بسم الواحد الأحد مقدر الأقدار ومكور الليل على النهار هو خالقنا وهو مولانا هو محيينا ومميتنا كتب على نفسه البقاء وكتب على خلقه وعبيده الفناء، قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}العنكبوت (57). والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين الذي كان في موته لنا ولعباد الله المؤمنين تسلية لقلوبهم وتعزية لنفوسهم الضعيفة التي لا تستطيع تحمل مصيبة من المصائب إذا ادلهمت الخطوب وتكاثرت عليهم نوائب الدهر، فكيف بالموت؟؟، إن ذكر الموت لمخيف، يخافه الصغير والكبير الرجل والمرأة الشباب والشيب، وإن شبحه يخيم على القاصي والداني، وإن من يتوقعون أن الموت بعيد عنهم فإنه يأتيهم فجأة ودون سابق إنذار ولا حتى استئذان قد غشيهم وحل بدارهم فقلبها رأساً على عقب وحول الفرح إلى ترح والأنس إلى حزن مرير، ها هو ذا الموت يخطف - بقدر من الله العزيز الحكيم - ويأخذ من بين أظهرنا إنساناً عزيزاً على القلب عند كل من عاشره وجلس معه وحادثه واستمع إليه إنك لتشعر بالارتياح النفسي وأنت تجالسه تحس بعطفه وفائق أدبه ودماثة خلقه، لقد رحل ذلك الرجل وفقدنا حبيباً إلى النفوس، كريم الخصال والفعال، ترجل ذلكم الفارس وأي فارس؟، ترجل أبو عادل الأخ عمران بن علي القرني - وابنه اليافع عادل رحمهما الله -، رحل عن هذه الدنيا إثر حادث أليم، صاحب الوجه المشرق المبتسم، نعم... رحل ففقدنا ذلك المعلم البارع في تعليمه وتخصصه وتربيته عميد من أعمدة مدرسته مدرسة إمام الدعوة، نِعْمَ الصديق ونِعْم الزميل كم أتحفنا بخفة دمه ومعلوماته المتقدة، فقدنا الأب الحنون على أبنائه في المدرسة نرى تعامله معهم ولطفه بهم وشفقته عليهم. رحلت عن هذه الدنيا وأنت لم تتوانَ أو تتردد في مشاركة زملائك وأصدقائك وقبل ذلك أهلك وأحبائك في أفراحهم وأتراحهم بل كنت سباقاً إلى ذلك. غادرت هذه الدنيا الفانية وما هي بدار للبقاء ما أصبت به فنحن وإياك سائرون إليه شئنا أم أبينا ولابد يوماً سنلحق بك قال تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }الأنبياء (35) لكنك إن شاء الله سبقتنا إلى آخرتك، سبقتنا إلى ملك عزيز مقتدر إلى الله الكريم الرحيم، إلى جنات ونهر إلى الحور العين، إلى مكان هو خير لك من مكانك في هذه الفانية إن شاء الله، فنعم الرجل أنت ونعم الأهل أهلك فاللهم ألهم أهل أخينا عمران وأبناءه ومحبيه وأنزل عليهم الصبر فقد عظمت مصيبتهم واشتد بلاؤهم، فيالها من مصيبة ويالها من فاجعة قد أسالت دموعنا وأبكت قلوبنا جعلتنا في خضم الأحزان حيرى، انعقدت الألسن واكفهرت الوجوه واسودت الدنيا في عيوننا، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإننا لفراقك يا عمران لمحزونون فإن لله وإنا إليه راجعون وأنت يا الله رجاؤنا وأنت ملاذنا، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلك في عليين وأن يرفع درجتك في الآخرين وأن يجعلك من ورثة جنة النعيم، وأن يرزقنا وأهلك ومحبيك الصبر على فراقك والأنس بذكرك والدعاء لك بأن يغفر الله ذنبك ويستر عيبك ويمحو خطيئتك ويكتبك مع المقربين الشهود الركع السجود. منسوبو مدرسة إمام الدعوة الابتدائية بالرياض