة المجمعة ويثني في مقاله على من قام بهذا المشروع ومن تبرع له وهما الشيخان عبدالعزيز وعبدالله العبدالمحسن التويجري. وكان كلامه جميلا لا غبار عليه حتى هذا الجزء من المقال، وليته سكت عند ذلك! لكنه عفا الله عنه (فجأة) وبلا مقدمات انقلب كما يقال (مائة وثمانين درجة) من المديح الجميل إلى الهجاء المقذع، فضلاً عن أن تقال في أحد رجالات الوطن ممن أمضوا أعمارهم في خدمة هذا البلد المعطاء. فبعد مديحه الجميل وثنائه العطر على المشروع وأهله، بدأ الكاتب المخضرم بالقدح في وكيل محافظة المجمعة واستخدم في هجومه كلمات غير مقبولة من غير أن يؤيد ذلك الشهرة أو أن يقال: عمل وأنجز وقال، وعينات هؤلاء الرجال الأوفياء المخلصين العاملين بهدوء وصمت موجودة في كل مكان وفي كل قطاع فهم يعشقون العمل والإنجاز ولا يعشقون شيئاً اسمه (الأضواء) وفي المدن والقرى تجد عينات كثيرة من هؤلاء وعندما زرنا مدينة المجمعة لأربع أو خمس ساعات برز هؤلاء الأوفياء الذين يعملون بصمت لعل في مقدمتهم شخصا شهما كريما سمح المحيا شعلة من النشاط فيه وقار الرجال وابتسامة العقلاء وتصرفات الأخيار ألا وهو وكيل محافظة المجمعة الأستاذ عبدالله بن محمد الربيعة.. هذا الرجل الرائع كان معنا خطوة بخطوة وكان بالفعل واجهة رائعة لهذه المدينة الكبيرة بكل شيء فيها، لقد ذهلنا أن هذا الرجل الذي لا نعرفه من خلال وسائل الإعلام.. أنه كل شيء هناك يعمل بهدوء وصمت وينجز هنا وهناك بعيداً عن الأضواء، ثم يقول: هناك أشياء كثيرة يقف وراءها هذا الرجل الشهم.. أما عن الرجولة والمواقف الرجولية والكرم.. فأهل المجمعة وكل زائر للمجمعة يشهد بهذا لقد أخجلنا كرم وسخاء وبساطة وتعامل هذا الرجل.. وتمنينا لو أن كل مدينة وقرية يوجد بها مثله ونحن بالطبع لن نستغرب أبدا أن يكون عبدالله بن محمد الربيعة بهذه السجايا فهو ابن تلك الأسرة المعروفة بكرمها وشهامتها ورجالها الأوفياء... إلى آخر المقال! وفي مقال آخر للكاتب في العدد 9784 من جريدة الجزيرة بعنوان (ليس دفاعا عن الربيعة) جاء ما نصه: (كما تحدثت عن جود وكرم هذا الرجل.. ويعلم الله.. أنني لم أقل فيه.. إلا شيئا مما فيه وإلا فالرجل يستحق أكثر وأكثر بشهادة الجميع الذين عايشوه وخبروه وتعاملوا معه عن قرب.. إذ لم أجد رجلاً واحداً في المجمعة أو خارج المجمعة وهو يعرفه إلا ويثني عليه ثناء كبيراً.. وعندما يمر اسم هذا الرجل يضج المجلس كله (ألف نِعم ومليون نِعم لأبيه). ثم يقول: (أخيراً.. فإن أهالي المجمعة وما حولها يعرفون هذا الرجل جيدا فهو الذي يستقبل الضيوف.. وهو الذي يترك كل ما في يديه من أجل زوار المجمعة.. وهو الذي يرتكز على منجزات مشرفة.. وهو وراء الجمعية الخيرية للمحتاجين بالمجمعة.. وهو وراء منجزات أخرى أكثر وأكثر). وقبل أن أختم أود أن أهمس في أذن كاتبنا المخضرم أن المصالح الشخصية يجب ألا تسيّر الكلمات بل ينبغي للكلمات أن تسير خلف مصلحة الوطن! فالقارئ يستطيع أن يميز ما بين النقد الهادف الذي يخدم مصلحة الوطن والتجريح الشخصي الذي يخدم مصلحة الكاتب فقط كما أن القارئ الحصيف مازالت لديه ذاكرة قوية تستطيع استحضار ما كتب في السابق! عبدالرحمن بن عبدالله العثمان