بدت إسرائيل عازمة على مواصلة عدوانها على لبنان رغم صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يطالبها ضمن بنود عدة على وقف هذا العدوان، وأعلنت أمس شن هجوم بري واسع، وأفادت المصادر انها تقدمت بالفعل نحو نهر الليطاني لكن بعد ان تكبدت خسائر بشرية ومادية، وواصلت في ذات الوقت مذابحها الفظيعة التي أسفرت أمس عن مصرع أكثر من عشرين قتيلاً معظمهم في جنوبلبنان. فقد شهدت بلدة (رشاف) فى القطاع الغربى من جنوبلبنان فجر أمس مجزرة أخرى أوقعت نحو خمس عشرة ضحية من أهاليها الذين بادروا إلى محاولة انتشال مصابين من تحت أنقاض منازل سكنية كانت استهدفت بغارة إسرائيلية، إلا أن صواريخ الطائرات لم ترحمهم فجددت إغارتها عليهم لتبيدهم. وفي بلدة (الخرايب) شمال مدينة صور أغارت المقاتلات الإسرائيلية على سيارة نصف نقل كان بداخلها شخصان، ولدى محاولة مسعفين نجدتهما أغارت الطائرات ما أدى إلى مقتل اربعة مواطنين بينهم مسعف وجرح ثلاثة آخرين منهم. وتحدثت تقارير أخرى عن مقتل شخص على الأقل في بعلبك بالقصف الإسرائيلي. وفيما يتصل بتوسيع العملية البرية فقد صدر قرار بذلك بعد ساعات من صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يدعو إسرائيل إلى وقف هجماتها إلى لبنان، وكأنما كان يحثها على تصعيد هذا العدوان المستمر منذ أكثر من شهر. وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي أنه (طبقاً للقرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية الأربعاء، شن الجيش عملية برية في جنوبلبنان ستمتد حتى نهر الليطاني). واضاف أن (القوات على الأرض ستتمتع بتغطية جوية وبحرية). وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة ان تعزيزات بالرجال والدبابات دخلت جنوبلبنان في منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي اصلاً. ومن جانبه قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية في إسرائيل الجنرال الون فريدمان للإذاعة الرسمية الإسرائيلية أمس السبت ان العملية البرية الواسعة (قد تستمر اسابيع) و(تمتد إلى ما وراء نهر الليطاني). وقال المسؤول العسكري (انها عملية على مراحل والمرحلة الأولى ستستمر بضعة ايام حتى نتمكن من السيطرة على الأرض. أما المرحلة الثانية فهي لتنظيف الأرض، وهي مرحلة قد تستغرق عدة أيام إضافية ان لم يكن أسابيع). إلى ذلك، أكد فريدمان (سنذهب إلى ما وراء نهر الليطاني اذا كان ذلك ضرورياً). وقالت مصادر أمنية إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى قرية الغندورية على عمق 11 كيلو مترا داخل الأراضي اللبنانية أمس وهي أعمق نقطة تصلها. وقال حزب الله إن قواته نصبت كميناً في القرية. ويعترف بيان لحزب الله ضمنياً بتخطي الإسرائيليين المقاومة في قرية القنطرة شرقي الغندورية. وقال حزب الله إنه دمر سبع دبابات بينما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة دبابة واحدة. هذا وقد أقر الجيش الإسرائيلي صباح أمس السبت أن أحد جنوده قُتل في اشتباك وقع مع مقاتلي حزب الله اللبناني في جنوبلبنان. وبمقتل هذا الجندي الذي قضى نحبه يوم الجمعة يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في المعارك الدائرة في جنوبلبنان منذ شهر بالتحديد إلى 86 جندياً. وبالعودة إلى الاعتداءات الجوية الإسرائيلية فقد شملت ايضاً اربع غارات على صيدا مما أدى إلى تدمير محطة لتوليد الكهرباء تغذي كبرى مدن الجنوباللبناني، وأوضحت الشرطة أن الغارات دمرت بشكل كامل محطة توليد الكهرباء الواقعة شرق المرفأ. وتابعت أن عموداً من الدخان يتصاعد من المحطة التي قصفت بدون أن تتمكن من القول ما اذا كانت الغارات أسفرت عن سقوط ضحايا. وتعرّضت مدينة صيدا (43 كلم جنوببيروت) للقصف مرة واحدة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي منذ 32 يوما. وفي الشمال استهدفت اربع غارات إسرائيلية عدة طرق في منطقة عكار تؤدي إلى سوريا. فقد استهدفت هذه الاعتداءات أولاً طريقاً ساحلية تؤدي إلى مركز العبدة الحدودي بين سورياولبنان على بعد عشرة كيلو مترات عن طرابلس كبرى مدن الشمال. وبعد ذلك أطلقت الطائرات الإسرائيلية اربعة صواريخ على طريق ثانوية تربط بلدة القويصات بسوريا. وكانت صواريخ جو أرض دمرت جسر حيصة القريب من البلدة مما أدى، قبل ايام، إلى مقتل أحد عشر مدنياً وجرح تسعة آخرين. واستهدفت غارتان أخريان طرقاً إلى الشرق في عكار، يستخدمها المهربون بين سورياولبنان. وقال مسؤولو إغاثة إن إسرائيل ما زالت تمنع قوافل الإغاثة من الوصول للمدنيين المعوزين رغم صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1701 .