تولي المملكة اهتماماً ملموساً بذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن أولياء الأمور الذين يرعون في أسرهم أطفالاً أو أبناءً من ذوي الاحتياجات الخاصة يتأملون من حكومة خادم الحرمين الشريفين المزيد من الاهتمام، خصوصاً أن عهد خادم الحرمين الشريفين يعد بحق عهد المكرمات والرخاء ورفاهية المواطن. وكم ابتهج الوطن بتلك المكرمات، التي أتت لترفع المستوى المعيشي للمواطنين، ولتنهض بالخدمات المقدمة لهم في كل المجالات، سواء الصحية أو التعليمية أو الاجتماعية، وغيرها من الخدمات في شتى المجالات. ومن تلك المكرمات زيادة رواتب الموظفين، والمستفيدين من الضمان الاجتماعي، وأخيراً الطلبة المبتعثين، وما زال ذوو الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم يتوسمون من لدن خادم الحرمين الشريفين أن تشملهم تلك الزيادة. فما زالت الاستحقاقات السنوية الممنوحة لهم على حالها، ولم تشملها المكرمة الملكية. ومما هو معلوم أن ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون إلى رعاية خاصة ومكلفة، وهم بحاجة إلى مزيد من الرعاية الاجتماعية، وذلك عبر إنشاء أندية خاصة بهم، وبرامج تشجيعية وترويحية لهم، تخفف عنهم شعور الوحدة والألم، لأنهم يعيشون في عالمهم كالغرباء، شئنا أم أبينا، ذلك لأن شعور الإعاقة يجعل صاحبه مختلفاً وغريباً عن مجتمعه، ما لم يسع هذا المجتمع إلى دمجه فيه. وهذا لا يتأتى إلا بمزيد من الاهتمام والرعاية. أشعر بمعاناة هذه الفئة من مجتمعنا الذي عرف عنه التكافل والترابط، وذلك من تعاليم ديننا الحنيف، ثم من أصالة هذا المجتمع المعروف بالشهامة والكرامة والمروءة والعطف. ونحن في هذا المجتمع نجسد أسمى معاني الإنسانية في حفظ مشاعر المكروبين مهما كان كربهم، ناهيكم عن أن يكونوا ذوي احتياجات خاصة. أكتب هذه الكلمات وأنا أرجو من كل مواطن وكل مسؤول أن يساهم في تخفيف الألم، وشعور الوحدة والغربة الاجتماعية التي تعاني منها هذه الفئة من مجتمعنا. وأمل هؤلاء معقود بعد الله بخادم الحرمين الشريفين الذي يسعى، حفظه الله، إلى رفاهية المواطن دون تفريق بين مواطن وآخر، وبين منطقة وأخرى، وبين فئة وأخرى. اللهم احفظ هذا البلد آمناً مطمئناً، واجعلنا به من المؤمنين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالحمى والسهر) متفق عليه.