قرأت في كتاب أم الحضارات (ملامح عامة لأول حضارة صنعها الإنسان) الجزء الثالث, للمؤلف مختار السويفي، تقديم الدكتور محمد إبراهيم بكر (ص 127 -138)، أكاذيب وادعاء وتزويرا، مدعين أن العلم من اليهود والأجانب المناصرين لهم، حول حقيقة بناء المصريين الفراعنة القدماء الأهرام والحضارة المصرية ككل.فبدأ الدكتور محمد في صفحة 127 حديثه بما حدث بين الرئيس أنور السادات ومناحم بيجين اليهودي, حين كان في زيارة لمنطقة الأهرام بمصر, فأشار مناحم إلى الهرم الأكبر (خوفو) العظيم والمعجزة التي تتحدى الزمن، وقال بكل ما كان في استطاعته من التفاخر الأجوف والتعالي الزائف: (إن أجدادي هم الذين بنوا هذا الهرم) فابتسم الرئيس أنور ولم يقل شيئاً.أضاف الدكتور إلى ذلك أن هذا الكلام (الادعاء بأن اليهود هم أصحاب بناء الحضارات المصرية والأهرام) تم نشره في العديد من المجلات والصحف من قِبَل الكُتّاب أدعياء العلم والباحثين عن الجدل والإثارة.فلقد دهشت جداً مما قرأت عن هذا الادعاء الزائف من اليهود وكيف ببعض القلوب الضعيفة تصدق هذا الادعاء؟؟! كيف لنا أن نصدق أن الذين سلبوا الأراضي من أهلها, وقاموا بمحاربة كل نفس بريئة، ونشر الإرهاب في الأرض، وادعائهم أنهم شعب الله المختار, هم أصحاب هذه الحضارة العظيمة بملامحها ودقتها وإتقانها؟!!!. غير ذلك أن الدكتور محمد ذكر في صفحة 129 أن المؤرخين قالوا إن مدة إقامة بني إسرائيل في مصر لا تتجاوز 175 سنة منذ أن دخلوها في عصر الهكسوس إلى أن خرجوا منها في عصر الدولة الحديثة، أي في فترة زمنية تقع ما بين القرن 18 ق م والقرن 16 ق.م.وإذا كان الهرم (خوفو) قد بني في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد, فهل اشترك الإسرائيليون في بنائه بأثر رجعي..؟؟! أم هو كذب وافتراء..؟ هذا بالإضافة إلى ما ذكر عن شعب قارة أطلانتس وأنهم هم من قام ببناء الأهرام ودفنوا تحتها كل أسرارهم وعلومهم، ورغبة المنقبين والمصدقين بهذه الخرافة بالتنقيب عنها تحت الهرم وأبو الهول!.ولكن كيف لنا أن نصدق بأن قارة أطلانتس التي يزعمون أنها إما أن تكون في شمال أو جنوب إفريقيا، ووسط أمريكا وأستراليا وفرنسا وبحر الشمال وسردينيا وفلسطين ولبنان ومالطة والصحراء الكبرى وشرق روسيا والبلطيق وسيبيريا وجرينلند والعراق وإيران والبرازيل والمحيط الهادي والمحيط الهندي ووسط المحيط الأطلنطي.. كيف يمكننا التصديق بأن شعبها استطاع أن ينجو من الزلزال الذي دمر هذه القارة في يوم واحد..؟! كيف لزلزال قوي مدمر يدمر قارة بأكملها وينجو شعبها!. إذن بالمزيد من التمعن سنعرف ونؤمن بأن ما يزعمونه راغبين دفن الحضارة المصرية ما هو إلا كذب وافتراء، كل الهدف منه نسبة الحضارة المصرية إلى غير الشعب المصري إما لليهود الخاسئين أو للشعب الوهمي الخرافي في قارة أطلانتس الخيالية أو لمخلوقات أتت من كواكب ومجرّات أخرى.إذن علينا الرد على كل من يشوه الحضارة الفرعونية وإثبات ذلك بالنظريات المنطقية والعلمية، وليس بالخرافات والقصص والادعاءات الباطلة.