عملية الإنزال الفاشلة التي قامت بها إسرائيل السبت الماضي في مدينة بعلبك اللبنانية تعكس أن القرار الأممي 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يواجه عقبات حقيقة على أرض الواقع ويرجع ذلك حسب الخبراء والمحللين السياسيين إلى أن القرار اشتمل على مساحات رمادية واسعة ترك مجلس الأمن على ما يبدو أمر تلوينها لموازين القوى على الأرض وأوكل للمتناحرين شأن تفسيرها كل وفق مصالحه وحساباته وقوة نفوذه وسيطرته، فالقرار لم يحسم في مسائل من نوع: تفويض القوة الدولية وتشكيلها وقيادتها ولوجستياتها، مصير سلاح حزب الله في لبنان، مصير سلاحه ومسلحيه في المنطقة الممتدة من جنوب الليطاني حتى الخط الأزرق، هوية مزارع شبعا ومستقبلها، مصائر الأسرى اللبنانيين كما أن القرار لم يضع جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبلبنان، حيث إنه ربط انسحاب تلك القوات ببدء انتشار القوات الدولية والجيش اللبناني (30 ألفاً إجمالاً)؛ وهو ما سيأخذ أسابيع على أقل تقدير.