يحاول ضعاف النفوس بأجهزتهم المصوّرة والمتنقّلة جز نطاق المرأة الغافلة، يلاحقونها في كلِّ مكان تظهر فيه .. مدرستها أو في جامعتها أو في كلِيتها أو في صالة أفراح تغتال فيها فرحتها يؤذون مشاعر المسلمين والمسلمات بغير ذنب ولا متعظ {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}(58)سورة الأحزاب. هؤلاء المؤذون يجرِّدون الناس من معانٍ ويلبسونهم معاني أخرى لا يريدونها ستراً بل يبغونها عوجاً بالتشهير بجهاز صغير أمره عظيم وفعله مبين، ولا يأبهون بالتنكيل سعوا جاهدين لتحويل النعمة المخترعة إلى نقمة يمرقون ويفرون من الشيم والمروءة فوق الأرض .. هم أنجاس وداخلها نقص ولكن ثم ماذا بعد .... على المرأة أن تكون أكثر حرصاً على التستُّر والستر، وفي النهاية ومع كل هذا الحصر يبقى ربك الستّار وحده، ولكن لا بدَّ من أن يكون للمسلمات الغافلات في خدورهن حقٌّ محفوظ وهو الستر ثم الستر وعدم التشهير، ولكن كيف تتستَّر من هي على مقاعد الدراسة أو من هي في مجلس نسائي محض ولها حقٌّ وهو الحماية من هؤلاء سواء أكانوا نساء غرِّر بهن أو دفعن عمداً، أو شباباً تتبّع العورات وتسلم مرات ومرات، يجب أن يكون التعزير أكثر غلظة وشدّة حتى لا يجرؤ من يجرؤ على أعراض المسلمين .. وعلى الكلِّيات والمعاهد والمراكز وصالات الأفراح أن تكون حازمة في أمر التفتيش، وصارمة في الجزاء، ورادعة في كفِّ من ينوي ويبيت النية على العودة، بل ويجب أن يكون على القائمين عليها الرقابة قبل أن يتّسع الخرق على الراقع ونحمل سمعة بنات المسلمين بمنخل فتصبح سمعتهن وشرفهن وعرضهن كالهشيم تذر بأيدي المستهترين .. ينبغي أن يشعر هؤلاء الذين يحملون صور نساء المسلمين بأنّهم يحملون اللظى بين أيديهم، ويمسكون الجمر بمنديل، فهم في سبات مقيم من الجهل فكيف بمن صور منهم قريبة له .. أخته أو أمه - لا سمح الله - خلسة دون علم أو احتراز، فهل من متّعظ .. هل يتجاوز المجتمع عوائق التطبيق ليحاصر هذا الإخراج التصويري البذيء .. هل نحن في فقر من قانون أو تشريع يقيم الاعوجاج في عقول بعض الشباب وضعاف النفوس .. أمّا من صوّر نفسه بنفسه أو نفسها بنفسها بهذا الجهاز بحبل منه أو من الشيطان فلها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وجنت ما تجنت به على نفسها .. ماذا عن التشهير بجنس الفاعل في هذه الإشكالات ليرتدع الغير من هؤلاء المفسدين والخارجين عن المألوف والحياء والخلق والفضيلة؟؟.