واصل الجيش اللبناني صباح أمس الجمعة انتشاره في جنوبلبنان وتمركز في الخيام أبرز بلدات القطاع الشرقي التي تبعد نحو سبعة كيلو مترات عن بلدة المطلة الإسرائيلية، كما استعدت قوات لبنانية للانتشار في مزارع شبعا. وتمركزت عشر شاحنات وناقلات جند مؤللة من اللواء العاشر في مدرسة الخيام التي حاول الجيش الإسرائيلي عبثاً مرات عدة دخولها وشهدت قصفاً عنيفاً ومواجهات ضارية مع مقاتلي حزب الله. وأعلن العميد الركن شارل شيخاني قائد اللواء العاشر أن قوة أخرى تمركزت صباح الجمعة في بلدة كفر شوبا (8 كلم شرق الخيام) التي تقع مقابل مزارع شبعا المتنازع عليها. وأشار شيخاني إلى أنه من غير المتوقع أن تتمركز قواته في قرية كفر كلا المشرفة على بلدة المطلة الإسرائيلية الحدودية؛ لأن القوات الإسرائيلية لا تزال تحتفظ بموقع لها قرب هذه القرية. وأكد ضابط من الكتيبة الهندية في قوات الطوارئ الدولية هذه المعلومات. وكان الجيش اللبناني قد بدأ الخميس انتشاره في إطار تنفيذ القرار الدولي رقم 1701 ليصل إلى مناطق في جنوبلبنان فقد سيطرته عليها منذ عقود. ومن المقرر أن يشمل الانتشار قوة تضم نحو 15 ألف عنصر ستساعدها قوة معززة من الطوارئ الدولية في إطار وقف العمليات الحربية التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله في 12 تموز - يوليو وتوقفت الاثنين الماضي تطبيقاً للقرار 1701. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن قوات الجيش اللبناني بدأت الاستعداد للانتشار أمس الجمعة على أطراف مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل وهي أيضاً محور الصراع بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله. وقالت المصادر الأمنية إن القوات اللبنانية ستنتشر في قرية شبعا القريبة من جيب مزارع شبعا اللبناني الضيق الذي احتلته إسرائيل حين استولت على مرتفعات الجولان من سوريا في حرب عام 1967.وهاجم حزب الله القوات الإسرائيلية مراراً في مزارع شبعا التي تبلغ مساحتها 25 كيلو متراً مربعاً خلال السنوات الست الماضية.ويقول الحزب إن الوجود الإسرائيلي في مزارع شبعا يعني أن انسحاب الدولة اليهودية من جنوبلبنان عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاماً لم يكتمل. وطلبت الحكومة اللبنانية من الأممالمتحدة أن تسيطر على المنطقة إلى أن يتحدد وضعها، غير أن قرار مجلس الأمن الذي صدر يوم الجمعة الماضي والذي أوقف القتال الذي استمر 34 يوماً بين إسرائيل وحزب الله طالب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بطرح مقترحات بخصوص قضية مزارع شبعا في غضون 30 يوماً.وقال مصدر أمني بارز إن نحو 4500 جندي لبناني موجودون بالفعل جنوبي نهر الليطاني وإن مزيداً من الوحدات ستنضم إليهم قوات أخرى ليصل العدد في النهاية إلى 15 ألف جندي. واختفى مقاتلو حزب الله مع وصول قوات الجيش، غير أنهم لم يغادروا الجنوب ولم يتخلوا عن قاذفات الصواريخ التي استخدموها في قصف إسرائيل خلال الحرب. وصرح مسؤول دولي قريب من قوات الطوارئ بأن نزع سلاح حزب الله يتطلب اتفاقاً بين الحزب والحكومة اللبنانية التي تضم وزيرين من الحزب.